بوتين يقر تزويد تركيا صواريخ «إس 400»


بوتين يقر تزويد تركيا صواريخ «إس 400»



شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوماً قوياً على الغرب، وقال إن نزعات «العداء لروسيا» مرتبطة بمساهمة موسكو في إنشاء عالم متعدد الأقطاب «لا يروق للمحتكرين». واستخدم لهجة ودية حيال نظيره الأميركي دونالد ترامب، معتبراً أنه «يتصرف بعفوية»، لكنه لوح بقدرات روسيا التي «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نشر قوات أميركية في كوريا الجنوبية وألاسكا وأوروبا».

وحملت عبارات بوتين في لقاء مع مديري وكالات أنباء عالمية في سان بطرسبورغ أمس، لهجة قوية ذكرت بخطابه أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ عام 2007، عندما قال إن روسيا لن تصمت على محاولات ردعها، وتوقع عالماً متعدد الأقطاب.

وكرر بوتين أمس، تلك العبارات، لكنه زاد عليها أن الغرب فشل في محاولات ردع روسيا، معتبراً أن سبب الـ «روسفوبيا» الواضحة في دول عدة، هو «ترسُخ عالم متعدد الأقطاب لا يقبله الاحتكاريون». وقال: «منذ فترة بدأ شركاؤنا في بعض البلدان أو مجموعة من البلدان محاولات لكبح جماح روسيا، في مسعى لاحتواء الرغبة المشروعة في ضمان مصالحها الوطنية، وقاموا بكل التصرفات التي لا تدخل ضمن إطار إجراءات القانون الدولي، بما في ذلك القيود الاقتصادية، ونرى الآن أن هذه السياسة فشلت وتأثيرها صفر». واعتبر أن «العداء لروسيا لا يمكن أن يدوم وسيأتي بنتائج عكسية».

وتطرق بوتين إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية، ونبه إلى أخطار تقسيم سورية، مؤكداً أن خطوات روسيا لإقامة مناطق خفص التوتر «يجب ألا تشجع أفكار التقسيم». وتعهد بأن تعمل روسيا للحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

وأشاد بتركيا التي وصفها بأنها شريك مهم، وأكد نية بلاده تزويد أنقرة أنظمة صاروخية متطورة من طراز «أس 400» والتي سعت إلى الحصول عليها، ما شكل رسالة إلى حلف شمال الأطلسي الذي أبدى تحفظات عن ذلك.

وعلى رغم إشاراته القوية ضد السياسات العسكرية الأميركية، تجنب بوتين انتقاد ترامب، ووصفه بأنه «عفوي، وهذا أمر غير عادي بالنسبة إلى رجل سياسة». وقال إنه مستعد في أي وقت للقاء ترامب الذي «لا يحتاج إلى نصائح من الآخرين».

وفي مواجهة نشر منظومة دفاعية صاروخية أميركية في ألاسكا وفي كوريا الجنوبية، قال بوتين إن بلاده ستتخذ خطوات لتعزيز قواتها في هذه المنطقة. كما أشار إلى ملف جزر الكوريل المتنازع عليها مع اليابان، وقال: «لو سلمنا هذه الجزر إلى اليابان سنجد القوات الأميركية متمركزة هناك في اليوم التالي».

وشدد بوتين على أن روسيا لا يمكنها الوقوف والاكتفاء بمشاهدة الآخرين وهم يعززون قدراتهم العسكرية على امتداد حدودها في أوروبا والشرق الأقصى.

وندّد باتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية والفرنسية، مجدداً نفيه الأمر، وزاد: «أنا مقتنع بأن أي قرصان معلوماتي لا يمكنه التأثير في النتيجة النهائية للانتخابات في بلد ما».

وأكد أن «القراصنة موجودون في كل الدول. وإذا كانوا وطنيين فسيساهمون بما فيه مصلحة روسيا»، لكنه استدرك قائلاً: «لا ندعم مثل هذه الأعمال على صعيد الدولة وليست لدينا نية للقيام بذلك في المستقبل. بل على العكس، نحن نكافح مثل هذه الممارسات». واتهم «طرفاً ثالثاً» بتنفيذ «سلسلة أعمال قرصنة واستخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل ممنهج، للادعاء بأن مصدر الهجوم هو الأراضي الروسية».


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *