البحرية الروسية تقصف مواقع «داعش» في الميادين


البحرية الروسية تقصف مواقع «داعش» في الميادين



قالت مصادر متطابقة في المعارضة السورية إن «عقدة» فتح معبر نصيب على الحدود السورية- الأردنية ما زالت حاضرة على رغم الضغوط الأردنية والأميركية على فصائل المعارضة، موضحة أن الخلافات تهدد علاقات الفصائل مع عمان وواشنطن، وقد تؤدي إلى إجراءات ضدها، من بينها فتح معبر بري بديل في محافظة السويداء الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية. في موازاة ذلك، ومع احتدام المعارك على جبهات عدة، وصفت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» الوضع الحالي بـ «أسوأ مستويات» العنف في سورية منذ معارك حلب العام الماضي. وأشارت اللجنة إلى سقوط مئات القتلى المدنيين وإلحاق الضرر بعشرات المستشفيات والمدارس، وعبرت عن قلقها في شكل خاص بسبب الوضع في الرقة وإدلب والغوطة الشرقية ودير الزور. وواصلت القوات النظامية تقدمها على محاور عدة في ريف دير الزور الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع «داعش». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام حققت مزيداً من التقدم وباتت على مسافة نحو 5 كيلومترات من مدينة الميادين، التي تعد المعقل الأساس لـ «داعش» شرق سورية.

وأفاد مسؤولون في المعارضة بأن فصائل «الجيش الحر» تقاوم ضغطاً أردنياً متزايداً لنقل السيطرة على معبر نصيب إلى الحكومة السورية. وعلى رغم نفوذ الأردن على الفصائل في المناطق الحدودية، إلا أن الفصائل هذه تقاوم عودة المعبر الذي سيطرت عليه منذ 2015 إلى السلطات السورية ولو بتسليم إدارته إلى مسؤولين مدنيين لا إلى عناصر من الجيش السوري.

وقال أحد قياديي «الجيش الحر» أدهم الكراد، لوكالة «رويترز» إن «صفة أي موظف بأنه من النظام هي بمثابة إعادة الشرعية إلى نظام متهالك خرج عليه الشعب بالملايين وأسقط هذه الشرعية».

وقال مسؤولون في المعارضة إن الأردن قدم مقترحات يمكن من خلالها عناصر المعارضة تأمين الطريق إلى نصيب الذي يبعد 100 كيلومتر من العاصمة، بينما تدير إدارة مدنية من دمشق المعبر. على أن يحصل عناصر المعارضة على جزء من الرسوم الجمركية في إطار الاتفاق. وأفادوا بأن تلك الاقتراحات نُوقشت خلال اجتماع بين الحكومة الأردنية ومجالس محلية تديرها المعارضة، ومعارضين من جنوب سورية بعمان نهاية الشهر الماضي.

وقال علي الصلخدي محافظ درعا في مناطق سيطرة المعارضة: «وضع المعبر دقيق وحساس، ليس هناك رد بعد» على مطالب الأردن.

ومع جمود المباحثات، هدد الأردن وفد المعارضة بفتح معبر بري آخر في محافظة السويداء الخاضعة لسيطرة القوات النظامية ما لم تتوصل المعارضة إلى اتفاق. وقال الصلخدي خلال الاجتماع: «إذا فُتح معبر السويداء سيتم إغلاق المعابر الإنسانية. هذا هو الطرح الأردني». وإضافة إلى «عقدة» المعبر، تريد المعارضة تلبية مطالب أخرى تشمل إطلاق سراح محتجزين.

وقال أبو جاسم الحريري، القيادي في «الجبهة الوطنية لتحرير سورية»، إن فتح المعبر مرهون بإطلاق المعتقلين وعودة المهجرين. وزاد: «لن نقف مكتوفي الأيدي وسنعمل جاهدين لإيقاف تسليم المناطق الحيوية لمصلحة النظام». ومن شأن تسليم المعبر إلى الحكومة السورية إضعاف فصائل المعارضة، وإعطاء دفعة قوية للنظام السوري.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن غواصات تابعة لسلاح البحرية الروسي قصفت من البحر المتوسط بصواريخ «كاليبر» المجنحة، مواقع تابعة لـ «داعش» في دير الزور. وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن الغواصات الروسية أطلقت نحو 10 صواريخ مجنحة «أصابت مقرات قيادة الإرهابيين ومخازن أسلحة وذخائر وحظائر مدرعات تابعة لتنظيم داعش في منطقة الميادين». وأشار إلى أن هدف الضربات الرئيسي هو تعزيز تقدم الجيش السوري في دير الزور.

تزامناً، أعلن الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أن أنقرة مستعدة لشن عملية عسكرية ضد «وحدات حماية الشعب الكردية» في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي في سورية. وقال كالين في تصريحات للصحافيين أمس: «تركيا ستتدخل على الأرض إذا قررت أن هذه الإجراءات ضرورية لضمان أمنها، وقد استكملنا جميع الاستعدادات للعملية». وعززت تركيا في شكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية وجودها العسكري في محافظة هاتاي على الحدود مع سورية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *