عـروس تأخر زفافها ! .


عـروس تأخر زفافها ! .



يبقى العلم نور المجتمعات في كل زمن ، وإضاءة الجمال لكل مكان ، ومصباح الإنارة المبدد للظلام في كل عصر ومصر ، وسراج الهدى لتنوير الفكر والسلوك في كل حال، إن المجتمعات البشرية قيمتها بالعلم والبناء والإنتاجية والمهارة والمعرفة والوعي والسلوك القويم ، فالعلم له تأثيره في السلوك الإنساني بل يتعدى تأثيره إلى تغيير نمط العيش المجتمعي أجمع وفق سنن الله الكونية والشرعية في البيئة الداعمة له تأسيسا وتطويرا .إن لكل بيئة تأريخها التعليمي يقاس جودته بماحققته من إبداع فردي ومجتمعي فكرا وسلوكا ونتيجة ، بل إن العلوم التخصصية جمعاء،والنظريات المعرفية أجمع، لها تأريخ زمني أيضا وفق معطيات خاصة يدركها المتخصصون كل في مجاله ، فدور العلوم والمعارف في بناء المجتمعات دور كبير في رفع وعيها، وإنارة فكرها، وضبط سلوكها، وثبات قيمها ، واستقرار وضعها، وتأمين احتياجها ،وصقل شخصيتها، وحل مشاكلها ، ورفع اقتصادها ، فالبيئة المتعلمة المثالية ذات الامتياز المجتمعي الشامل ، وراءها سبل علم ، وطرائق معرفة ، ومحاضن تربية ، ومشاعل معرفة، ومصانع إبداع ، ومن تلك السبل والطرائق والمشاعل والمصانع الجامعات الحكومية والأهلية العريقة التي تفتخر بها تلك البيئات ، ومملكتنا الحبيبة دأبت على نشر العلم وتهيئة أسبابه ، منتهجة سياسة تعليمية جميلة ظهر ذلك بالتوسع في افتتاح جامعات ناشئة في مناطق المملكة جمعاء بل في مدنها بل في محافظاتها وفق معطيات التوسع الجغرافي والتعداد السكاني والاحتياج التخصصي ،وذلك دليل ساطع على إدراكها لما ذكر أعلاه ، وإننا في محافظة حفر الباطن أملنا كبيربالله أولا ثم بوطننا الغالي و في الجهات ذات العلاقة أن تزف بشرى افتتاح جامعة باسم المحافظة أو فرع جامعة يتبع لجامعة مناطقية يتاح فيها دراسة بعض التخصصات الشرعية والأدبية والعلمية ، حيث الظروف مواتية من جميع مجالاتها ، والحاجة ملحة في التعجيل في ذلك . إن المعاناة التي يعيشها أبناء المحافظة في مواصلة تعليمهم الجامعي هي معاناة ألم وخطر ومرارة بل ربما فقدان حياة ! . كل ذلك في سبيل إنارة فكر ، وسلوك ، وتحصيل مهارة نتيجتها بصمة نجاح في جسد وطن ، إن جامعة حفر الباطن موعود طال انتظاره ، وبشارة تأخر طعم حلاوتها ، بل هي عروس تأخر زفافها ! ، علما بأن صياغة كتابة عقدها شبه منتهية ، وفرحة ذاك العرس مازالت مؤخرة ! ! . ومع ذلك فكلنا أمل في تحقق ذلك قريبا ، فالوطن كريم ، وأهله كرماء ، والأولاد بررة صابرون ، وإنا ياوطني منتظرون .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *