كوريا الشمالية تختبر قنبلة نووية مصممة لصاروخ باليستي


كوريا الشمالية تختبر قنبلة نووية مصممة لصاروخ باليستي



أعلنت كوريا الشمالية اليوم (الأحد) نجاحها في اختبار قنبلة هيدروجينية مصممة لحملها على صاروخ باليستي عابر للقارات طورته في الآونة الأخيرة، ما أثار إدانات دولية واسعة ومطالبات بعقوبات جديدة من الأمم المتحدة للدولة المنعزلة.

وذكر التلفزيون الكوري الشمالي أن اختبار القنبلة جاء بأمر من الزعيم كيم جونغ أون وحقق «نجاحاً تاماً»، وكان خطوة «مهمة» لاستكمال برنامج الأسلحة النووية في البلاد، في إعلان جاء بعد ساعات من رصد «هيئة المسح الجيولوجي الأميركية» زلزالاً بقوة 6.3 درجة قرب موقع معروف بإجراء التجارب النووية في كوريا الشمالية.

وأكدت اليابان أن الهزات الأرضية التي رصدت كانت تفجيراً نووياً، وقالت «هيئة الأرصاد الجوية» إنها أقوى بعشر مرات على الأقل من آخر تجربة بقنبلة نووية أجرتها بيونغيانغ قبل عام. وأشارت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية في وقت سابق إلى أن زلزالاً سُجل قرب موقع «بونغي-ري» المعروف للتجارب النووية.

اعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان بيونغيانغ اصبحت «عدائية وخطيرة جدا» على بلاده بعدما اجرائها تجربتها النووية السادسة.

وكتب في تغريدة ان «كوريا الشمالية اجرت اختبارا نوويا كبيرا. تصريحاتهم وافعالهم لا تزال عدائية وخطيرة جدا للولايات المتحدة».

من جهتها، أعلنت الحكومة الالمانية أن المستشارة انغيلا مركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يؤيدان «تشديد» العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على كوريا الشمالية.

واوضح بيان ان مركل وماكرون اعتبرا خلال محادثة هاتفية ان «الاستفزاز الاخير للزعيم في بيونغ يانغ بلغ بعدا جديدا».

وكان ماكرون دعا الأسرة الدولية إلى التحرك «بأكبر قدر ممكن من الحزم». وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان ان «رئيس الجمهورية يدعو أعضاء مجلس الأمن إلى الرد بسرعة على هذا الانتهاك الجديد للقانون الدولي من قبل كوريا الشمالية». وأضافت ان ماكرون «يرغب أيضاً في رد موحد وواضح من الاتحاد الأوروبي».

وفي طوكيو، صرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بان تجربة نووية كورية شمالية سادسة ستكون في حال تأكدت «غير مقبولة اطلاقا».

وقال آبي: «اذا كانت اجرت تجربة نووية، فهذا غير مقبول اطلاقا. علينا الاحتجاج بقوة».

وتابع: «معرفة ما اذا كنا نستطيع وقف المغامرات الخطرة لكوريا الشمالية التي تهدد السلم العالمي مرهون بتعاون الاسرة الدولية وتضامنها».

وقال الأمين العام لمنظمة «معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية» لاسينا زيربو في بيان، «يبدو أن الحدث الزلزالي كان أكبر من الذي سجله نظامنا في أيلول الماضي والموقع مشابه جداً. تقديراتنا الأولية للموقع تشير إلى أن الحدث وقع في منطقة التجارب النووية التي أجرتها جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية».

وفي أعقاب التجربة، أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي اتش آر مكماستر المدير العام لمجلس الأمن القومي الياباني شوتارو تانييوتشي، بأن واشنطن ملتزمة الدفاع عن اليابان بكل قوتها، بما في ذلك الرادع النووي.

وبمقتضى معاهدة التحالف بين البلدين، تعهدت واشنطن الدفاع عن اليابان ووضعتها تحت مظلتها النووية، ما يعني إمكان استخدام الأسلحة النووية الأميركية في الرد على أي هجوم على اليابان.

من جهته، طالب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان بفرض «أقوى عقوبة» على كوريا الشمالية. وقال مستشار الرئيس شونغ اوي-يونغ بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، ان مون «طلب كل الإجراءات الديبلوماسية وخصوصاً عقوبات من مجلس الأمن لعزل كوريا الشمالية بالكامل».

وأضاف ان الجنوب سيناقش نشر «أقوى العناصر الاستراتيجية للجيش الأميركي»، في ما يبدو على انه إشارة إلى الترسانة النووية التكتيكية التي سحبتها واشنطن من شبه الجزيرة في العام 1991.

من جهتها، اعتبرت «وكالة الطاقة الذرية» التجربة النووية «مؤسفة جداً»، وقال المدير العام للوكالة يوكيا امانو في بيان ان «التجربة الجديدة التي تلي تجربتين العام الماضي، هي السادسة منذ العام 2006 وتنم عن استهتار كامل بالطلبات المتكررة للأسرة الدولية».

وبدأت «إدارة السلامة النووية» في الصين مراقبة مستوى الإشعاع على طول الحدود. ودانت بكين التجربة، داعية بيونغيانغ إلى «الكف عن تصعيد الوضع عبر مبادرات لا تخدم مصالحها». وذكرت وزارة الخارجية في بيان أن كوريا الشمالية «تجاهلت المعارضة العامة للأسرة الدولية وأجرت تجربة نووية جديدة».

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان «هذا التعبير الأخير من قبل بيونغيانغ عن ازدرائها بمطالب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومعايير القانون الدولي تستحق أشد الإدانة». وأضافت أنه «من الضروري التزام الهدوء والامتناع عن القيام بأي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد جديد».

وتصاعد التوتر الإقليمي في أعقاب اختبار بيونغيانغ إطلاق صاروخين باليستيين عابرين للقارات في تموز (يوليو) الماضي، قد يبلغ مداهما حوالى عشرة آلاف كيلومتر، بحيث يمكنهما إصابة مناطق في البر الرئيس في الولايات المتحدة.

وتنفذ كوريا الشمالية برامجها النووية والصاروخية في تحد لقرارات وعقوبات مجلس الأمن.

وكانت بيونغيانغ قالت إنها طورت قنبلة هيدروجينية متقدمة ذات «قوة تدميرية كبيرة»، في مسعى إلى صنع قنبلة نووية صغيرة وخفيفة يمكن وضعها على صاروخ باليستي بعيد المدى من دون أن يؤثر ذلك على مداه، وجعله قادراً على تحمل إعادة دخول الغلاف الجوي للأرض.

وقالت «وكالة الأنباء المركزية الكورية» ان «القنبلة التي يمكن تعديل قوتها التفجيرية من عشرات الكيلوطن إلى مئات الكيلوطن، سلاح نووي حراري متعدد المهمات يملك قوة تدميرية كبيرة ويمكن تفجيره حتى على ارتفاعات عالية من أجل هجوم كهرومغناطيسي فائق القوة».

ونقلت عن الزعيم الكوري الشمالي قوله ان «كل مكونات القنبلة الهيدروجينية محلية الصنع، وكل العمليات… تمت بناء على عقيدة جوتشي، وتمكن البلاد من إنتاج أسلحة نووية قوية بالعدد الذي تريده».

وجوتشي هي عقيدة محلية حاكمة لكوريا الشمالية تقوم على أساس الاعتماد على الذات، وتعد خليطاً بين الماركسية والوطنية المتطرفة، ونادى بها مؤسس الدولة وجد الزعيم الحالي كيم إيل سونغ.

ويمكن أن تحقق أي قنبلة هيدروجينية قوة تفجيرية يبلغ حجمها آلاف الكيلوطن، ما يزيد بكثير عن القوة التفجيرية التي نجمت عن آخر اختبار نووي أجرته كوريا الشمالية في أيلول (سبتمبر) الماضي الذي يعد الأقوى منذ العام 2006، وتراوحت بين حوالى عشرة و15 كيلوطناً، وتماثل القنبلة التي ألقيت على هيروشيما في اليابان في العام 1945.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *