«الأخضر» و«الفراعنة» .. سلاح «الطرافة» في صراع «المونديال»


«الأخضر» و«الفراعنة» .. سلاح «الطرافة» في صراع «المونديال»



 

< لم تكد قرعة كأس العالم 2018 تضع أوزارها، الا واتجهت الأنظار العربية نحو المجموعة الأولى، التي جمعت بين السعودية ومصر إلى جوار المستضيفة روسيا والأورغواي، ليبدأ شباب البلدين الأكثر طرافة بين أقرانهم العرب سلسلة متتالية من الطرافة والتهكم على مشاركة المنتخبين المرتقبة في المونديال.

وبين مقولات وحكم ومقاطع فيديو لمسلسلات سيطر عليها «طاش ما طاش» والفنان محمد هنيدي، تراوحت الطرف بين التعليق على المباراة الافتتاحية والمباراة الأخيرة المرتقبة بين المنتخبين، إذ تداول المشجعون لقطة للفنان عادل إمام في مسرحية «الزعيم»، وهو يقول: «أنا السبب في خروج السعودية من كأس العالم»، فضلاً عن لقطة أخرى تجمع الفنانين السعوديين ناصر القصبي وعبدالله السدحان، وهما يتقمصان دور «شريف وسمير» بتعليق «لقاء السعودية ومصر»، وفي لقطة أخرى تم تداول صورة الممثلة المصرية عبلة كامل في مشهد حزين لها بتعليق «شكل المصريين والسعوديين بعد القرعة».

وعلى الصعيد العربي، يعتبر عشاق كرة القدم في السعودية ومصر الأكثر تعاطياً مع الأحداث الرياضية بطرافة، سواءً تلك التي تتعلق بالأندية التي يشجعونها أم حتى منتخبات بلدانهم، والتي طاولت لاعبين وأندية، وفي الوقت الذي يسيطر فيه صراع الأهلي والزمالك في مصر، يبقى صراع الهلال والنصر الأكثر سخونة بين جماهير الناديين، في حين تجاوزت حالات «الطقطقة» كما يسميها السعوديون إلى اللاعبين ورؤساء الأندية وكل ما يحيط باللعبة من أشخاص أو أحداث.

ويرى اختصاصي علم النفس الدكتور نايف الخمشي أن محاولات التعاطي بطرافة مع الأحداث وسيلة من أجل التفريغ النفسي، ويقول لـ«الحياة»: «التعاطي الساخر هو نوع من أنواع الحيل النفسية التي يلجأ إلهيا الفرد لتفادي عملية الضغوط التي يتعرض لها، أو حتى التهرب منها بطريقة تؤدى في النهاية إلى شعوره بالارتياح».

ويضيف: «الهدف النهائي للأفراد، أو الجماعات هو الوصول إلى حال الراحة النفسية، وهذا هو الهدف النهائي للفرد، وهو أن يشعر بالهدوء، ويتمتع بالراحة، ولذلل فهو يلجأ إلى حيل عدة من أجل تحقيق ذلك، والسخرية من الحدث، الذي يسبب له الضغوط، أو التعاطي معه بطرافة، هو وسيلة من أجل تحقيق هذا الهدف». ويبدو أن سفارات الدول الأوروبية التمست حس الطرافة العالي لدي السعوديين والمصريين فدخلت على خط «اللعبة»، إلا أنها بالطبع كانت أقل عطاءً من الاحترافية والخبرة العالية، التي يمتلكها الشارعان، إذ رد الحساب الرسمي الخاص بالسفارة الألمانية في الرياض على تهنئة لاعب المنتخب السعودي محمد السهلاوي للمنتخب الألماني في مقطع «فيديو»، أنتجه الاتحاد الدولي لكرة القدم، وشارك فيه نجوم كرة القدم في العالم، وكتب في «تويتر» معلقاً: «ليش السهلاوي هنأنا خصيصاً يا تُرى، قبلنا التحدي. الوعد روسيا، إن شاء الله»، في المقابل غرد الحساب الرسمي للسفارة الروسية بالقاهرة في رسالة وجهها للمصريين معلقاً على القرعة: «ألف ألف ألف ألف ألف مبروك! مستنينكو في روسيا». يذكر أن مشجعي البلدين لديهم تاريخ حافل في التعاطي الساخر مع أحداث المونديال كان أشهرها بالنسبة للسعوديين خسارة «الأخضر» من ألمانيا في مونديال 2002 بثمانية أهداف من دون رد، في حين كان أشهرها لـ«الفراعنة» خروج الملف المصري من دون أي صوت لمصلحته في سباق استضافة كأس العالم 2010.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *