المهدي يتعهد محاربة «الجماعات المتطرفة»


المهدي يتعهد محاربة «الجماعات المتطرفة»



شكلت عودة زعيم «حزب الأمة» السوداني الصادق المهدي إلى الخرطوم من منفاه الاختياري في القاهرة أمس، بعد غياب استمر 30 شهراً، حدثاً وتطوراً مهماً، قوبل بترحيب من الحكومة وقوى المعارضة المدنية والعسكرية، كما طرحت تساؤلات حول مدى قدرة السودانيين على تحقيق «الوفاق» الذي ترفع شعاره الحكومة وقوى في المعارضة لكنها تدعو إلى «السلام الشامل والتحول الديموقراطي الكامل».

وقال المهدي مخاطبا أنصاره ومستقبليه «جئت لايقاف الحرب واقامة السلام وتحقيق التحول الديموقراطي» في السودان. واضاف «ساعمل مع جميع الاطراف للاتفاق على وقف الاعمل العدائية، ووصول الاغاثة الى جميع المحتاجين باسرع فرصة». وتعهد بالعمل لـ«محاربة الجماعات الاسلامية المتطرفة» واحياء «الاسلام المعتدل».

وكان عشرات الآلاف استقبلوا المهدي لدى عودته، وشق موكبه الخرطوم عبر مدينة «الخرطوم بحري» حتى وصل أم درمان (إحدى مدن العاصمة المثلثة ومعقل أنصار المهدي)، حيث استقبله مؤيدوه في «ساحة الهجرة» التي خصصها حزبه لحشد جماهيري من أنصاره، الذين وفد بعضهم من الولايات، وكانت غالبيتهم ترتدي زياً موحداً وتهتف «الصادق أمل الأمة»، و «لا نصادق غير الصادق».

وفي خطوة لافتة، رحب مجلس الوزراء السوداني بعودة المهدي، الذي كان غادر السودان إلى فرنسا قبل عامين ونصف العام بعد اعتقال دام شهراً، بسبب انتقادات وجهها إلى «قوات الدعم السريع» التي قاتلت في دارفور ومواقع أخرى، قبل أن يعود ويستقر في القاهرة بعد توقيع «إعلان باريس» مع الحركات المسلحة في آب (أغسطس) 2014، وأسس مع المتمردين تحالف «قوى نداء السودان» الذي يضم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح.

ورافق المهدي في الطائرة التي أقلته من القاهرة إلى الخرطوم 7 من كبار مساعديه وأسرته، وفرضت السلطات إجراءات أمنية مشددة، وحدّت عدد مستقبليه في مطار الخرطوم إلى جانب ممثلي قوى سياسية مختلفة، أبرزهم رئيس حزب «حركة الإصلاح الآن» غازي صلاح الدين، ومُنع الصحافيون من دخول ساحة المطار.

وقال مجلس الوزراء في جلسته الدورية أمس برئاسة نائب الرئيس بكري حسن صالح في ترحيبه بالعودة، إن «ذلك يأتي عقب طاولة الحوار الوطني التي شملت كل أهل السودان ولم تستثن أحداً». ودعا «الجميع إلى اللحاق بركب البناء وإعادة الإعمار»، وكان الرئيس عمر البشير رهن أكثر من مرة عودة المهدي بأن «يتبرأ» من تحالفه مع الحركات المسلحة، ثم دعاه عقب ذلك إلى العودة.

وقال رئيس الجبهة الثورية و «الحركة الشعبية– الشمال» مالك عقار، إن عودة المهدى «حق وليست منحة من أحد»، وستساهم في العمل المشترك بين قوى المعارضة كافة، كما اعتبر رئيس «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي، الأمر «تطوراً طبيعياً في تحمل أعبائه الوطنية بقيادة شعبنا في هذه المرحلة من نضال الشعب الدؤوب لتحقيق السلام ووقف الحرب وإحداث التغيير الديموقراطي». وأعلن حزب المؤتمر الشعبي ترحيبه بعودة المهدي، واعتبرها «إضافة حقيقية في ظل المناخ السائد الآن» و «أن الوطن يحتاج للتضامن حتى يتعافى ويتجاوز الجميع المرارات والجروح».


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *