الصين تضع استراتيجية لصناعة السيارات «الذكية»


الصين تضع استراتيجية لصناعة السيارات «الذكية»



تعكف الصين على وضع استراتيجية وطنية للسيارات الذكية، وتدرس حظر إنتاج سيارات الوقود الأحفوري وبيعها، وفقاً لما أكده صنّاع سياسات يشاركون في منتدى حول تطوير صناعة السيارات. ونقلت «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا) عن نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات شين غوه بين، قوله: «مع اتجاه صناعة السيارات العالمية نحو السيارات الذكية والكهربائية، بدأ العمل لوضع جدول حظر إنتاج سيارات الطاقة التقليدية وبيعها»، مضيفاً في منتدى في تيانجين، أن «على صنّاع السيارات أن يكونوا على وعي كامل بالوضع وتعديل استراتيجياتهم». وساهم هذا الخطاب في ارتفاع سهم «بي واي دي» الشركة الصينية المختصة في صنع السيارات الكهربائية، أمس في بورصة هونغ كونغ، إذ بلغ ارتفاعه نحو 6 في المئة.

وأياً كان الجدول الزمني الذي ستقره السلطات الصينية، يبقى التحدي هائلاً في سوق بلغت المبيعات فيها 28 مليون سيارة العام الماضي بينها 24,38 مليون سيارة فردية، بزيادة 14 في المئة. ومن أصل هذا المجموع، لا تزال السيارات «النظيفة» تمثل حصة زهيدة جداً لا تتخطى 1.7 في المئة، غير أنها تتيح فرصاً جذابة للاستثمار إذ ازدادت مبيعات السيارات العاملة على «الطاقة المتجددة» بنسبة 53 في المئة عام 2016 في الصين، لتبلغ 507 آلاف وحدة، بفضل مكافآت حكومية وتسهيلات في التسجيل.

وأكد المسؤول في وزارة المال سونغ تشيو لينغ، أن تشجيع تطوير سيارات الطاقة الجديدة يتطلب موارد دعم تصل إلى نحو نصف السعر الأصلي، لكن على المدى الطويل، قد تؤدي موارد الدعم هذه إلى توسع مفرط من قبل مصنعي السيارات. وذكر أن «موارد الدعم سيتم تقليصها تدريجاً، فيما سيتم إدراج سياسة ائتمان جديدة للطاقة».

وعمد النظام الشيوعي إلى الحد من الحوافز للمستهلكين، وبات يسعى إلى ممارسة ضغط على شركات صنع السيارات، فطرح في 13 حزيران (يونيو) مشروع نص يفرض على هذه الشركات إنتاج حصة محددة من «السيارات النظيفة» ويبدأ العمل به اعتباراً من عام 2018. ويرسي القانون نظاماً معقداً تمثل فيه كل سيارة يتم بيعها عدداً معيناً من العلامات، تكون أكثر سخاء للسيارات الكهربائية.

ويتحتم على كل من شركات السيارات اعتباراً من العام المقبل جمع 8 في المئة من علاماتها من «السيارات الخضراء» من أصل مجموع مبيعاتها في 2018، في حين ترتفع النسبة إلى 10 في المئة في 2019 و12 في المئة في 2020، ما يثير قلق بعض مجموعات السيارات مثل الألمانية «فولكسفاغن» التي باعت أربعة ملايين سيارة العام الماضي في الصين، ويدفع مجمل شركات السيارات إلى زيادة عرضها من السيارات النظيفة بأسرع ما أمكن في الصين.

وأكد شين على أن هذه السياسة ستدخل حيز التنفيذ في المستقبل القريب. وأشار إلى أن الفترة المتاحة حتى عام 2025 ستكون حرجة لصناعة السيارات، إذ تزداد متطلبات ترشيد الطاقة وتقليل الانبعاثات، فيما أضحت هناك حاجة تقنية أكبر لتطوير سيارات الطاقة الجديدة، بينما من المتوقع أن يكون للسيارات الذكية تأثير عميق على صناعة السيارات.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *