معارك دير الزور تدخل مرحلتها الثانية … و69 قتيلاً في ضربات جوية


معارك دير الزور تدخل مرحلتها الثانية … و69 قتيلاً في ضربات جوية



أعلنت القوات النظامية السورية سيطرتها على الأطراف الجنوبية الشرقية لمدينة دير الزور، بعد تكبيد تنظيم «داعش» خسائر كبيرة بالافراد والعتاد. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) في بيان أمس إن القوات النظامية نفذت بالتعاون مع حامية مطار دير الزور العسكري خلال الساعات الماضية عمليات مكثفة في محيط قرية الجفرة حيث حققت تقدماً يعزز سيطرتها على الأحياء السكنية والنقاط العسكرية في القرية. وأضافت أن بدء عمليات الجيش البرية في ريف دير الزور تزامنت مع طلعات جوية مكثفة للطيران الحربي السوري على مواقع «داعش» في قرى الجنينة وعياش والبغيلية وحطلة والحويقة ومعبار الجفرة اسفرت عن تدمير العديد من آليات التنظيم ومقتل العديد من عناصره.

كما تواصلت الاشتباكات العنيفة في دير الزور بين «قوات سورية الديموقراطية» بقيادة «مجلس دير الزور العسكري» وبدعم من القوات الخاصة الأميركية من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن المعارك تتركز في شرق نهر الفرات بريف دير الزور الشمالي والشمالي الغربي، ضمن عملية «عاصفة الجزيرة» التي تهدف إلى السيطرة على شرق الفرات وريف الحسكة الجنوبي. وأكدت مصادر متقاطعة لـ «المرصد السوري» أن أعنف الاشتباكات تتركز على بعد عدة كيلومترات من ضفاف الفرات الشرقية المقابلة لمدينة دير الزور، إذ تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» من التقدم والسيطرة على كتيبة النيران وجسر أبو خشب عقب تمكنها من السيطرة على محطة القطار واللواء 113. فيما تتواصل الاشتباكات داخل منطقة المعامل على بعد نحو 8 كلم عن ضفاف الفرات الشرقية المقابلة للنهر، وسط ضربات نفذتها طائرات التحالف الدولي مستهدفة مواقع سيطرة التنظيم وتمركزاته.

في موازاة ذلك، وبعد حملة من القصف الجوي الروسي العنيف، نقلت القوات النظامية سلم أولوياتها في المرحلة الثانية من العمليات البرية التي تشهدها مدينة دير الزور ومحيطها، لتصبح أمام عملية جراحية شاقة ودقيقة تهدف إلى إعادة ترتيب الجبهات، وتحديد أماكن جديدة لتموضع القوات التي قدم معظمها عبر الصحراء.

وقال مصدر عسكري مشارك في العمليات لموقع «سبوتنيك» الأخباري الروسي إن «ما يجري حالياً هو عملية تثبيت في المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري وتحديداً في التلال 1- 2- 3 وهي ضمن جبل الثردة، فيما يتمثل النشاط الأهم بمشاركة الخبراء الروس مجموعات الهندسة السورية عملية نزع الألغام والعبوات، باعتبار المنطقة تعوم على حقول متفجرات وضعها متخصصون من تنظيم داعش الإرهابي، وبعضها مضى عليه أكثر من عامين، في ظل عمليات تأمين إضافي لجوانب الطريق بغية منع حدوث خروقات قد تطاول القادمين للمدينة أو الشاحنات المحملة بالمواد المتنوعة».

وأضاف المصدر أن «الطيران الحربي السوري والروسي مستمر في نشاطه الجوي وهو ينفذ ضربات مركزة ودقيقة على مواقع «داعش» في أحياء (حويجة صقر، المريعية، وحويجة المريعية)، لتوسيع أمان محيط مطار دير الزور العسكري، ما اضطر العشرات من مسلحي داعش للفرار إلى مدينة الموحسن التي تبعد 20 كلم فيما اتجه آخرون نحو مدينة الميادين التي تبعد 45 كلم».

من ناحيته، أكد قائد مقر مجموعة القوات الروسية في سورية الفريق ألكسندر لابين، أن القوات النظامية شارفت على الانتهاء من القضاء على مجموعات «داعش»، التي تحاصر الأحياء الجنوبية والشمالية لمدينة دير الزور.

وقال لابين للصحافيين أمس: «تستمر عملية تحرير المدينة في الوقت الحالي، القوات السورية تشارف على القضاء على مجموعة داعش الإرهابية التي تحاصر الأحياء الجنوبية والشمالية لدير الزور».

وأعلن قائد مقر مجموعة القوات الروسية في سورية تصفية أكثر من 450 إرهابياً 5 دبابات و42 سيارة دفع رباعي خلال عملية تحرير دير الزور.

كما أفاد بأن العسكريين الروس، أرسلوا إلى مدينة دير الزور أكثر من 10 أطنان من المساعدات الإنسانية.

وزاد «في أعقاب دخول وحدات الجيش السوري المهاجمة إلى مدينة دير الزور، أرسلت إليها مساعدات إنسانية تحتوي على مواد الغذاء والأدوية، حيث قام موظفو المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة بإيصال أكثر من 10 أطنان من المواد الغذائية والأدوية وغيرها من اللوازم الأولية». وأفادت مصادر متطابقة عن إرسال تعزيزات إضافية إلى دير الزور عبر دوار البانوراما.

وأكدت «شبكة الإعلام الحربي السوري» في صفحتها على «فايسبوك» وصول قوافل عسكرية وإمدادات ذخيرة استعداداً لاستكمال معركة تحرير دير الزور من فلول «داعش».

وكشفت الشبكة أن «العملية السريعة» للجيش السوري ستستهدف تحرير دير الزور بالكامل وريفها الشرقي والغربي.

وكانت القوات النظامية، التي دخلت المدينة عبر أجزائها الغربية، اجتازت نهر الفرات إلى الضفة الشرقية في دير الزور. وأفادت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات أن وحدات «الضفادع البشرية» التابعة للقوات البحرية انضمت للحملة، في أول مشاركة فاعلة لها في العمليات البرية. ونقلت عن «القناة المركزية لقاعدة حميميم الجوية» أن «انتقال المعارك البرية إلى الجهة الشرقية من نهر الفرات في دير الزور تم بالفعل مع دخول طلائع القوات الصديقة الراجلة بانتظار وصول الجسور لعبور الآليات المدرعة»، وذلك في إشارة إلى «قوات سورية الديموقراطية».

لكن مع تصاعد العمليات العسكرية على أكثر من جبهة، أعرب ناشطون ومراقبون عن قلقهم من سقوط عشرات المدنيين جراء القصف الجوي. وأفاد «المرصد السوري» أن ضربات جوية نفذتها طائرات حربية روسية على الأرجح أسفرت عن مقتل 69 شخصاً منذ الأحد قرب نهر الفرات في دير الزور. ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب من رويترز للتعليق على التقرير.

وذكر المرصد أن الضحايا مدنيون وأن الضربات الجوية أصابت مخيمات للمدنيين على الضفة الغربية لنهر الفرات وعبارات للانتقال إلى الضفة الشرقية.

من ناحية أخرى، أفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن عناصر «داعش» يستخدمون النهر للفرار من مدينة دير الزور. وأضاف أن القوات النظامية قصفت أطوافاً تقل عناصر «داعش» وتعبر إلى الجانب الشرقي من نهر الفرات بنيران مدفعية ثقيلة وأسلحة آلية. وقال قائد ميداني في دير الزور للتلفزيون إن الطريق الوحيد لهروب متشددي التنظيم من المدينة هو الأطواف في النهر، مضيفاً أن القوات النظامية تستهدفهم في المياه قبل أن يفروا.

في موازاة ذلك، افاد «المرصد السوري» بأن «داعش» نفذ هجمات معاكسة متلاحقة، فجَّر خلالها 4 عربات مفخخة، في محاولة لصد تقدم «مجلس دير الزور العسكري» في شرق نهر الفرات بريف دير الزور الشمالي والشمالي الغربي، ليرتفع إلى 7 عدد الآليات التي فجرها التنظيم خلال الساعات الـ 24 الفائتة، والتي استهدفت مواقع لقوات «عاصفة الجزيرة».

ونشر «المرصد السوري» أن التنظيم نفذ سلسلة عمليات انتحارية في منطقة المدينة الصناعية وطريق أبو خشب، حيث فجر 3 عربات مفخخة بمحور المدينة الصناعية بينما فجر الأخيرة في محور طريق أبو خشب، وقضى 5 مقاتلين من قوات عملية «عاصفة الجزيرة» خلال التفجيرات، بينما أصيب أكثر من 20 عنصراً بجراح متفاوتة.

 

الدفاع الروسية: تحرير 85 في المئة من مساحة سورية

 

موسكو – «الحياة» – أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات النظامية السورية تمكّنت بدعم الطيران الروسي في الأسبوع الماضي من تحقيق نجاحات كبيرة في وسط سورية وشرقها، مؤكدة تحرير 85 في المئة من أراضي البلاد من تنظيمات المعارضة المسلحة.

وأشار بيان صادر عن الجنرال ألكسندر لابين، رئيس أركان القوات الروسية في سورية أمس إلى أن القضاء الكامل على تنظيم «داعش» في الأراضي السورية يتطلب تحرير نحو 27.8 ألف كيلومتر مربع من مساحة البلاد، مؤكداً أن عملية تصفية عناصر «داعش» و «جبهة النصرة» في سورية ستستمر حتى سحقهم بالكامل. وزاد المسؤول العسكري الروسي: «نفذت القوات الجوية الروسية، أمس فقط، أكثر من 50 طلعة لمصلحة تقدم الجيش السوري في منطقة عقيربات في محافظة حماة، وأدى ذلك إلى تدمير نحو 180 منشأة للعصابات المسلحة، بينها نقاط ومناطق محصنة ومخابئ تحت الأرض ومراكز قيادة ووحدات منفردة من الإرهابيين ومواقع للمدفعية ومستودعات للذخيرة والوقود».

وأكد لابين قطع جميع خطوط إمداد عناصر «داعش» في منطقة عقيربات، بعد تحرير هذه البلدة من جانب القوات السورية، مشيراً إلى أن الجيش السوري يواصل حالياً عملية تطهير المنطقة من مسلحي «داعش» شمال وغربي عقيربات. وأضاف أن «المجموعات الإرهابية لا تزال تبدي مقاومة جدية على رغم خسائرها الكبيرة».

وقال إن المعارك على مدى الأسبوع الأخير أدت إلى تحرير 8 بلدات أخرى، ما سمح بتقسيم مجموعات المسلحين في منطقة عقيربات «إضافة إلى تدمير أسلحة الإرهابيين وآلياتهم ومستودعات الذخيرة التابعة لهم». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق عن رصدها 11 حالة انتهاك لنظام وقف إطلاق النار خلال الساعات الـ24 الماضية، واصفة الوضع في مناطق خفض التوتر في سورية بالمستقر.

وجاء في بيان نشر أمس على موقع الدفاع الروسية أن الطرف الروسي من اللجنة الروسية – التركية المشتركة الخاصة بمتابعة الانتهاكات في سورية رصد خلال الساعات الـ24 الأخيرة «6 حالات إطلاق نار في محافظة حلب (1) ودرعا (1) ودمشق (4)». وأضاف البيان أن الجانب التركي رصد 5 انتهاكات في محافظة دمشق (5) ودرعا (1). ووفق وزارة الدفاع الروسية، فإن «معظم حالات إطلاق النار عشوائياً باستخدام أسلحة نارية رصدت في مناطق خاضعة لسيطرة إرهابيي تنظيمي «جبهة النصرة» و «داعش».

 

مذكرة تفاهم بين إيران وسورية لحل أزمة الكهرباء

 

لندن – «الحياة» – وقعت سورية وإيران أمس مذكرة تفاهم للتعاون في مجال القطاع الكهربائي، وإنشاء محطة توليد في اللاذقية.

وأفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأن طاقة المحطة ستبلغ نحو 540 ميغاواط.

كما تضمنت المذكرة إنشاء 5 مجموعات غازية في مدينة بانياس الساحلية باستطاعة 125 ميغاواط.

وتتيح المذكرة، تقييم الأضرار التي لحقت بالمحطة الحرارية في حلب، وإعادة تأهيل المجموعة الأولى والخامسة بالمدينة، وكذلك تأهيل مركز التحكم الرئيسي للمنظومة الكهربائية السورية وتفعيله، ومركز التنظيم الرئيسي بنظام «إسكادا» في دمشق، فضلاً عن إعادة تأهيل محطة توليد «التيم» في دير الزور باستطاعة 90 ميغاواط، إضافة إلى إعادة تأهيل أداء محطة توليد «جندر» في حمص وتحسينه.

ووقع المذكرة من الجانب السوري وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي والمدير العام للمؤسسة العامة لتوليد الكهرباء حمود رمضان، ومن الجانب الإيراني وزير الطاقة ستار محمودي، ورئيس المجلس التنفيذي لشركة «مبنا»، علي أبادي.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *