همسة في أذني راسب .


همسة في أذني راسب .



الكاتب الأستاذ : علي بن سعد الفريدي .

عام دراسي سالف يكتمل ، واختبارات نهاية العام بدورها الأول بهذا اليوم تنتهي ، وقت ثمين انقضى ، قضاه الطلاب بين صرصرة الأقلام وضريسها، فترة يعقبها أخرى في مواد دراسية منهجية معتمدة وزاريا ، فهنيئا لمن صرصر قلمه وأضرس إجابة صحيحة فاز بها لنيل مراده بحثا عن مستقبله المنشود ، وفرصة مباركة أخرى لمن توقف سيلان حبر قلمه عن النجاح ، أوصرصر وأضرس مزعجا، بعيدا عن إجابة النجاح المرادة ، حظا أوفر نقول ، ونقول تبعا أيضا : إن فرص النجاح والتفوق مازالت مستمرة لواحة ، تلوح أمام كل ذي همة طموح ، فكل من سار على الدرب وصل ، وليست القضية قضية الوصول ، بل القضية بم يصل ؟ . إن النجاح كلمة فضفاضة واسعة المعاني والرؤى ، فحتى إخفاقاتنا أحيانا هي دربة وابتلاء واختبار وتهئية لنجاح قادم لم يأت زمنه لحكمة يعلمها الله ، فتجاوز ذلك يعد نجاحا وفق مهارات عالية ، تصقل الشخصية، وتطور الذات ، وتكسب الخبرة . إن الإخفاق ماهو إلا فترة مؤقتة لنيل فرص نجاح أكثر ، بمصابرة ومثابرة ، كما أن رحلة النجاح سرمدية لانهاية لها فراجع دروب رحلتك ، وانتبه لزادك ، واشحذ الهمة ، وأوجد الرغبة ، وانطلق ، فما أكثر دروب النجاح مع الإصرار والعزيمة ! . إن للنجاح لذاذة عندما يكون بعد جهد جهيد ، فلا يقاس نجاح المرء بما يتبوأه من مكان في حياته ، بل يقاس بتلك الصعوبات والمعوقات التي تغلب عليها بتوفيق الله – سبحانه -منتقلا من فشل إلى فشل بدون فقد الأمل حتى وصل ، فاغرس اليوم شجرة تنم في ظلها غدا ، ولتعلم أن هؤلاء الواقفين على قمم الجبال لم يهبطوا من السماء هناك ، بل عاشوا صراعا مرا مع المعوقات والإخفاقات بتقدم خطوة ، وإرداف أخرى حتى وصلوا ، كما أنه من الخطأ شحن الذهن وبرمجته بكلام سلبي يكسر مجاديف النجاح في النفس ويعوقها ، حيث أن الكلام الإيجابي الناتج عن تفكير صحيح له سر عجيب في وضع خريطة النجاح المرادة والوصول إليها بإذن الله ، والعكس صحيح ، فالكلام السلبي يسلب روح الطموح والمصابرة والمثابرة والجد والاجتهاد عن تحقيق النجاح المراد ، وأخيرا أهمس بأذني كل راسب قائلا : كل رسوب تجربة ، وكل فشل خبرة ، فأشعل الهمة لتصل للقمة ، ولاتيأس ، فاليأس مقتل النجاح والتطور والتقدم والإبداع ، وما الحياة إلا تحد تتطلب بذل السبب والاعتماد على الله المسبب ؛ لنيل خبراتها ، ومعارفها ، وعلومها ، ومهاراتها ، من كل تخصص نافع ننطلق به في حياتنا إجادة وممارسة وتطبيقا ، والتوفيق بيد الموفق سبحانه ، فاجعل ثقتك به ، وابذر الأمل والتفاؤل وحسن التوكل في طريقك ، وسترى حصادك بإذن الله نجاحا وتفوقا وإبداعا مع مستقبل زمن .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *