زفاف يشوه طرقا !


زفاف يشوه طرقا !



بقلم : علي بن سعد الفريدي .

يبقى الفرح غريزة إنسانية جسدية روحية ، يحسن بالواعي أن يعبر عنها بمايصح به جسده ، وتسر به روحه ، بعيدا عن كل أذى ذاتي أو مجتمعي ، يكون في فرحه إيجابي السلوك ، صادق المشاعر ، جميل التصرف ، مبتهج الشعور ، محترم المبادئ ، فالحياة بأفراحها تضفي على الحياة طعما لذيذا يهون من أتراحها ، لتعيش النفس الإنسانية متوازنة في كل حدث ، جميلة في كل موقف ، مؤدبة في كل سلوك . إن شعور الفرح وتعبيراته تختلف اختلافا جذريا بين أجناس البشر وأعمارهم وبيئاتهم ، إلا أن رسالته تتفق بينهم في كونها انتعاش نفس ، وتجدد نشاط ، وارتكاز مثل ، وانضباط قيم ، ورقي سلوك ، وشكر نعمة ، واستجلاب بركة . إن الفرح تتنوع مظاهره ومجالاته وعناوينه ، من ذلك مناسبات الأعراس في المجتمع ، فبمجرد ماتلحظ عينك بعض مظاهرها يردد لسانك داعيا، بأن يبارك الله للجميع صنيعهم ، وأن يرزقهم خيرية الاجتماع على كل جميل ، إلا أنه يحز في الخاطر بل يكدره تكديرا ، بل تغمض العين حياء وخجلا مايفعله شباب مراهقون في الطرقات أثناء زفاف عريسهم إلى قصر الفرح ، من سلوكيات ممجوجة غير لائقة ، تتمايل فيه أجساد راقصة على غناء الموسيقى المزعج ، وسيارات تنتل نتلا ذات اليمين وذات الشمال ، مصدرة أصواتا مزعجة تدعى بينهم ( بالتفتفة ) ، يشجع بعضهم بعضا بعبارات هوجاء وشعارات شوهاء ، لاتخلو من غرابة وريبة لمن يتأملها بهدوء كقولهم : هجولة ، حبتين ، حمضيات ، سلسلة ، نطلة ، سبعة ، درباوي ، فيزداد الشر عند سماعها بسلوك انتحاري مخيف ، لاتلبث إلا أن تحوقل ، وتسترجع ، وتدعو لهم بالهداية من هول ماترى ، ناهيك عن قطع الإشارة ، وإيذاء من يمشي على رصيف الطريق من ذوي رياضة المشي ، وربما سمعت أزيز رصاص من سلاح له ( لعلعة ) . إنني هنا أكتب مناشدا كل عريس ، يريد البركة والخير والتوفيق في عرسه ، بأن يحارب هذا السلوك المشين بفطنته وأدبه بأن يجتمع مع ذويه وأصدقائه الزافين له على رأي سديد رشيد ، متفقا معهم بما يجعل حفل فرحه تضرب به الأمثال تنظيما وأدبا واحتراما ، بالبعد عن كل مالا يليق ، فهذا والله مما تستجلب به البركة وتشكر النعمة ، ويدعى لصاحبه بالخير والتوفيق ممن يعرفه وممن لا يعرفه ، كما أنني أدعو جهات الاختصاص إلى الانتباه إلى هذه الظاهرة المتزايدة ، والتصدي لها بصلاحيتهم الممنوحة كل في موقعه ، لأننا مستاؤون منها متضايقون ، وهم بجهدهم المبذول على خير وأجر إن شاء الله ، حفاظا على أرواح بشرية جاهلة ، كما أنني أناشد هؤلاء الشباب قائلا : ياأحبابنا ، ياشبابنا ، شواربكم بزت ، فأنتم رجال ، وليس هذا منهج الرجولة ولاسلوكها ، كما أنكم مسلمون قبل ذلك ، والمسلم من سلم الناس من شره ، فخافوا الله في أنفسكم ، وفي مجتمعكم ، وفي أسركم، وفي بيئتكم ، وارفعوا وعيكم ، وحسنوا سلوككم ، وليكن منهجكم قطع الشر ودحره ، وكونوا مفاتيح خير ، مغاليق شر ، فالتعاون والتناصح يثمر نتيجة ، والنتيجة سلامتكم ، والسلامة أعظم مكسب ، قبل أن ينقلب الفرح مأتما بسلوك سلبي من مراهق مسكين خان دينه ومثله وقيمه ، ونظام بلده ومجتمعه ، فلنكن حلول مشكلة لاسببها ، قبل أن يقع الفأس بالرأس ، فبعض الفؤوس وقعها على الرووس أليم ، هذا إن لم يكن ألمها على رؤوس كثيرة .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *