علي صالح يسترضي الحوثيين


علي صالح يسترضي الحوثيين



في أجواء يسودها التوتر والاحتقان بين جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح في العاصمة صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلابين والتي قد تنذر بمواجهات مسلحة في أي لحظة، على خلفية تهديدات الحوثيين بالقضاء على الرئيس السابق بعد اتهامه بالتواصل مع دول في التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن بهدف الإطاحة بسيطرة الجماعة على مؤسسات الدولة في صنعاء، وفي ظل ترقب انفجار الموقف عسكرياً بين ميليشيات الحوثي وقوات صالح، خرج الأخير في ساعة متقدمة من ليل أول من أمس (ليل الإثنين- الثلثاء) ليطمئن أنصاره وقواعد حزبه بأن الأمور بخير، ولا يوجد أي توتر أو خلاف مع جماعة الحوثي، وأن التحالف بين الطرفين سيبقى.

ونجح صالح في استرضاء الحوثيين وامتصاص غضبهم، وذلك في حوار أجرته معه القناة الفضائية التابعة لحزبه «اليمن اليوم» بعد ساعات من أنباء تداولها ناشطون حوثيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنه تم القبض على علي صالح في صنعاء من قبل الميليشيات ونُقل إلى صعدة.

وكان رئيس ما يسمى «اللجنة الثورية» الحوثية محمد علي الحوثي، حذر علي صالح من أن «أي غلطة جديدة ستكلفه حياته». وقال إن الرئيس السابق سبق أن سخر من قائدهم عبد الملك الحوثي وملازمه (محاضراته) قبل يوم من المهرجان الذي دعا إليه صالح في 24 آب (أغسطس) الماضي بمناسبة ذكرى تأسيس حزب «المؤتمر الشعبي العام». وقال محمد الحوثي في تغريدة له: «الزعيم غلط غلطة عمره حينما سخر من كلام السيد القائد واللجان الشعبية والثورة وتضحيات الشهداء والملازم وهو ما جعل الناس يقولون عنه مخلوع. إن جميع الحملات التي تشن ضد «أنصار الله» مصدرها مطابخ الزعيم وعياله»، وقال إن على الرئيس السابق أن يحسبها صح «وعش باقي عمرك بطل أو ارتكب غلطة جديدة تدفع حياتك ثمنها».

ويبدو من خلال مجريات حديث صالح أنه حاول تفويت الفرصة على الحوثيين للنيل منه أو من أنصاره، خصوصاً أن القوة العسكرية الضاربة باتت بيد الجماعة، وربما كان على علم بنيتها القضاء عليه في أسرع وقت، قبل أن يستعيد أنفاسه من جديد، لذلك تعمد تأكيد أن تحالفه مع الحوثيين بخير ولا تشوبه شائبة، وأن ما يتم تداوله من خلاف وتهديدات مجرد (فايسبوكات) للعاطلين والموتورين، ومن صناعة «الطابور الخامس» في الداخل والخارج، وشدد على أن الحوثيين يقودون جبهات المواجهة، وأنه لم يسعَ يوماً إلى النيل منهم.

وكان لافتاً في الحوار التلفزيوني أن صالح كان في حالة إرهاق، لكنه لم يفقد القدرة على امتصاص رغبة حلفائه (الخصوم) الحوثيين في النيل منه واجتثاث حزبه، فكان حديثه على عكس كل التوقعات، إذ أكد استمرار التحالف ووحدة ما وصفها «الجبهة الداخلية»، واستعداده مع أنصاره ليكونوا في الجبهات تحت قيادة الحوثيين، داحضاً التوقعات بأنه سيعلن فض التحالف معهم، وبالتالي الدخول في سيناريو مواجهة عسكرية يدرك تماماً أنه سيكون فيها الطرف الخاسر.

ميدانياً، شنت مقاتلات التحالف العربي أمس، غارات استهدفت مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية ومخزناً للسلاح جنوب شرقي ميدي الساحلية غرب محافظة حجة. ويعمل الجيش الوطني على استنزاف الميليشيات في ميدي، حيث تتكبد خسائر جسيمة في الأرواح والعتاد، كان آخرها نقل 70 جثة قبيل عيد الأضحى المبارك من ميدي إلى مستشفيات حجة.

وأغارت مقاتلات التحالف أمس، على نقاط تفتيش ومواقع عسكرية للميليشيات في المنفذ الشمالي لصنعاء، في حين تتواصل المعارك في المنفذ الشرقي للعاصمة في مديرية نهم. وتزامنت الغارات مع تواصل المعارك بين الجيش والميليشيات في مديرية نهم.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *