قلم يذرف لأنين مريض .


قلم يذرف لأنين مريض .



تمر الحياة البشرية بتجارب تشدك تأملا وتفكيرا ! وربما حركت فيك شيئا من سيل إنسانية هادر ، تشاركك فيه العين دمعا ، واليد مسحا لذريف عين ساخن ، إن المرض نعمة من الله لمن أصيب به ، فمن يرد الله به خيرا يصب منه ، وهو طريق تمحيص الإيمان ، وغفران الذنب، وامتحان الصبر واليقين ، فالحياة ميدان ابتلاء ، والابتلاء فيه الرفعة والتمكين إن صبر صاحبه واحتسب . كما أن مشاركة المرضى آلامهم وأحاسيسهم ، وإشاعة الأمل لديهم بزيارة موجزة وقتا ، منهجها التفاؤلية ،وحسن الظن بالله ، وبيان الإيمان بقضاء الله وقدره ، واحتساب ثواب ربنا الرحيم اللطيف الحليم ، وانكسار الشعور المؤدب ، وإظهار التعاطفية قدر الممكن ، أمر محمود شرعا ، محبوب فطرة وطبعا ، مخفف لآلام مكنوزة في نفس المريض يدركها من له نباهة فيلتقطها من انحسار دمع في محجر عين ، ثم فيضانه دمعا سائلا متموجا على وجنتين ذات شحوب وجفاف . إن زيارة المرضى مسؤولية فرد وقرابة وجوار ومجتمع ، فربما دعوة لفظها لسان زائر صادق ارتفعت فأجابها الله ، فأدخلت أنسا وسعادة على نفسية مريض يصارع مرضا لون جسده وشحبه ، وشقق شفتيه وأدماها ، وأبان عروقه المتمددة ضمورا واخضرارا . ياألله ، كم هي نعم تسبغ علينا لا نحصيها ؟ ! ، ولا نشكر ربنا عليها ! ، ندرك بعضا منها حين فقدها ، إذ عندما تزور زيارة عارضة لجناح تنويمي في مستشفى عام ، أوخاص ، تدرك حتما قدر عافيتك التي لاتقدر ثمنا ، فهذا وعيه مغيب ، وذاك غذاؤه من أنفه ، وآخر تصلب جسده شللا ، اللباس موحد ، يذكرك بلون الكفن الموحد ، والأسرة متقاربة ، تذكر بتقاربها قبورا محفورة ، أجهزة تقيس بعض حياة داخل جسد لها نغمات مخيفة لم نسمعها ذات يوم من جهاز يبين بها ، لون البياض منتشر أمام عينيك ، وأنين المرضى صوت ألم ناطق ، تدرك حينها ضعف بني البشر، وتدعو الله من قلب صادق بأن يشفي كل مريض ، وأن يثيب كل من يخدم المرضى رجاء ثواب الله ، واستشعارا لأمانة مسؤولية أنيطت في عنقه ، والرقيب فيها هو الله .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *