حبوب أنثى ابتلعها ذكر !


حبوب أنثى ابتلعها ذكر !



للكاتب : علي بن سعد الفريدي

تفاجأ التربويون والأطباء وذوو الفطر السليمة بخبر تناول بعض الشباب حبوب مانع الحمل ( ياسمين … ) التي صنعت لأنثى فابتلعها ذكر ؛ رغبة منه في تغيير صوت ، وتعديل مظهر ، أو بعض تخيلاته الوهمية كما يزعم ويزعمون ! .

إن هذا التحول الفكري السلوكي يدل على أمراض نفسية أفرزها الانفتاح السلبي العقيم ، والقراءات والمشاهدات غير الموفقة في سير من لادين له ولاخلق ولامثل ، كمايدل على ضعف التوجيه والمتابعة، وقصورمنهجية الإرشاد الدائمة ، وقلة الخبرة أمام أمواج الحياة العاتية ، إننا أمام شريحة شبابية تعتريها بعض أمراض المراهقة ، وتفاعلاتها النفسية الحساسة ، ومحاولة إثبات الذات المتأرجحة ، واستدعاء الأنظار بأسلوب خاطئ ،

إن المراهقة تعب جسد وروح وتربية ، ولكل جسد مراهقته وأفكارها ، إنها مرحلة حساسة تستدعي اليقظة والانتباه والاهتمام من قبل الاختصاصيين وأولياء الأمور كل في محله ، فهي تحتاج لجرعات دينية وتربوية ومهارات نفسية واجتماعية ، فالتفاعل الهرموني البركاني في أجساد هؤلاء يقذف حممه ،وربماكان على سبيل الدين والصحة والعقل والنسل وضروريات الحياة ، إن واجبنا تجاه شبابنا وأولادنا المراهقين ، أن تتسع صدورنا لأسئلتهم بجواب مبرهن ، وأن نهيئ لهم محيطا اجتماعيا يمارسون فيه هواياتهم المباحة ، وأن تكون ألسنتنا مشجعة لهم في كل مبادرة إيجابية وسلوك متقن ، ناصحة لهم عند كل سلبية سلوك ، مبتعدين معهم عن لغة السخرية والكلام العقابي ذي الصبغة التهديدية ،

إننا أمام أجساد تتعارك مع نفسها فدواخلها براكين تفاعل نفساني وجسدي وعضوي وتناسلي وعقلي وروحي ، فلنحتويها بمنهجية توازن ، موفرين لها ماينفعها من رغبات جسد وروح ، كما أن من الواجب أن نكون قنطرة خير ، وجسر بناء ، لنقلهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة بكل شفافية ووضوح وانسيابية وتعليم ومهارة ، إن فترة المراهقة فترة طويلة زمنيا ، فقد تستمر لعشر سنوات تقريبا، والزمن جزء من العلاج والتعليم بقدرة الله وتوفيقه ،

فالمراهقة تشير إلى التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، وما البلوغ إلا جانب واحد من جوانبها ، فالمراهقة إرهاق ، لكن بذل اليسير من الضوء يضيء للتائه ليصل ، إذ علينا أن نبعدهم عن روايات الخلاعة والمجون والعنف والإجرام وبعض برامج التقنية السلبية ، لئلا تتلوث الأفكار ويتدنى السلوك ،إن ربط المراهق بالصلاة في المسجد جماعة ، وتثقيفه دينيا واجتماعيا وصحيا وزيارة مدرسته ومعرفة أصدقائه أمر واجب ، وحتمية لازمة ، نتيجته خير للجميع ، وراحة للمجتمع أجمع ،

فمراهقونا اليوم هم موجهونا ومعلمونا ومهندسونا وخادمونا غدا ، إن أحسنا تربيتهم ، ومنحنا وقتنا لأجلهم ، فأعظم هدية يقدمها الوالدان والمعلمون أن يجلسوا مع أولادهم وطلابهم وقتا طويلا ، يناقشونهم ، ويعلمونهم ، ويحاورونهم ، ويعالجون مشكلاتهم بكل رفق ، فالرفق سلوك نهايته نجاح وفلاح . إن بذور التربية التي تسقى اليوم بسقيا العلم والحكمة والمهارة حصادها رجال في المستقبل يعتمد عليهم بعد الله في خدمة الدين والأهل والمجتمع ، فهيا لنفتح أيدينا لهم تعاونا ، وعقولنا لهم توضيحا ، ووقتنا لهم تعليما وترفيها وتصحيحا .

وأخير أهمس في أذن كل مراهق وقف عند الصيدلي طالبا حبوب المانع قائلا : إن تناول حبوب مانع الحمل ليست لك ، فأنت رجل لا امرأة ، وخصائص الرجال ليست كالنساء ، مظهرا وصوتا وذوقا واهتماما وتفكيرا وتكليفا ، ( وليس الذكر كالأنثى ) فالذي خلق فرق ، فانتبه لمراهقتك الجاهلة قبل أن تتسرطن أمعاءك وهرموناتك بحبة ياسمين ، فتموت قبل سماع صوتك ، وتمدد على آلة حدباء عليلا نحيلا هزيلا من حبة مانع حمل بلعتها حماقة وجهلا وتهورا .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *