جمرة بين شفتين .


جمرة بين شفتين .



للكاتب : علي بن سعد الفريدي

ألم ينتابك عندما ترى وجها ذا وضاءة اكتنز عافية في بدن ، وصحة في روح ، لكن جمرة بين شفتين بدأت تغير ملامحه ، وسلوكه ، وروحه إذ أصبح لها رهينا ، فبدأت الصحة تتدهور ،والروح السعيدة تخبو ، والمال يضيع من أجل حبس هواء ملوث لمدة ثوان في رئة لها سعال مزمن من عملية شهيق وزفير دخانية ، إن جمرا يكون دخانه في رئة صاحبه ، نتيجته رماد عافية ، وتوتر جسد ، واسوداد دم ، وتسرطن أعضاء . إن التدخين شر مستطير ، وبوابة لشرور أكبر ، إنه يكوي الروح والجسد ، فيذوي الجسم نحيلا هزيلا كغصن شجرة في زمن خريف ، إن آية في كتاب الله كفيلة بأن تغير السلوك السلبي إلى سلوك إيجابي إن امتثل تطبيقها ، ( ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ، ثم إن يدا ترفع سيجارتها أمام خلق الله من غير مبالاة بحقوق من حولها هي يد غير مؤدبة ، إذ إن حالها حال مجاهرة ، وشر الخطائين المجاهرون ، ومما يرحم به المبتلون استتارهم عند الخطأ لا استهتارهم ، إن من حق البشرية أن تتنفس هواء نقيا ، وأن تحترم كرامتها ، وأن يكون سلوكنا معها متوهج الإبداع والجمال ، فإذا كان كيف المدخن مشاهدة جمرة دخانه عندما تشتد حمرتها بشهيقه المتهيج ! ، فكيف غيرالمدخن نسمات هواء الأكسجين الذي يداعب الروح بانتعاش ولذاذة . كم يحز في الخاطر وأنت تقود سيارتك فإذا بسيارة تطير منها شرارة سيجارة ؟ طيرت بأصبع غير مؤدب ! ، وكم يتألم الإحساس عندما ترى من يدخن أمام أبنائه أو طلابه أو جلاسه ؟ ! إنه نداء ملؤه المحبة والشفقة لكل مدخن بقطع هذا الداء امتثالا لأمر الله واجتنابا لنهيه ؛ بقوة الإرادة والعزيمة وحسن التوكل على الله ، ثم زيارة المختصين في جمعيات مكافحة التدخين ، لأخذ المشورة والخطة العلاجية ومن أراد وصل بإذن الله ، فالقضية قضية صحة و سعادة وحياة ، ومن الخطأ السير في دروب تعكيرها وتدميرها ، إننا نحتاج للقدوات الاجتماعية ذات السلوك الجميل النبيل التى تزرع بذور الخير بتعاملها ، وتسر النفوس مجالستها ، وتنصح برفق وأدب ، ويكون تعاملها دعاية للخير تحذيرا عن الشر ، إن نعمة الهواء واستقباله ودفعه شهيقا وزفيرا نعمة لاتقدر بثمن ، ولك أن تزور زيارة خاطفة لجناح تنويمي في أي مستشفى لتر بعينك من يتنفس عبر أنابيب جامدة لها صوت مخيف ، فتدرك نعم الله في هذا الهواء ، وتقلع عن تلويثه بما لايليق .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *