شرارة  شر في شرورة ! .


شرارة شر في شرورة ! .



بقلم : علي بن سعد الفريدي

يوم جمعة مبارك ، يتسلل مجرمون بلدا إسلاميا ( شرورة – السعودية ) مآذن مساجدها لها شموخ وخشوع وخضوع بوحي سماوي ، حيث الجمعة مقامة ، في شهر مبارك أمرنا بصيامه ، فيجرمون قتلا وتدميرا ، ثم يكون أمرهم عليهم وبالا ، وشأنهم سفالا . لم يدركوا حرمة اليوم ، ولاحرمة الشهر ، بل منهجهم حمل السلاح في وجه كل من كان في طريقهم قتلا ونحرا ، مستهدفين المسلمين الآمنين من مدنيين وعسكريين ، فدماء المسلمين لاحرمة لها عندهم ولا قيمة ، ولا عصمة ولاشيمة ، يعشقون الدماء المعصومة حقدا وإجراما ، وخبثا وانتقاما ، حيث خريطة الإجرام في وجوههم لها وضوح ، فلا أستبعد أن لهم مع حبوب المخدرات والمسكرات علاقة وصداقة ، يثيرون البلبلة ؛ لأنهم جهلاء بله ، لم يفهموا عقيدة الإسلام وتعاليمه ، ولم يعرفوا معنى الإنسانية وكرامتها ، ولم يفقهوا فن الحياة ومهارة عيشها . ليس في عقولهم ذرة من أدب واحترام ورحمة ، ولم يدركوا حقوق البلد وحقوق أهله ، هم ذوو عقوق ، لايعرفون الحقوق ، لاوفاء عندهم ولا عهود ، بل بين أضلاعهم قلوب سود سود ، عشعش في فكرهم عنكبوت الجهل والضلال ، والجنون والمجون ، والشبهة والهوى ، والحقد والحسد ، والتغرير والتدمير ، يكرهون العلم والعلماء ، والحكام والحكماء ، يروغون بألسنتهم كما تروغ الثعالب ، يمرقون من الدين كما تمرق السهام من الرمية ، هم والله على الإسلام والمسلمين بلية . يفعلون المصائب ، ويتلطخون بالمعايب ، عنف فكر وجسد يجيدونه ، وخبث طباع يحتوونه ، ألسنتهم بذيئة كذابة ، وأرواحهم كئيبة مرتابة . تدينهم غلو مقيت ، وإجرامهم أحزن كل بيت ، رائحة التكفير تنبعث منهم نتنا وعفنا على كل مسلم ، بل على كل من كان للعلم والخير أقرب ، أرواحهم قنابل شر ، وضحاياهم بشر مسلمون آمنون ، ياويلهم من الله في قتل المسلمين المرابطين الصائمين الآمنين ، ياويلهم من الله في سلوكهم العفن الضال ، كم من حزن كان بسببهم ! ، وكم من دمعة حرى ذرفت من صنيعهم ! ، وكم من دم أريق بسلاحهم ! ، وكم من طفل أصبح يتيما بسلوكهم حقدا وضلالا ! ، وكم من نفس قطع أجلها بهم فماتت حالا ! ، وكم من نفوس معصومة تمددت موتا بأظافرهم الشيطانية المسمومة ! ، لاينفع معهم نصح ولامناصحة ، شوهوا صورة الإسلام والمسلمين ، ونفروا الناس من الدين . لم ينتهجوا في حياتهم سنة سيد المرسلين ، ولم يتدبروا كلام رب العالمين ، ولم يثنوا الركب عند العلماء الراسخين والدعاة الصادقين ، ولم يطيعوا ولي أمر المسلمين ، سلاحهم جعلوه في وطنهم خيانة وغدرا ، بل نذروا أنفسهم لخدمة الشر نذرا ؛ لأن عقولهم ملوثة ، فدود الشبهة دود رؤوسهم تدويدا ، بل اعتادوا منهجية الشر تعودا وتعويدا ، سلوكهم النتن العفن جعل أقرب قريب يتبرأ منهم ، حتى الأصلاب والأرحام التي لفظتهم ، لأن الشر الشرير منهجهم ، ولأنهم نبات شر يسقى بماء ملوث آسن ، هم لعبة في يد الأعداء ، وأدمغتهم مغسولة بكل بلاء ، بهايم علفها تبن التغرير ومنهج التكفير ، ياويلهم يدعى عليهم في كل قنوت ، حتى يبح الصوت بأن يهلكهم ذو الجبروت والملكوت ، أولئك خوارج لاضمير لهم ، فضمير إنسانيتهم غاب بلا قياس ، وأجسادهم خلت من كل إحساس ، في وجوههم سواد ، وفي عيونهم رماد ، ورقابهم بإذن الله إلى حصاد ، حيث لامصباح في فكرهم ينير ، هم العدو والشر المستطير ، وهم للأعداء المطايا والحمير ، حب الشر الذي في رؤوسهم بإذن الله مطحون ، وشرهم مقطوع ممنون ، أمرهم من قديم زمن ، وبضاعتهم مزجاة ليس لها ثمن ، آخر شرهم شرارة في شرورة ، مدينة من بلاد بالتوحيد والخير معمورة ، أزهقوا فيها نفوسا ، وما علموا أن أمامهم رجال أمن تروسا ، خاضوا معهم حربا ضروسا ، وداسوهم دوسا ، جعلوا جثثهم شذر مذر ، وخبرا لمن يريد الخبر ، وعبرة لمن لم يعتبر ، إذ هذه في الدنيا نهاية الشر ، والحساب الأخروي عند رب البشر ، وأخيرا أهمس همسة : تفضل الله علينا وتكرم ، في بلد غذاؤنا يزرع في ترابه ، ويحصد ويباع في أسواقه ، وسقاؤنا من عمق آباره ، وشهيقنا وزفيرنا من هوائه ، وبيوتنا احتضن قواعدها جسده ، وتعليمنا – بفضل الله أولا – ثم بجهود علمائه ودعاته ، ومعلميه ، ومربيه ، مساجده معمورة ، ومدارسه وجامعاته مشهورة ، ومقدساته بأفضل صورة ، ورفات أجدادنا به مقبورة ، بل هنا قضى الرسول حياته ، ودفن فيها رفاته ، مبادئ أهله جميلة ، وقيمهم أصيلة ، حمولة وعائلة وقبيلة ، على النقاء والصفاء والفطرة ، حماهم الله من كل ذي شر وشره ، بلد هو للمسلمين قبلة ، فالأفئدة تهوي له ، عملته ريال ، وأنسه جمال خيال ، ألأ يستحق منا بذل جهود الأمن والأمان والإيمان ، فكرا وسلوكا ، فهيا لنئد كل من يريد به فتنة ، فالحذر واجب ، والمسؤولية على الجميع ، والحافظ الله ، ولاتستهينوا بأدنى سبب ، فعدونا متربص بنا من كل صوب وحدب ، والله نسأل ونرجوه ، أن يحمينا من إرهاب تلك الوجوه ، وأن يحفظ البلد وأهله من كل مكروه ، آمين ، آمين


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *