مفوض حقوق الانسان يندّد بـ «طيش» ترامب


مفوض حقوق الانسان يندّد بـ «طيش» ترامب



ندّد الأمير زيد بن رعد الحسين، المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الامم المتحدة، بـ «القيادة الطائشة» للرئيس الأميركي دونالد ترامب، منبّهاً الى تداعيات هجماته المتواصلة على وسائل الإعلام، بما في ذلك تعرّض الصحافيين لعنف.

وقال: «مدهش حقاً أن تتعرّض حرية الصحافة لهجوم من الرئيس، على رغم أنها ليست فقط حجر أساس في الدستور الأميركي، بل هي أمر دافعت عنه الولايات المتحدة على مدار السنين. إنه تحوّل مذهل والعواقب في نهاية الأمر ستكون خطرة». وتطرّق الى شبكة «سي أن أن» وصحيفتَي «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست»، قائلاً: «وصف هذه المنظمات بالزائفة يلحق ضرراً كبيراً.

كما أن وصف صحافيين بهذه الطريقة يثير تساؤلاً: ألا يُعتبر ذلك تحريضاً لآخرين على مهاجمة الصحافيين؟ لنفترض ان صحافياً من إحدى هذه المؤسسات تعرّض لأذى، ألا يتحمّل الرئيس مسؤولية ذلك بسبب تأجيجه المشاعر؟». واتهم ترامب بإطلاق دائرة من «التــحريض والخوف والرقابة الذاتية والعنف»، مشيراً إلى أن صحافياً في جريدة «ذي غارديان» البريطانية «تعرّض لهجوم في الولايات المتحدة». وزاد: «شيطنة الصحافة أمر خطر، إذ له عواقب في أماكن أخرى».

وشبّه الأمير زيد الدور القيادي لأي رئيس أميركي بسائق باص، قائلاً: «أكاد أشعر بأن الرئيس يقود باص الإنسانية ونحن نجنح على طريق جبلي. وباتخاذه هذه الإجراءات ومن وجهة نظر حقوق الإنسان على الأقل، تبدو القيادة طائشة».

وعاد ترامب الى واشنطن، بعد جولة في المنطقة التي ضربها الإعصار «هارفي» في تكساس، والذي بلغ ولاية لويزيانا أمس. وكان وزير الخارجية ريكس تيلرسون أعلن عملية إعادة تنظيم بيروقراطي شاملة للوزارة، تشمل الغاء أكثر من 33 حقيبة مبعوث خاص من 66، بينها حقائب سورية والسودان، وإغلاق معتقل «غوانتانامو» والمحادثات السداسية لكوريا الشمالية والاحتباس الحراري والاتفاق النووي الإيراني، ومنسق الشفاقية التي استُحدثت لتحسين حفظ الوثائق بعد جدل أثاره استخدام وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون خادماً خاصاً لبريدها الالكتروني.

وسيُحوّل المبعوث الى سورية الى مهمات مكتب الشرق الأدنى، ويُكلّف المسؤول عن الحريات الدينية بحقيبتَي المبعوث الخاص لمنظمة التعاون الاسلامي وبالمجتمعات الاسلامية. لكن الوزير سيعيّن مبعوثاً جديداً لمكافحة معاداة السامية، وهذا لقي ردود فعل ايجابية في الولايات المتحدة.

وأبلغ المبعوث الأميركي السابق في البوسنة دانيال سيروير «الحياة»، بأن التغييرات «تقليدية تنفذها إدارات عدة في اطار اعادة هيكلة الخارجية الأميركية». واستدرك أنها تعكس الأولويات الخارجية لترامب، من خلال الابقاء على مبعوث الحرب على تنظيم «داعش»، لا المبعوث الى سورية.

أما أيلان غولدنبرغ، المساعد السابق في الخارجية الأميركية لعملية السلام، فقال لـ «الحياة» إن «إلغاء حقيبتَي المبعوثين للمسلمين، يشير الى عدم فهم مطلق لدى الادارة بمجريات العالم الاسلامي». ونبّه الى أن ذلك قد يرتد على الولايات المتحدة، خصوصاً في حال استمرار الفراغات في التعيينات في الخارجية الأميركية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *