عروس أعلن زفافها .


عروس أعلن زفافها .



للكاتب : علي بن سعد الفريدي

الساعة الثانية والنصف ظهرا ، يصدر الجوال تنبيهه فإذا الرسالة بشارة بأمر ملكي ينص بإنشاء ثلاث جامعات في محافظات ثلاث ، فتحدق العين بأوسع قطر قراءة له ، وترمش كثيرا كثيرا ليلتقط الذهن نصية المقروء بدقة، فالخبر بشارة ، وبشائر الأخبار تهز الروح والجسد شوقا وأنسا ، بل وتشوش الذاكرة سعادة وأملا ، وربما أنطقت البشائر لسانا لا يمكن ترجمة مايقول في أي لغة ! ، فالكلمات في مواطن البشارات لايمكن تركيب جملة مفيدة في حضرتها ، وربما أدمعت عينا ، تحتاج إلى فرك محاجرها لتستبين الخبر ، خاصة والخبر فيه إنارة فكر ، وتهذيب سلوك ، ومراعاة مشاعر ، وزرع مهارة ، وصقل موهبة ، وفرحة مستقبل ، ووفاء دولة ، وهمة تطوير ، وصناعة بشر ، إنه أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء جامعة حفر الباطن . ما أجمل الإمضاء الملكي المتضمن ذاك القرار الحكيم ! ، وما أثمنه ! ، وما أجمله في نفوس الأهالي وأبنائهم ! ، صدقوني أنني لاأبالغ إن قلت : إننا تبادلنا التبريكات بعد صلاة العصر احتراما لهذا القرار واهتماما وفرحا ، صدقوني لا أبالغ إن قلت : إن لاعبا كرويا يمارس مهارته الكروية ويفوز بنتيجة المباراة فيحتفل بذلك رافعا لباسه الصدري فإذا أمنيته المرادة جامعة حفر الباطن مطلبنا ، صدقوني لا أبالغ إن قلت : لقد أمن الناس على دعاء خطيب في خطبة عيد فطر سابق بأن يرزق الله أبناءنا جامعة ينهل منها علما ، ويقتبس من نورها نورا ، فترتفع الأيدي إلى ربها تأمينا ، فتحققت الأمنية بفضل الله ، ثم بهذا القرار الجميل المفرح المبهج من ولاة أمر مقدرين ، إن وجود الجامعة في البلد مكسب جميل وربحية ذات ضمان ، وتنمية وعي ، ونجاح حياة ، بإذن الله في كل المجالات ، بل إنه من خلال تأملي لم أجد بلدا متطورا إلا وفيه جامعة شامخة تؤتي ثمارها بطعم لذيذ ، وإنتاجية إبداع ، فالجامعات لابد لعطرها أن يفوح في بيئاتها علما ، وفكرا، وأدبا ، وسلوكا ، وتتحق بذلك تنمية شاملة في على كافة الأصعدة ، إن التوسع في افتتاح الجامعات دليل وعي ، وحسن تخطيط ، وثقة مجتمع ، وتشجيع علم ،واحتضان مواهب ، ودفع عجلة تنمية . إن جامعة حفر الباطن عروس أعلن زفافها ، جعلها الله بركة على الجميع وخيرا وإبداعا ، فشكرا لله أولا ثم شكرا لكل من ساهم بذلك ، رزقهم الله نظير ماصنعوا ، أنسا في الدنيا ، وفلاحا في الآخرة ، ثم إنها همسة أخوية لوزارة التعليم العالي ، أن تحمل جامعة حفر الباطن هذا الاسم تخليدا لاسم المحافظة ورفعة لها ، وإني واثق بربي أن تكون جامعة حفر الباطن من الجامعات التنافسية ذات الروح الإبداعية ، حيث عقول ومواهب بين ربوعها ، ونحن في انتظار غيب يحتاج منا لبذل سبب ، وحسن توكل ، فأهلا ثم أهلا بهذه العروس التي أسعدت النفوس ، وإني سائل الله أن يكلل فرحتنا باكتحال أعيننا باكتمال هذا الصرح العلمي الكبير ونحن في صحة وسلامة ودمتم سالمين غانمين .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *