جوهرة زينت عروسا !


جوهرة زينت عروسا !



بقلم : علي بن سعد الفريدي .

في عروس البحر الأحمر جدة ، مدينة رياضية أنشأتها شركة أرامكو العالمية ، أطلق عليها الجوهرة ، فكانت حقيقة جوهرة زينت عروسا ، إنها جدة العروس بجوهرتها الرياضية ، يحضر خادم الحرمين الشريفين حفل الجوهرة ، فيسر بما يرى من منجز كبير أنجز بقصر زمن ، ودقة مهارة ، وحسن عمارة ، وجمال ذوق ، فيشرف حفل الافتتاح ، ثم يطير إليه شيهان جنوبي يبشره بافتتاح جوهرة انبثق نورها من آي قرآن كريم رفع بصوت أخاذ من شيخ فاضل ، فيبادله خادم الحرمين الشريفين الشعور بالتبريك والشكر لله ، ثم يناوله قلمه الملكي هدية له ، إنسانية وتقديرا ، ثم تقف شخصيات ذات خصوصية للحدث، تدلي بدلوها المقالي حيث حالها ومقامها يتطلب ذلك ، فلكل مقام مقال ورجال، حيث المسؤولية المناطة ، والأمانة الثقيلة . إن الفرح الرياضي والكرة المستديرة لها جوانب إيجابية في قضاء فراغ شباب انفتح عليهم الفضاء بكل وسائل تقنياته ، فهذه وسيلة تلد ، وتلك وسيلة تلقح ، وواجبنا تجاههم كبير ، من ذلك أن يتعاهدوا بالبرامج الدينية والثقافية والاجتماعية والرياضية ، خاصة وأن ذلك من اختصاص رئاسة رعاية الشباب في نظام تأسيسها ، وبما أن المكان مدينة رياضية متكاملة التقنية والتحديث والمعايير العالمية اللازمة. ، لذا ما أجمل أن يستفاد من اجتماع الشباب في أوقات الانتظار الحاضر بالآلاف لمتابعة مباراة كروية ! بتقديم بعض توجيهات وبرامج توعوية في بعض أحكام الدين ومهارات الحياة ، خاصة فيما يعالج غليان التعصب المشاعري التشجيعي ، ولابأس أن تكون تلك البرامج حوارية مباشرة ، أو مسجلة عبر طريقة تقنية ناقلة ، إن سلوكيات الشباب المشجع للمستديرة في الآونة الأخيرة ، تتسم بالتعصب والتشنج والإيذاء القولي والفعلي ، بعيدا عن روح التسامح والتنافس الشريف ، والأخلاق الإسلامية الإنسانية النبيلة، والأعراف والآداب الجميلة ، كما أن من الأسلوب الشائق التأثيري أن يتاح لبعض اللاعبين ذوي الشهرة الكروية وقتا موجزا يوجهوا الشباب ببعض كليمات توعوية تعالج بعض سلوكيات ممجوجة بدأ تعكر صفو المجتمع وهدوئه كالتفحيط ، والمخدرات ومسيرة السيارات ، والعبارات المذمومة ، والتراشق المذموم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، والتشجيع غير اللائق . إن عبارة واحدة تصاغ بأسلوب أدبي جميل ، فيها دعوة لحسن السلوك ، لها تأثير كبير عند الشباب المشجع الحاضر ، وللجمهور خلف الشاشات ، خاصة عندما تلامس الحقيقة ، وتعرضها شاشة ناقلة لحدث كروي أثناء بثها المباشر ، ويعلق عليها معلق مفوه، يدرك أمانة الكلمة وتأثيرها ، لذا فواجبنا أن يكون دورنا إيجابي في كل فرصة تتاح ، كل في محله ، وأمانته التي أنيطت في عنقه ، إن الترفيه المباح ضرورة جسد واحتياج روح ، ليكون الفرد معطاء في منهجية توازن ، وثبات أمر ، وكل أعرف بحاله ، كما أنه من الجمال الفائق والحس التربوي الجميل ، والأمر بالمعروف ، أن يرفع الآذان من مصليات تلك المدن الرياضية مناديا للفلاح ، فيؤمر الجمهوربالصلاة ، يتبع ذلك توجيه موجز صيغ بأدبية قول ، وانتقاء عبارة ، وصدق مشاعر . إنه من خلال تأمل بشر ، وتركيز نظر ، وجد في الشباب طاقة مشاعرية وإنتاجية سلوك ، وقابلية إرشاد لايمكن قياسها لذا لابد أن توجه فيما ينفعها ذاتيا وأسريا ومجتمعيا ، فشبابنا اليوم هم رجالنا غدا في كل مجالات الحياة ، فهلا أحسنا التوجيه والإرشاد ، لنحصد الرشاد ، لذا فهاهي أحرف هذا المقال داعية لهم تشجيعا ، فهيا هيا ياشباب الوطن نحو العلا والمجد ، والسيادة والريادة فكل مجالات الحياة تنتظر إبداعكم ، وإنتاجية سواعدكم ، ليقوم البناء شموخا ، ويتجذر الإبداع قوة ، ويكون للحياة طعما وأنسا ولذاذة ، فأجدادكم تقاعدوا بعد أن وضعوا بصمتهم الإبداعية في أرض الوطن ، وآباؤكم مازالوا يبذرون بذور العمل والانتاجية والعلوم والآداب والمهارة في بستان الوطن الجميل ، والمستقبل أنتم ، فماذا أنتم صانعون ؟ ، فهيا للعلم المتخصص المتنوع ، وهيا للإبداع ، وهيا للقيم والمبادئ ، وهيا للترفيه المنضبط ، وهيا لقضاء الفراغ بالنافع المفيد . أياشبابنا ، أيامستقبلنا ، أياأبناءنا ، أيافلذة أكبادنا ، إننا نريد أن تكونوا علامة تعجب مستقيمة كهذه ( ! ) في كل إيجابية سلوك ، ولانريد أن تكونوا علامة استفهام فيها اعوجاج كهذه ( ؟ ) في سلبية سلوك ، وإنا منتظرون متفائلون صابرون .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *