65 مليون لاجئ يبحثون عن مأوى


65 مليون لاجئ يبحثون عن مأوى



أظهرت مشاهد مأسوية خلال عمليات إنقاذ حوالى ألف مهاجر في عطلة نهاية الأسبوع في مياه البحر الأبيض المتوسّط، ونشرها موقع وكالة «أَي جي آي» الإيطالية للصحافة، عمق مأساة المهاجرين، وكيف يسعون لاهثين للإمساك بأي شيء ينقذهم من غرق مؤكّد. وكانت الأكثر مأسوية لقطات تظهر سيّدة أفريقية باكية وهي تُعانق قائد مركب الإنقاذ التابع لخفر السواحل الأوروبية.

بدت هذه السيدة متشبّثة به ليس لمجرّد الاطمئنان إلى صعودها على متن وسيلة نقل آمنة، بل أيضاً للتعبير عن الامتنان لطوق النجاة الذي وصلها من تلك الأيدي.

«اطمئني سيّدتي» يقول لها المنقذ الإيطالي. ويتابع لتهدئتها: «اطمئني، لقد انتهى كل شيء. ها نحن عائدون معاً إلى إيطاليا».

وعلى رغم مأسوية ما يحدث للمهاجرين في مياه المتوسّط ولمن يحاول عبور الحدود الشمالية إلى أوروبا، فإنه غيض من فيض، وجزء صغير من مآسي المهاجرين وطالبي اللجوء في العالم.

«الواصلون إلى أوروبا، بحراً وبراً، حفنة صغيرة من عشرات الملايين من المهاجرين في أرجاء العالم»، كما تقول الناطقة باسم المفوّضية العليا لشؤون اللاجئين كارلوتّا سامي، لـ «الحياة». وتوضح أن «في العالم أكثر من 65 مليون لاجئ، وعلى رغم أن 2015 كان العام الذي شهد الرقم الأعلى ممن وصلوا إلى أوروبا، فإن عددهم لم يتجاوز مليون لاجئ».

وتضيف سامي أن مركز الأزمة ليس أوروبا بل البلدان الفقيرة والمتوسطة النمو، وهي بلدان اللجوء الأول التي تستقبل المهاجرين والمهجّرين من بلدانهم الأصلية، و «بعضها يعاني من مشكلات كبيرة، كالعراق وسورية مثلاً، الذي يضمّ أعداداً هائلة من اللاجئين. ونتحدّث أيضاً عن الأردن ولبنان وتركيا، وهي بلدان تستقبل اللاجئين، من دون أن ننسى بلداناً أفريقية يُعاني بعضها مشكلات جمّة، كجنوب السودان، وأوغندا التي تستقبل العدد الأكبر من اللاجئين في أفريقيا، وأيضاً كينيا وإثيوبيا. إنها بلدان لا يُمكن أن تُقارن مواردها على الإطلاق بموارد أوروبا».

والتوقّعات بمساهمة أوروبية مهمة في هذا المجال عالية للغاية، نظراً لما تتمتع به من إمكانات. وتكشف سامي أن مفوّضية اللاجئين «تُطالب أوروبا بأن تكون، قبل كل شيء، حمّالة سياسة منسجمة مع مبادئها ومتواصلة في دعم هذه البلدان. ولا نعني بالدعم أن تمنح أوروبا هذه البلدان أموالاً للتعاون، بل أن تكون أوسع وأشمل، بمعنى الاستثمار فيها، في الاقتصاد والخيارات المتناسبة مع الإمكانات المتوافرة. لكن من دون أن يعني ذلك الإحجام عن مبدأ استقبال المهاجرين في أوروبا، إذ عليها أن تواصل ذلك لكن في شكل أفضل، فحتى الآن تصرّفت إزاء هذا الوضع في شكل مبعثر وكردّ فعل».

يذكر أن تصريحات سامي تتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض قيود على المهاجرين واللاجئين، مستهدفاً دولاً مسلمة، ما أثار قلق الأمم المتحدة (أ ف ب) التي طلبت من الولايات المتحدة الحفاظ على تقاليدها في استقبال هذه الفئة.

وفي بيان مشترك، ذكّرت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للاجئين بأن «البرنامج الأميركي لإعادة الاندماج هو من الأهم في العالم، وأن الأماكن التي تخصصها كل دولة للاستقبال حيوية». وتأمل المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للاجئين بأن تواصل الولايات المتحدة دورها الريادي والحماية التي تقدّمها منذ زمن للهاربين من النزاعات والاضطهادات»، كما أبدتا اقتناعهما الراسخ بضرورة «تلقي اللاجئين معاملة عادلة (…) وفرصاً لإعادة إدماجهم أياً كان دينهم أو جنسيتهم أو عرقهم».


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *