مصر والسعودية الاكثر قراءة في العالم العربي


مصر والسعودية الاكثر قراءة في العالم العربي



غالباً ما تحمل التقارير عن القراءة في العالم العربي أرقاماً متدنية تدل على حال التراجع الفاضح في هذا الحقل، على خلاف دول غربية وآسيوية تحقق القراءة فيها أرقاماً عالية، جماعياً وفردياً. وبينما تفيد تقارير بأنّ العربي يقرأ ما يعادل 6 دقائق سنوياً في مقابل 200 ساعة للقارئ الأوروبي مثلاً، حمل التقرير الذي أصدره قبل أيام موقع «غلوبال انغلش اديتنغ» الذي يعنى بالقراءة وسوق الكتب والنشر عالمياً، ما يشبه المفاجأة. ففي التقرير هذا تحتل مصر المرتبة الخامسة والسعودية المرتبة الحادية عشرة في معدل ساعات القراءة أسبوعياً في العالم، متقدمتين على الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وألمانيا وبريطانيا وسواها من بلدان كثيرة… هذا الموقع تعتمد تقاريره معظم الصحافة العالمية وله نسخته الفرنسية، ما يؤكد صدقيته.

تقرأ مصر 7.5 ساعة في الأسبوع والسعودية 6.8 متخطية المعدل الوسطي وهو 6.5. هذه الأرقام تؤكد أولاً مدى نجاح المشروع الرسمي للنشر الذي تعتمده القاهرة منذ سنوات والذي شهد رواجاً شعبياً واسعاً عبر خفض أسعار الكتب حتى لتوازي أسعار الصحف والمجلات وتوسيع خريطة توزيعها في الأقاليم. وبرزت في هذا المشروع سلسلة «مكتبة الأسرة» التي تضع الكتب في متناول الطبقات الفقيرة. أما في شأن السعودية فبدا واضحاً أن الإقبال الجماهيري الذي يشهده معرضا الرياض وجدة للكتاب وارتفاع أرقام المبيع يؤكدان رواج ظاهرة القراءة في السعودية، وأصبح هذان المعرضان مقصد الناشرين العرب الذين يحققون فيهما دخلاً كبيراً في المبيع.

والمفاجئ في التقرير أيضاً أن الهند تحتل المرتبة الأولى في ساعات القراءة أسبوعياً فهي تبلغ 10.7 تليها تايلاند 9.4 ثم الصين 8 ثم الفيليبين 7.6 ثم مصر7.5 فروسيا 7.1 فالسويد وفرنسا 6.9 ثم هنغاريا والسعودية 6.8… أما الولايات المتحدة فتحل في المرتبة الثالثة والعشرين بمعدل 5.7، تليها إيطاليا والمكسيك وبريطانيا والبرازيل واليابان.

أصدر موقع «غلوبال إنغلش إديتينغ» (أكتوياليتيه في نسخته الفرنسية) تقريره بعنوان «أي بلاد تقرأ أكثر؟»، موضحاً أن غايته متابعة أحوال القراءة في العالم أجمع، عبر رصد ساعات القراءة وحركة الكتب الأكثر مبيعاً وصعود الكتاب الإلكتروني، من غير أن يهمل الشواغل الأخرى التي تأكل من حصة القراءة مثل مشاهدة التلفزيون (النسبة عالمياً 16.6 ساعة) والاستماع الى الراديو (8.5) والعمل على الإنترنت (8.9). ويقدم الموقع تقريره تقديماً أدبياً طريفاً كأن يقول: «القراءة نشاط مثرٍ. إننا نقرأ لنوفر لأنفسنا منفذاً إلى شبكة واسعة من الاستعلام والمعرفة، لكننا نقرأ أيضاً لنتسلى. الكتب الجيدة تتيح لنا الهروب إلى حيث تحملنا المخيلة. وعندما نقرأ لا نحسّن فقط ذاكرتنا، فالأبحاث أظهرت أن القراءة تجعلنا أشد سعادة وتفاؤلاً». ولا يكتفي التقرير بتقديم الاحصاءات والأرقام، بل يحلل أيضاً الظروف التي تساعد في نشر القراءة ومبيع الكتب، فالبلدان الأكثر إقبالاً على القراءة هي التي تضم العدد الأكبر من المكتبات العامة أو البلدية ومن مكتبات البيع، علاوة على مستوى الدراسة بكل مستوياتها والإقبال على الانترنت…

ويتوقف التقرير عند الكتاب الإلكتروني أو «الإيبوك» الذي بات يزاحم الكتاب الورقي والذي يشهد راهناً حالاً من الرواج والتطور. عام 2013 بلغ هذا الكتاب نسبة 12 في المئة من أرقام مبيع الكتب عموماً في سوق النشر العالمي، ومتوقع أن يبلغ عام 2018 نسبة 25.8 في المئة مع ازدياد عدد القراء «الإيبوكيين» الذي يلامس الآن رقم 90 مليوناً.

وفي ما يخص الكتب الأكثر مبيعاً في العالم، مع استثناء الكتب الدينية، احتلت رواية «دون كيشوت» للإسباني ثرفانتس المرتبة الأولى مع رقم مبيع هائل هو 500 مليون نسخة، ثم تلاها معجم صيني بلغ مبيعه 400 مليون، وحلت في المرتبة الثالثة رواية «قصة مدينتين» الشهيرة للكاتب البريطاني تشارلز ديكنز (200 مليون) تلتها رواية «سيد الخواتم» للبريطاني تولكين (150 مليوناً)… وحلت رواية «هاري بوتر وحجر الساحرة» للبريطانية ج. ك. رولينغ في المرتبة الخامسة (107 ملايين)، لكن روايات «هاري بوتر» أخرى احتلت مراتب لاحقة ما جعل هذه السلسلة ظاهرة فريدة عالمياً في المبيع. وكان الجزء الأخير من السلسلة وعنوانه «هاري بوتر ورفات الموت» باع 8 ملايين و300 ألف نسخة في الساعات الأربع والعشرين الأولى على صدوره، أي ما يقابل 345 ألفاً و833 نسخة في الساعة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *