هجمات على أقارب علي صالح في صنعاء


هجمات على أقارب علي صالح في صنعاء



 

واصلت ميليشيات الحوثيين هجماتها المسلحة أمس لليوم الثاني ضد حليفها الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزبه (المؤتمر الشعبي العام) ومنازل أقاربه في صنعاء على رغم تدخل وسطاء بين الطرفين لوقف الاشتباكات التي اندلعت أول من أمس في جامع الصالح ومحيط ميدان السبعين والحي السياسي بمنطقة حدة بعد اقتحام الحوثيين الجامع.

وفي حين أسفرت الاشتباكات عن مقتل خمسة من عناصر قوات صالح وتسعة من الحوثيين بينهم قيادي، قتل جندي وجرح آخرون من العناصر المكلفين حراسة منزل نجل شقيق صالح عمار محمد عبدالله صالح رئيس جهاز الأمن القومي السابق، برصاص عناصر من الحوثيين حاولوا اقتحام المنزل، غير أن حراسه تصدوا للمهاجمين بقذائف البازوكا والأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأجبروهم على الانسحاب بعد إصابة عدد منهم بجروح.

وفي حين كان آلاف الحوثيين يقيمون أمس مهرجاناً بمناسبة ذكرى المولد النبوي في ميدان السبعين، كانت عشرات الأطقم المسلحة التابعة لهم تخوض مناوشات مع حراس منازل عدد من أقارب الرئيس السابق، وبخاصة منزل العميد طارق محمد عبدالله صالح قائد ما تبقى من «الحرس الجمهوري» في شارع الجزائر، الذي فشل الحوثيون مرات عدة في اقتحامه وسقط منهم عدد من القتلى والجرحى برصاص الجنود المكلفين حراسته.

وقال حزب «المؤتمر الشعبي» في بيان أمس إن ثلاثة حراس قتلوا عندما هاجم الحوثيون منزل العميد طارق صالح.

وكان الحزب أصدر في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء- الخميس بياناً حول أحداث جامع الصالح وصف فيه ما قامت به ميليشيات الحوثي بالعمل الهمجي وغير المسؤول، واعتبر البيان ما تقوم به هذه الجماعة انقلاباً صريحاً على الشراكة بينهما، كما وصف اقتحام الحوثيين المؤسسات ودور العبادة بالعمل الانقلابي. وجاء في البيان: «وجدت العاصمة صنعاء نفسها أمام تحدٍ أمني خطير أقلق سكانها الآمنين، تمثل في قيام مئات العناصر التابعين لـ «أنصار الله» مدججين بكل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، باقتحام جامع الصالح وأطلقوا قذائف «آر بي جي» وقنابل يدوية داخله وحاصروا أفراد حراساته الاعتيادية الموجودة، وذلك قبل صلاة ظهر الأربعاء (أول من امس)».

وأضاف البيان أن الحوثيين انتشروا حول مساكن وممتلكات خاصة بأفراد من عائلة صالح وقيادات من «المؤتمر» وعدد من مقرات المؤتمر وحلفائه، فارضين حصاراً مسلحاً أدى إلى اندلاع الاشتباكات وتبادل إطلاق النار وسقوط عدد من القتلى والجرحى.

وجاء في البيان أن قيادة «المؤتمر» عملت على عدم التصعيد من أجل تهدئة الموقف وبما يجنب العاصمة والوطن مزيداً من الأخطار، تقديراً للظروف التي تمر بها البلاد، وفق تعبير البيان، الذي أضاف أن حزب صالح استمر في التغاضي عن الاقتحامات والتصرفات التي يتم ارتكابها ضد مؤسسات الدولة، كونها ملك الوطن والشعب، وقال ان الاستمرار في هذه الأعمال إلى جانب عدم احترام بنود الشراكة يعتبر عملاً انقلابياً يقوض الشراكة بين الطرفين. وحمّل «المؤتمر» الحوثيين المسؤولية عن كل قطرة دم تسال بين اليمنيين.

من جهتها تتهم جماعة الحوثي طارق صالح بإنشاء معسكرات تدريب لجنود ينتمون لـ «الحرس الجمهوري» تحت مبرر دعم جبهات الحرب. وأصدرت «وزارة الداخلية» التابعة للحوثيين بياناً اتهمت فيه قوات صالح التي وصفتها بـ «الميليشيات التخريبية» بالقيام بتحركات مشبوهة في جامع الصالح بهدف ارتكاب أفعال تفسد احتفالات ذكرى المولد النبوي، وقالت إن «قوات الأمن» كان لا بد أن تتدخل لتأمين تلك الفعالية.

إلى ذلك، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن ميليشيات الحوثي وصالح قدمت اليمن إرضاء لإيران، ولا تكترث لمصير الشعب وما سببته من دمار وخراب. وقال في كلمة له بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني لبلاده، الذي صادف أمس، إن «إيران تعمل على إعاقة مسيرة التسوية السياسية في اليمن، وتحاول عبر أذرعها نقل تجربتها العقيمة التي يرفضها المجتمع اليمني»، واضاف هادي أن «الحرب التي فرضتها الميليشيات الحوثية لن تكون نهايتها إلا كما يقرره الشعب وكما تقتضيه إرادته، وأن مواجهة الانقلاب وهزيمته أمر لم يعد منه مهرب».


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *