جدة.. إعلان ابتكار أول دواء للسكري من النوع الثاني على مستوى العالم


جدة.. إعلان ابتكار أول دواء للسكري من النوع الثاني على مستوى العالم



أُعلن في جدة مساء اليوم الجمعة ابتكار أول دواء على مستوى العالم في شكل أقراص لتعزيز السيطرة على مستوى السكر بالدم لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني؛ الأمر الذي يمثل أملاً جديدًا لمرضى السكري من النوع الثاني.

وتفصيلاً، قال رئيس قسم الغدد ومركز السكري بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض، الدكتور رائد الدهش، إن هناك عبئًا صحيًّا عالميًّا هائلاً، وتهديدًا يُشكِّله مرض السكري ومضاعفاته؛ فعلى الصعيد المحلي شهدت المملكة العربية السعودية زيادة كبيرة في انتشار مرض السكري. ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية في الشرق الأوسط والسابعة عالميًّا من حيث معدل الإصابة بمرض السكري.

وأضاف بأن هناك العديد من الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني في السعودية يكافحون من أجل السيطرة على نسبة السكر بالدم؛ ما يستدعي تقديم المزيد من خيارات العلاج. ويأتي العقار ليكون بمنزلة خطوة مهمة لتزويد مرضى السكري بمزايا علاجية مفيدة، بقرص يؤخذ يوميًّا بكل سهولة وراحة.

من جهتها، أوضحت الدكتورة دانية الخفاجي، استشارية الغدد الصماء في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ومديرة برنامج زمالة السكري بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية في الخُبر، أن خطورة ارتفاع مستوى السكر في الدم لا تقتصر على الأعراض الحادة التي تصيب المريض نتيجة لذلك فقط، بل في مضاعفات المرض الصحية.

وأشارت “الخفاجي” إلى أن اتباع نمط حياة غير صحي في السعودية يؤدي إلى تسارع كبير وملحوظ في زيادة الوزن والسمنة المفرطة؛ ما يساهم بنسبة كبيرة في زيادة معدلات مرضى السكري من النوع الثاني، إضافة إلى المعدلات المنخفضة للحركة والنشاط البدني، وارتفاع نسبة التدخين.. مفيدة بأن ذلك يزيد من احتمال الإصابة بأمراض أخرى مرتبطة بالسكري، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.

ومن جانب آخر، عبَّر استشاري طب الأسرة، الدكتور أشرف أمير، عن سعادته بتطوير علاج جديد ورائد بالسعودية، يوفر للأشخاص الذين يعانون مرض السكري من النوع الثاني فوائد علاجية، تساعدهم في التحكم في مستويات السكر بالدم عبر تحسين وظائف خلايا البنكرياس، إضافة إلى تقليل وزن الجسم.

وأبان أن العلاج الجديد يضع معيارًا جديدًا لعلاج مريض السكري من النوع الثاني، من خلال تحسين نسبة القبول والالتزام لبعض المرضى مقارنة بالتركيبات القابلة للحقن من ناهضات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1 RA)؛ الشيء الذي ساعد على بدء علاج ناهضات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1RA) في مراحل مبكرة.

يُذكر أن مرض السكري من النوع الثاني يشكّل ما نسبته 90 % من الحالات في المملكة العربية السعودية بحسب تقارير وزارة الصحة؛ ففي عام 2019 تم تسجيل 4.3 مليون حالة إصابة بالسكري في السعودية، وسجل مرض السكري من النوع الثاني معدلات انتشار عالية في السعودية، بلغت ما يقارب 25 % من السكان البالغين، ومن المتوقع أن تصل إلى 50 % في عام 2030.

وأوضحت أحدث الدراسات التي أُجريت في السعودية أن ما يصل إلى 75٪ من مرضى السكري ليسوا ضمن المستويات المستهدفة. وإضافة إلى ذلك، فإن لديهم سيطرة ضعيفة على نسبة السكر في الدم. وعلى الرغم من توافر أكثر من 60 دواء فمويًّا مضادًّا لمرض السكري من النوع 2 على مستوى العالم إلا أن الكثير من المرضى يفشلون في تحقيق مستويات السكر المطلوبة بالدم؛ ما يبرز الحاجة إلى خيارات علاج جديدة وناجحة.

وضمن برنامج التجارب السريرية للدواء، الذي شمل 9543 بالغًا مصابًا بداء السكري من النوع الثاني، أظهر الأشخاص الذين تم علاجهم بـهذا الدواء انخفاضًا أفضل في نسبة السكر في الدم، وفقدانًا غير مسبوق للوزن مقارنة بخيارات علاجية أخرى. كما أن مرضى القصور الكلوي والكبدي والمسنين ظهر أنهم ليسوا بحاجة إلى تعديل الجرعات؛ ما يعني البدء في استخدامهم الدواء بكل راحة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *