بوتين يرسم ملامح التسوية بعد دير الزور


بوتين يرسم ملامح التسوية بعد دير الزور



أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ «النصر الاستراتيجي المهم جداً» الذي حققته «القوات النظامية السورية» مع حلفائها وكسرت فيه حصاراً فرضه تنظيم «داعش» على المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة دير الزور منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن بوتين أبرق مهنئاً إلى الرئيس بشار الأسد وإلى قيادتي الجيشين الروسي والسوري، مشيداً «بخطوة مهمة باتجاه تحرير الأراضي السورية من الإرهاب».

كما أشاد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني بكسر الحصار، ووصفه بـ «نجاح لا يقدر بثمن» للجيش السوري وحلفائه في دير الزور. ويمهد كسر الحصار على الجيوب الحكومية في المدينة، الطريق أمام طرد «داعش» من دير الزور، معقله الرئيسي الوحيد المتبقي في سورية، بعدما كان يسيطر على أكثر من نصف مساحة سورية، ولم يبق تحت سيطرته سوى 15 في المئة. وقال الناطق باسم الكرملين إن القتال يدور حالياً من شارع إلى شارع في دير الزور، وإن الضربات الجوية الروسية التي أصابت أهدافاً لـ «داعش» ساعدت القوات النظامية في المنطقة على التقدم بسرعة.

ورسم بوتين أمس، ملامح التسوية في سورية ما بعد دير الزور. وقال «إن الوضع الميداني يتغير جذرياً لمصلحة القوات النظامية». وتابع موضحاً للصحافيين: «أنتم تعرفون أن الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية اتسعت أضعافاً في غضون سنة أو سنتين، وتتطور هذه العملية بوتائر متسارعة». وعبر عن أمله في أن يستكمل شركاء روسيا عمليتهم العسكرية ضد «داعش» في الرقة.

وشدد الرئيس الروسي على ضرورة إطلاق العملية السياسية وتثبيت نظام الهدنة في مناطق خفض التوتر. وزاد: «فور انتهاء المعارك في دير الزور، وذلك سيعني تكبيد الإرهابيين هزيمة نكراء، ستحصل القوات الحكومية وحكومة الأسد على تفوق لا جدال فيه، يجب القيام بالخطوة التالية لتثبيت نظام وقف النار وتعزيز مناطق خفض التوتر وإطلاق العملية السياسية».

واعتبر بوتين أن من السابق لأوانه الحديث عن الانتصار على الخطر الإرهابي، وسأل: «هل يمكننا القول إنه تم القضاء على داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى إلى الأبد؟ على الأرجح، من السابق لأوانه الحديث عن ذلك، لكن تغير الوضع الميداني جذرياً في الأراضي السورية أصبح واقعاً».

وهنأ الأسد القوات النظامية، وقال في اتصال هاتفي أجراه مع قادة القوات التي كانت محاصرة في دير الزور: «ها أنتم اليوم جنباً إلى جنب مع رفاقكم الذين هبوا لنصرتكم وخاضوا أعتى المعارك لفك الطوق عن المدينة، وليكونوا معكم في صف الهجوم الأول لتطهير كامل المنطقة من رجس الإرهاب واستعادة الأمن والأمان إلى ربوع البلاد حتى آخر شبر منها».

وأعلنت قيادة الجيش السوري في بيان أمس، أن وحداتها «بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة وبإسناد جوي من الطيران الحربي السوري والروسي… تمكنت من فك الطوق عن أهلنا المحاصرين». واعتبرت أن «أهمية هذا الإنجاز الكبير هي في كونه يشكل تحولاً استراتيجياً في الحرب على الإرهاب».

وجاء الإعلان بعدما أورد الإعلام الرسمي كسر القوات النظامية الحصار على المدينة «بعد وصول قواته المتقدمة من الريف الغربي إلى الفوج 137»، وهي قاعدة عسكرية محاذية لأحياء في غرب المدينة تسيطر عليها القوات النظامية وكان يحاصرها «داعش».

وفي القاعدة العسكرية حيث التقت القوات من الجهتين، قامت طائرات حربية روسية وسورية بعرض جوي في سماء المدينة.

وقال مصدر عسكري رفيع في دير الزور: «نقطة الالتقاء هذه هي بداية النهاية لتنظيم داعش الإرهابي».

وعلى طول الطريق المؤدية من القاعدة العسكرية إلى داخل المدينة، تجمع المدنيون تعبيراً عن ابتهاجهم. كما بثت مكبرات صوت في الشوارع أغانيَ وطنية.

ومن المتوقع أن تخوض القوات النظامية وحلفاؤها مواجهات شرسة في الأيام المقبلة لطرد «داعش» من الـ60 في المئة التي يسيطرون عليها في المدينة.

وكانت سفينة حربية روسية أطلقت صواريخ على مواقع «داعش» بالقرب من دير الزور. وأفادت وزارة الدفاع الروسية بمقتل جنديين روسيين في المدينة، بعدما قصف «داعش» قافلة سيارات تابعة للمركز الروسي للمصالحة بين فصائل المعارضة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *