شاحنة «مخطوفة» تدهس حشداً في استوكهولم


شاحنة «مخطوفة» تدهس حشداً في استوكهولم



سقط قتلى وجرحى بعدما دهست شاحنة «مخطوفة» حشداً ثم اصطدمت بمتجر وسط استوكهولم، في حادث اعتبره رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين هجوماً إرهابياً.

وباتت حوادث الدهس سلاحاً فاعلاً لدى الإرهابيين في أوروبا، إذ دهس رجل بسيارة في 22 آذار (مارس) الماضي، المارة على جسر ويستمنستر في لندن، ما أوقع 4 قتلى، ثم قتل شرطياً طعناً، قبل مقتله برصاص الشرطة. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الاعتداء، وعن هجوم بشاحنة في مدينة نيس الفرنسية، في تموز (يوليو) الماضي، أوقع 86 قتيلاً، وعن هجوم بشاحنة في برلين في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أسفر عن مقتل 12 شخصاً.

وأظهرت لقطات تلفزيونية حية دخاناً يتصاعد من متجر «أهلنس» الراقي، في شارع «دروتنينغاتان» للمشاة في استوكهولم، والذي اخترقته الشاحنة. وفرّ الناس في المنطقة وسط العاصمة مذعورين، فيما أغلقت السلطات جزءاً من وسط استوكهولم وأخلت المنطقة، بما في ذلك محطة القطارات الرئيسة ومترو الأنفاق. وأمرت الشرطة بوقف كل الحركة في مترو الأنفاق، وأغلقت مركزين تجاريَين ضخمين في العاصمة. وأعلنت شركة خطوط السكك الحديد الوطنية إلغاء كل رحلات القطارات أمس، من المحطة المركزية في استوكهولم وإليها. وقال مصدر حكومي إن كل المكاتب الحكومية السويدية أُغلقت، مؤكداً أن جميع الوزراء آمنون.

وذكر شاهد: «كنا نقف عند إشارة مرور، وسمعنا بعضهم يصرخ ورأينا شاحنة آتية، ارتطمت بعد ذلك بعمود في (متجر) أهلنس سيتي حيث بدأ غطاء محرّكها يشتعل. وعندما توقفت رأينا رجلاً يرقد تحت الإطار. كان منظراً فظيعاً».

وأكدت الشرطة مقتل 3 أشخاص وجرح 8، ثم أعلنت أنها لا تستطيع تأكيد أرقام في هذا الصدد، ولم تستبعد أن يكون الحادث إرهابياً. وكانت شبكة تلفزة سويدية تحدثت عن 5 قتلى، فيما أشارت الإذاعة السويدية إلى سقوط 3 قتلى، علماً أن جهاز الاستخبارات في البلاد رجّح إصابة كثيرين.

وأعلنت الشرطة السويدية أنها لم توقف أحداً، بعد تقارير إعلامية في هذا الصدد، علماً أن شركة محلية لصنع المشروبات ذكرت أن الشاحنة المُستخدمة في الجريمة تعود إليها وكانت سرقت أمس، مستدركة أن سائقها بخير. ونشرت الشرطة صورة لشخص «شوهد في مكان» الحادث، معربة عن رغبتها في «التواصل معه».

واعتبر رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين، أن بلاده «تتعرّض لهجوم إرهابي»، وعاد فوراً إلى العاصمة بعدما كان يتفقّد وسط البلاد. وأبدى الملك كارل غوستاف تعاطفه «مع مَن تأثروا بالحادث ومع عائلاتهم».

والحادث أمس وقع قرب موقع هجوم نفذه عام 2010 تيمور عبدالوهاب، وهو مواطن سويدي مقيم في بريطانيا، إذ فجّر نفسه، ما أدى إلى مقتله وجرح اثنين.

في السياق ذاته، أعلنت الشرطة النروجية أن أفرادها في كبرى المدن وفي مطار العاصمة أوسلو، سيحملون سلاحاً حتى إشعار آخر، بعد الهجوم في السويد المجاورة، علماً أن الشرطيين في النروج لا يحملون أسلحة. وفي فنلندا عزّزت الشرطة دورياتها في العاصمة هلسنكي، وأعرب الرئيس سولي نينيستو عن صدمته من «عمل إرهابي مهووس».

وأعلن ناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل عن وقوف بلاده مع دول القارة «ضد الإرهاب»، فيما قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر: «أي هجوم على أي من دولنا الأعضاء (في الاتحاد الأوروبي) هو هجوم علينا جميعاً. تعرّضت واحدة من أكثر مدن أوروبا حيوية وتنوعاً، لهجوم من الذين يتمنّون الأذى لها ولطريقتنا في الحياة. نقف متضامنين مع شعب السويد، وفي إمكان سلطاتها أن تعتمد على المفوضية لدعمها بأي طريقة».

أما رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، فكتب على موقع «تويتر»: «قلبي مع استوكهولم، ومشاعري مع ضحايا هجوم فظيع، وعائلاتهم وأصدقائهم».


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *