الواسطة جناية بشر ! .


الواسطة جناية بشر ! .



يتألم البشر المعتدل ، القارئ المطلع ، الواعي سلوكيا ، الراقي فكريا ، المتمدن حضارة ، عندما يرى سلوكا ممجوجا لاتستسيغه الحواس ولاتقبله العقول في جميع ديانات البشر ، وأدابها ، وأعرافها فضلا عن ديننا الحق الجميل ، وعرفنا المؤدب النبيل ، يدعى باسم ( الواسطة ) هي المحسوبيات السلبية والواسطات المصلحية المتفشية مجتمعيا في كل مجال من مجالات الحياة ،إن الواسطة السلبية جناية بشر على بشر ، فكم يدرك من وراء كل واسطة سلبية حجم سلبية هذا التصرف ، وأثره في نفوس الغير ممن حوله في استثارة مشاعر الاحتقان ومكنون الذات الساخطة . إن تفشي الواسطات السلبية والتي لاتركع للنظام الشرعي ولا المؤسسي النظامي ، دليل رداءة فكر ، وضياع قيم ، وضعف مراقبة ، وتخلف سلوك ، وإثارة أحقاد ، وظلام منهج . إن الآلة جمادية الذات تنتهج نهج الحق والعدل وتتفوق على بعض البشر في هذه القيمة الإنسانية المطلوبة شرعا ونظاما أعني العدل ، إذا نجت من أصبع ثعلبي ! ، فكم نجحت التقنية والأنظمة الإلكترونية في الحد من بعض مظاهر تلك الجناية البشرية ، إلا أن الخلل يكمن في سلوك من وراءها عندما ينتهج منهج الثعلبيةالمشين الهادف لمصلحة خاصة يحاول اقتناصها من موقع كرسيه المؤقت ، كم رأينا تأثير حرف الواو عاملا أساسيا في السياقات المجتمعية المخالفة ! ، وكم يدرك المتأمل في حرف الواو ( و ا و ) مدى تفرقة الألف بين واويه المتشابهين بعصا الإثبات والوجود المصلحي والسيادة المجتمعية والاستغلالية المنتنة ، إن حرف الواو السلبي ( الواسطة ) يمرض المجتمع تفشيه لأنه حرف علة ، لذا ما أجمل خدمة الخلق لأجل خالقهم سبحانه ! ، فالعدل مع الجميع جمال خلق ، وطيبة ذات ، وحسن تصرف ، ودلالة وعي ، واحترام ثقافة ، وسلوك توفيق ، وأمانة عمل ، وجودة إنتاج ، وتمدن حياة ، وتقدير بلد ، وتشجيع أدب . إن انتهاج الواسطة السلبية في كل أمر جناية بشرية لا يطهرها سوى انتهاج نهج الأمانة الواعية ، والمهنية الراقية المسؤولة ، والخوف من الرقيب الأعلى سبحانه ! ، فربما رفع يديه مظلوم من واسطة ظالمة سلبت حقه فاشتكى لربه سبحانه ! ، فاستيجبت دعوته على من ظلمه ، إذ أن دعوة المظلوم مستجابة ، معجل أمرها ، مقسوم بنصرها واستجابتها، ولو كانت من ذي معتقد كافر ، ولوكانت بعد حين زمن . إن لكل مهنة أخلاقياتها ، وميثاقها الشرفي ، ومن ذلك العدل الدقيق في العمل المقدم والخدمة البشرية المؤتمن عليها ، كما أنه لا بأس بالشفاعة الحسنة والواسطة الإيجابية بشرطيها المعروفين من إباحة ذات العمل المشفوع فيه شرعا ونظاما ، وعدم ظلم الغير بهذا التصرف ، وفي ذلك أجر من الله كبير لحديث ( اشفعوا تؤجروا ) . إن ارتفاع الصوت أحيانا في دائرة ما ، وراءها تصرف أرعن من موظف عرف أحدهم فقدم خدمته على حساب الغير ، مصلحة وظلما وفسادا ، فهل يعي مدى سلوكه لو تغيرت الأدوار ! عندما يكون هو طالب خدمة من موظف أمامه مقدم خدمة ! ، كما أنه لا يعني هذا المقال بتفشي هذه الظاهرة خلو المجتمع ودوائره من سلوك الإبداع ، وتصرف العقول الواعية ، وحضور القيم الراقية ، لا ، بل نماذج المهنية الإبداعية الواعية كثيرون ويفخر بهم في كل ناد وصالون وديوان ، لكن روائح الخطأ والفساد قد تؤثر على جمال بخور الإبداع والأمانة والقيم ، فلنكن ممن يؤدي الأمانة أبدا سرمدا ، ويفوح المسك جمالا من إبداع عمله ، ونزاهة شأنه ، وصدق مشاعره ، وخدمه وطنه ، وأهل وطنه ، فالسلوك عنوان الذات ، وكل ذات فعلها ناطق عنها ، فانتبه لسلوكك في مهنتك بم ينطق ؟ واجعل إجابتك سرا وسترا، وطور نفسك فالزمن زمن تطور وتطوير ، وهي فرصة لتتطور إبداعا وجمالا وأدبا وعدلا ، فمازال في عمرك زمن ، وحسابك على الله .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *