حرب البعثات الديبلوماسية تستعر بين واشنطن وموسكو


حرب البعثات الديبلوماسية تستعر بين واشنطن وموسكو



تفاقمت الأزمة الأميركية – الروسية، بعدما احتجت موسكو لدى واشنطن، واتهمتها بالتخطيط لتفتيش مقرّ بعثتها التجارية في عاصمة الولايات المتحدة، والتي كانت السلطات الأميركية طلبت إغلاقها. أتى ذلك بعد ساعات على إعلان موسكو أن السلطات الأميركية تعتزم تفتيش قنصليتها في سان فرانسيسكو، بما في ذلك منازل موظفيها، منددة بـ «غزو بعثة ديبلوماسية».

وكانت الولايات المتحدة أمهلت روسيا حتى أمس لإغلاق قنصليتها في سان فرانسيسكو وبعثتين تجاريتين في واشنطن ونيويورك، في إطار «المعاملة بالمثل»، بعدما أمر الكرملين أميركا بخفض عدد ديبلوماسييها وموظفيها في روسيا إلى 455 فرداً، ليصبح في مستوى الحضور الديبلوماسي الروسي في الولايات المتحدة، وذلك رداً على تشديد الأخيرة عقوبات على موسكو. وأعلنت الخارجية الأميركية أن «الولايات المتحدة نفذت في شكل كامل قرار الحكومة الروسية تقليص حجم بعثتنا في روسيا».

ولم تؤكد السلطات الأميركية رسمياً اعتزامها تفتيش مقار ديبلوماسية روسية على أراضيها. لكن الخارجية الروسية أعلنت أن الولايات المتحدة «هددت بكسر مدخل» البعثة التجارية في واشنطن. وأضافت أنها استدعت أنتوني غودفراي، المسؤول الثاني في السفارة الأميركية في موسكو، وسلّمته «رسالة احتجاج» اعتبرت «التفتيش غير القانوني» المزمع للبعثة في غياب ممثلين رسميين للدولة الروسية «عملاً عدائياً يُشكّل سابقة»، محذرة من أن «تستغلّه الأجهزة الخاصة الأميركية لتدبير استفزاز ضد روسيا، عبر زرع مواد مُغرضة داخلها». وتابعت أن «على السلطات الأميركية أن توقف انتهاكاتها الفجّة للقانون الدولي، وتتخلّى عن انتهاك حصانة المؤسسات الديبلوماسية الروسية».

وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أعلنت أن مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) يعتزم تفتيش القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، «بما في ذلك شقق الموظفين الذين يقطنون المبنى ويتمتعون بحصانة ديبلوماسية»، بعد إرغامهم على مغادرتها مع عائلاتهم لـ12 ساعة. وأضافت: «نتحدث عن غزو قنصلية ومساكن بعثة ديبلوماسية. مطالبةُ السلطات الأميركية تشكّل تهديداً مباشراً لأمن مواطنين روس. نعترض بشدة على تصرفات واشنطن التي تتجاهل القانون الدولي، ونحتفظ بحق اتخاذ تدابير انتقامية. هذا ليس خيارنا، إنهم يرغموننا على ذلك».

وشوهد دخان أسود يتصاعد من مدخنة في القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، عشية إغلاقها. وهرع عناصر فرق الإطفاء في المدينة إلى المكان، إثر انطلاق أجهزة إنذار الحريق في المبنى، لكنها أكدت لاحقاً أن لا «حريق» في المبنى، وأن «كل شيء كما يرام». على رغم ذلك، رجّحت ناطقة باسم فرق الإطفاء أن يكون موظفو القنصلية يحرقون أغراضاً في الموقد.

وبرّرت زاخاروفا الأمر بأنه جزء من «أعمال تطهير» لـ «الحفاظ على المبنى». وأشارت إلى «إغلاق النوافذ واحتمال وقف الإضاءة وصرف المياه ووقف تشغيل أجهزة التدفئة والتخلّص من القمامة ووقف تشغيل خدمات أساسية وأشياء كثيرة أخرى».

ووصف يوري أوشاكوف، وهو مستشار في الكرملين، الإجراءات الأميركية بـ «استيلاء غير قانوني»، مبدياً خشيته من «تصعيد» العقوبات. وتابع: «سنفكر كيف نردّ» على هذا الإجراء.

واستشهد السفير الروسي الجديد في واشنطن أناتولي أنتونوف بقول لينين إن «الاندفاعات الهستيرية لا تفيدنا»، فيما حمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مسؤولية التوتر لـ «الإساءة إلى العلاقات الروسية- الأميركية وعدم تمكين ترامب من إخراجها من عنق الزجاجة».

إلى ذلك، قال ناطق باسم الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *