حركة فيصلها خالد .


حركة فيصلها خالد .



علي بن سعد الفريدي .

تسير بنا أرزاق الله المقدرة أن تبعد بعضنا عن أهله بحثا عن لقمة عيش ، كانت من نصيبه من خلال نظام وظيفي معتمد ، فيباشر الموظف عمله ، تحقيقا للأمانة التكليفية المناطة به ، ثم بعدها يعيش حنين الغربة ألما وأملا ، يمتد و يقصر وفق ظروف زمن تقديره وتصريفه بيد الخالق سبحانه ، إن غربة المعلمين المكانية والتي أبعدتهم عن بيئتهم التي تعايشوا معها نشأة وتعليما ، أثرت وتؤثر في شعورهم النفسي والعملي ، حيث إن المعلم المغترب يعيش في منهجية عمل شاقة ، في دنيا العناء والتعب ، بداية من توديعه أهله ، وتلويحه لأولاده بيمنى الوفاء والصبر ومحاولة إظهار أفضل صورة لفرح ملتقط من عين طفل باصرة ، لعل نتيجته زرع ابتسامة أنس بريئة في وجه ذلك الطفل ومحياه ، والذي سينتظر تكرارها مع مرور زمن ، وحسبك بلحظات الوداع الصافية فهي تفعل بالنفس البشرية الأفاعيل . يرتب المعلم المغترب ميزانية سفره ، ويتفقد سيارته وأحوالها ، فمشاق الطرق وأخطارها باتت تمثل معركة حاصدة لكثير من المعلمين والمعلمات . ويسير على بركة الله ، وبعد الوصول بسلامة ، هنا تبدأ مرحلة أخرى فيها أنين وتأوه ، حيث التعب الكبير الذي يتطلب راحة زمنية ليتبخر من الجسد والروح ؛ نتيجة طول سفر منهك . يبدأ الأسبوع الدراسي ، ويكون فيه عطاء معلمنا المغترب ليس بذاك ، بل بمحاولة إثبات وجود فقط ، ولاشك أن ذلك يؤثر في العملية التعليمية والتربوية بشكل قطعي ، حتى يصل الأسبوع الدراسي نهايته ، إذ ترتفع مشاعر الشوق والاشتياق لرؤية ذلك الابن أوالبنت الملوح لها بيمنى الوفاء والعطف والحنان في نهاية أسبوع سالف ، إذ يصبح دوام نهاية الأسبوع عنده دقائقه طويلة ، وربما استودعت بعض الحصص لبعض الزملاء المتعاونين من ذوي النفس الطهرانية والضمير النقي في المدرسة ، ليكون وقت تلك الحصص زادا زمنيا في رحلة سفر إيابية ، وجهتها أهلوهم وذووهم ، إذ الوقت قصير ، والدقيقة مع أهلهم وذويهم ثماثل دقة قلب نابضة ، سرعة وأهمية وحيوية . إن المعلم الذي يقضي جل أسبوعه ، وربما شهره ، وربما وقتا من سني عمره خارج مدينته ، معلم يستحق المساعدة والاهتمام والرحمة ، بل ويحتاج إلى آلية علاجية وزارية تتدخل في إصلاح وضعه ، وحيث إن هناك حركة نقل تعليمية قادمة للمعلمين والمعلمات ، جميل غاية الجمال وأوفاه أن تكون حركة النقل محققة رغبات الكل قدر المستطاع ، بآلية مبتكرة تكون نتيجتها نسبة رضى كبيرة ، وقناعة بشرية تامة بإنجاز مسبوق ، والأفكار التطويرية في حركة النقل التعليمي كثيرة لمن تلمسها بمنهجية رفق وتأمل ، وبتشاورية خبراء مدركين محيطين بالأمر كله ، ومن ذلك إشراك المعلمين في وضع آلية النقل ليتحقق بذلك منهجية الشفافية والوضوح والتي تهدف لها وزارتنا الموقرة ، كما أن فتح باب المناقلة للمعلمين في أوقات زمنية خاصة كمنتصف كل عام دراسي للذين يريدون التبادل في أماكن عملهم في منهجية لايكون فيها أي خلل يؤثر في المصلحة التعليمية والتربوية يحقق نسبة نقل كبيرة ، إلى جانب توسيع حركة النقل العامة عددا في نهاية كل عام دراسي ، بأن يخفض نصاب المعلمين الأعلى إلى أقل من أربع وعشرين حصة دراسية أسبوعية ممايعطي فرصة عددية أكبر في عملية النقل المرجوة ، كما أن التوسع في فتح وظائف جديدة يعطي مساحة أكبر لنقل أكبر عدد ممكن في هدف مراد تسعى إليه الوزارة ، إضافة إلى أن التوسع في مفهوم مصطلح القرى النائية ، لتشمل أكثر عدد من قرى ومدن مملكتنا الحبيبة ، ورفع مكآفات بدلات النأي والانتداب سيخفف كثيرا من أعداد طالبي النقل من معلمي تلك المناطق ومعلماتها ، كما أن التوسع في القرار الوزاري الأخير الناص على تخفيض دوام معلمات القرى النائية ليشمل معلمي تلك القرى والمدن أيضا أمر سيخفف طلب النقل منها من وجهة نظري ، إضافة إلى أن التوسع في حركة نقل ذوي الاحتياجات الخاصة ، والظروف الاستثنائية ولم الشمل وزيادة بنودها بما يتناسب مع الظروف المحيطة بالمجتمع يعطي توسعا عدديا في حركة النقل الوزارية المرادة ، وفكرة حركة لم الشمل أمر تشكر عليه وزارتنا في تفعيله والذي كان له صدى رضى واقعي بشكل ملحوظ ، إضافة إلى أن فتح المراحل الثلاث لجميع المعلمين الناقلين سواءً بسواء يعتبر حلا جذريا للموازنة بين المناطق كما هو المعمول به في تعليم البنات . إن الذهن المغترب إذا تسلل إليه التفكير آذاه وأثر في جوارحه ، مما يؤثر سلبا على العمل المكلف به ، فتجده مشدود الذهن ، في منهجية عين تدحيجية ، وصمت جسد مخيف ، ونحول جسم يبريه تفكير رهيب بمحاولة قرب من أهل وولد وبلد . إن استقرار المعلم بمكانه الذي يختار ، له أثر تربوي كبير في متابعة طلابه ، بل في العملية التربوية جمعاء ، وله أثر أسري مشاهد في رفع المستوى الاستقراري ، وله أثر في دفع أخطار حوادث طرق باتت تمثل السبب الأول من أسباب الوفاة في مملكتنا الحبيبة المحروسة . إنه نداء ملؤه الحكمة ، والمنهجية التعاونية ، والرجائية المنشودة ، إلى الوزير الأمير خالد الفيصل – وفقه الله – بأن تكون حركة النقل القادمة تأريخية في عددها وآليتها ، خاصة وهي أول حركة نقل يشرف عليها سمو الأمير الوزير من بدايتها إلى نهايتها ، والكل منتظر إعلان سموه لتلك الحركة بمنهجية صبر وتصبر ، انتظارا لبشارة فرحتها تهز مشاعر كل معلم منقول ، فيخر ساجدا لله شكرا ، ويرفع القبعة لوزارته تقديرا واحتراما وكرما ، ويروي للتأريخ أن أفضل حركة نقل تعليمية وزارية كان بطلها وفيصلها خالد ، هو الوزير الأمير خالد الفيصل – وفقه الله – ، حينها ستكون حركة النقل سامية ، باعتماد صاحب السمو ، وستسمو مشاعر النفوس فرحا ببشارة سموه ، وإلى تلك اللحظة المنتظرة كونوا في سعادة ، فانتظار بشرى السعادة سعادة أخرى من خلال تجربة سلوك بشر .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *