عـام الـجـماعـة .


عـام الـجـماعـة .



عندما بدأت الفتنه في عهد عثمان رضي
الله عنه وبعد مقتله من قبل الخوارج الذين
أشعلوا نار الشقاق وتسببوا بالحرب
والافتراق بين المسلمين ماذا حدث ؟ توقفت
الفتوحات وانحصرت الدعوة لله لأن بأس
المسلمين صار بينهم وانشغلوا بقتال بعضهم
وتركوا عدو الله وعدوهم وتركوا الدعوة لله
وشغلوا ببعضهم وتقسمت الدولة الإسلامية
إلى عدة اقسام في الشام وفي العراق
وفي الحجاز وضعف شأنها وانكسرت
شوكتها واستقوى اعداء الاسلام من الفرس
والروم وبدأوا يحيكون المؤمرات على وبين
المتنازعين من المسلمين وبدؤا يخططون
للعودة من جديد والهيمنة على الاسلام
والعرب وإخضاعهم من جديد ولكن بفضل
الله تحقق ما أخبر به النبي عليه الصلاة
والسلام عندما قال للحسن بن علي رضي
الله عنه : إن ابني هذا لسيد ولعل الله أن
يصلح به بين فئتين من المسلمين ) رواه
البخاري وفعلاً تنازل الحسن و بايع معاوية أميراً
للمؤمنين فسمي ذلك العام "بعام الجماعة"
وبدأت تعود دولة الاسلام لوضعها الطبيعي
فإن قوة الدوله الاسلاميه تكمن من الداخل
فعندما توحدت الجبهة الداخلية للمسلمين
واتفقوا على أمير واحد بدأت تعود الفتوحات
الإسلامية حتى أنه وصل الإسلام الى أوروبا
وحدود الصين وكان يقول هارون الرشيد
مخاطباً سحابةً عابرة امطري حيث شئتي
فإن خراجك سوف يأتيني لأن معظم دول
العالم كانت تحت الهيمنة والسيطرة
الاسلامية فإما تخضع وتدخل الاسلام
وإما تدفع الجزية وهذا ما قصده هارون
الرشيد ولا ننسى قول الصديق رضي الله
عنه عندما قاتل الذين منعوا الزكاة فقال والله
لو منعوني عقالاً كانوا يأدونه لرسول الله
صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه هذا
لأن أبا بكر رضي الله عنه لم يسمح لجماعة
تعيش بين المسلمين وتخالفهم فأرجعها
للحق بالقوة ولم يرضى بالفرقة والتشرذم
ولم يكن بعهد النبي عليه الصلاة والسلام
جماعات وفرق واختلاف فأما كافر وأما
مسلم وكذلك في عهد عمر رضي الله عنه
فنحن اليوم لابد أن نأخذ أثار النبي صلى
الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين الذين أُٰمرنا
بتباع سننهم فهم سلف الامة الاخيار الذين
عرفوا الحق واتبعوه ولم يبتدعوا ولم يختلفوا
لذلك وجب علينا ترك الفرق والجماعات ،
ووجب علينا الاتحاد والاتفاق واتباع الكتاب
والسنة على فهم سلف الأمة والرجوع للعلماء
الربانيين الذين شهد لهم عامة الناس
وخاصتهم والبعد عن صغار الاسنان سفهاء
الاحلام فإن وحدنا الجبهة الداخلية و اتبعنا
المنهج الصحيح في فهم الكتاب والسنة على
فهم ونهج سلف الأمة من الصحابه الاخيار
والتابعين لهم بإحسان ستعود هذه الامة قوية
عزيزة.
وكما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:
كنا أذلاء، فأعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا
العزة في غيره أذلنا الله.
فلابد أن نعي أن العزة في اتباع الكتاب
والسنة وترك الابتداع والأهواء والفرق
والجماعات البدعية المحدثة التي تعتمد على
أراء و أقوال الرجال ولا تعتمد على الدليل
الشرعي الذي أمرنا بالتمسك به.
اللهم اجمع على الحق كلمتنا ووحد
بتوفيقك صفوفنا.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *