الفن لا يمثلكم .


الفن لا يمثلكم .


اختلفت مفاهيم الترفيه في هذا العصر لدرجة أصبح المتأمل في حال يومه يجد انه قد قضى أغلب اليوم في الترفيه عن نفسه في حين انه لايوجد سبب حقيقي وراء ذلك فأعمالنا لم تعد تشكل ضغوطاً حقيقية وإلا لما كان الموظف يحمل هاتفه بين يديه أثناء تأدية عمله .
لكن هذا النوع من الترفيه لايستفز منطقي للحديث عنه بل إنني أواجه صعوبة كبيرة كفرد من أفراد المجتمع في أن يكون برنامج بعينه هو وسيلة للترفيه خلال ثلاثة أشهر مثلاً وهذ ماتتبناه برامج المواهب .
إذ أن عرضها ثلاث مرات في الأسبوع بواقع ساعة تقريبا وحلقة أحداث الأسبوع بواقع ثلاث ساعات أشبه ب مارثون رياضي ممل يتخلله أوقات الصلوات تجعلنا نفتقد روحانية الهدوء بعد أداء الفريضة بسبب أصوات مزعجه للكثير من الشباب الذين يستعرضون مواهبهم الصوتية للفوز بتلك المسابقة وزيادة على هذا وتلك كثرتها بحيث تحجز تلك البرامج مقعدها بواقع ثلاث برامج لمدة تسعة أشهر في السنة وتتوالى تباعاً للعرض فلا يكاد ينقضي أحدها حتى يبدأ عرض الآخر ولا تقتصر على موسم آخر بل تستمر للعرض بنفس التوقيت العام القادم بالاضافة إلى العروض الاعلانية التي تسبق كل واحد منها بنحو الشهر تقريبا .
كل هذا الزخم الإعلامي لبرامج المواهب ينتج عنه حصيلة عام كامل من برامج المواهب هذا الواقع المرير بإمكاننا التحكم به من خلال نقرة واحدة على الريموت كنترول لتغيير القناه ولكن ماذا إذا كانت تلك القناة هي المفضلة لدينا ؟ حينها يتحتم علينا بذل جهد أكبر في مراقبة مواعيد انتهاء بث تلك البرامج ومراقبة الصغار في عدم التعرض المفرط لمحتواها اما كان من الأجدر لتلك القنوات مراقبة نوعية تلك البرامج وتجنب التكرار الممل والضار في نفس الوقت ؟
ألا يصح تصنيف هذا النوع من العرض في إطار التلاعب بعقلية المشاهد ؟ أم أن العائد المادي أصبح هو الأهم في ضل غياب الرقابة على إنتاجية تلك القنوات .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *