صمت الشطرنج يفرض انتزاع الهواتف والساعات والأقلام من «المنظمين»


صمت الشطرنج يفرض انتزاع الهواتف والساعات والأقلام من «المنظمين»



 

< في قاعة يسودها الصمت في مبنى مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، حتى إنك لا تكاد تسمع دبيب النملة، انطلقت تصفيات بطولة الملك سلمان العالمية للشطرنج، التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، إذ لا يُسمح للجان المنظمة أو المصورين أو أي ممن يخولون دخول القاعة أن ينطق ببنت شفة، بل إن الصرامة بلغت حدها بمنع دخول الهواتف المتحركة أو الساعات أو حتى الأقلام إلى القاعة، لاعتبارات عدة، من بينها الضوابط الفنية، وهو ما جعل الطريق بين بوابة قاعة «المسابقات» ومكتب الاستقبال، الذي يحوي صندوق الأمانات أكثر الطرق حراكاً في البطولة ذهاباً وإياباً، في حين علمت «الحياة» بأن اللجنة المنظمة اضطرت أمس إلى إبعاد أحد المصورين، نظراً إلى حديثه مع أحد زملائه داخل القاعة.

وعلى أنغام عازفي العود والقانون خصصت اللجنة المنظمة منطقة للجلوس ومتابعة لسير «المنافسات» عبر الشاشات التي كانت تنقل ما يدور داخل «القاعة الصامتة» من صراع حاد فوق لوحات الشطرنج.

مقر البطولة هو المركز الشهير باسم «كابسارك» وهو مركز مستقل غير هادف إلى الربح، أنشأته الحكومة السعودية لدعم إجراء بحوث مستقلة في مجال الطاقة، من دون الحاجة إلى البحث عن التمويل أو التعرض لضغوط الممولين أو المانحين من خارج المركز، في حين جاء اختياره مقراً لبطولة الشطرنج ليمنح تصميمه اللافت، والذي أنجزته المعمارية العالمية الراحلة زها حديد، طاقة فكرية للاعبين الساعين إلى الفوز بلقب بطل العالم في الشطرنج.

العيون المتابعة تاهت ما بين صراع التعقيد العالي بين اللاعبين على رقعة الشطرنج، وبين تصميم المبنى الإبداعي، الذي جاء على شكل قطع كريستالية متشابكة، مستوحاة من أوراق الأشجار.

الضيوف والزوار لفت أنظارهم الصقر العربي، الذي اختارت اللجنة المنظمة أن يكون من بين العروض المقدمة، إذ حرص الحضور على التقاط الصور التذكارية إلى جواره، وسط معلومات عدة قدمها الصقارون الموجودون عن البعد التاريخي للصقور في السعودية، وثقافة تربيتها لدى سكانها.

ولفت النروجي ماغنوس كارلسن المصنف «الأول» عالمياً في الشطرنج، الأنظار في اليوم الأول من المنافسات، بعد حال التأثر الشديد البادية على محياه إثر خسارته غير المتوقعة في أولى الجولات الخمس من اليوم الأول، أمام الصيني بو جان زي، الأقل تصنيفاً منه، وهي الخسارة الثانية التي يقع فيها اللاعب ذاته في غضون الأشهر الثلاثة الماضية، وهو ما جعل ذلك حديث المهتمين باللعبة على المستوى الدولي.

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *