في حضرة الهوية !


في حضرة الهوية !


.


‏ يتعلّق الصمت بأبواب منازل النازحين , تكسو القوة أرجاء المكان ويقفون مكتوفوا الايدي جهلا بما يفعلون ..
‏تخرس افواههم ويكتفون بالتحديق بذوي الشأن رجاء عطفٍ منهم , في حضرة الهوية تتلعثم ألسنتهم خوفا من التفريق بينهم وبين السعوديين . وفي حضرة الهوية تكتفي المرأه بصمتٍ حارق على أطفالها اليائسين . ومع ذلك فإن بلادنا بلاد الخير المعطاء تتلطف بهم ولا تزال تعطي من أجلهم . والآن يقف النازحون رافعين رؤوسهم بوطنٍ قطنوا في أرجاءه وترعروا على خيراته آملين منه العطاء كما عهدوه دوما ..
‏لبؤسهم أكتب , أدعوا بفرجٍ يقف على أبواب الرزق لهم .. بطاقة سودآء كرهوا , بكاءً ونحيباً سمعوا , حياة البؤس عاشوا
وبعد سنينٍ صبِروا مع وطني يعيشون رغداً وبه هنيئوا .. كلمةً قالوا ونحن لهم نسمعُ
.
‏أنا بدون بدون مأوى , بدون دخل , بدون هوية لكن انا ابن هذه الارض ولدت هنا وترعرعت بينكم وسعيت لعمارة الارض معكم بلادي هي بلادكم والآن أعتبر غريب ليس لي جذور ولا اثباتات, لك أن تحصي وتعدد المآسي التي مررت بها في مراحل نشأتي ومازلت أعيش كـ فردٍ منكم . لم تجبرني جمل المتغطرسين على الرحيل وفاءً مني لكم . مؤلم هو شعور ان تكون مجهول الهويه وبلا سجلات تذكر .
.
‏ أشدّ أسى هو الذي نعيش به , حاول ان تفكر للحظه : تولد وتتشبب وتشيخ وانت بلا هوية , و توصف بأنك زائدٌ على هذا المجتمع !! لماذا ؟ هذه الفئه المضطهده من الغير يجب أن تذكر وتعيش يجب ان نبحث عن حلول ايجابيه لإعطائهم احتياجاتهم . ابنائنا هم واحفاد الوطن لم يتأخروا يوما عن الدفاع عن وطنهم . لنعطيهم حق الوفاء الدائم لنا حق الصمود أمام عقبات الحياة حق البقاء في دولتهم التي نشؤا بها من غير تجريح لهم حق اثبات أنهم بشرٌ وجِدوا , عاشوا ودفنوا في تراب وطنهم . لنضمّهم تحت جناحي المملكه لتكون لهم أهلا كما عهدوها .
.
‏بقيت تلك الفئه مركونه على هامش الحقوق اعواما طويلة لم يصل صوتها الى من ارادت ان تصله اليهم , حالٌ يسوء وحال يعتدل أناس تحيا واخرى تموت.
.
‏حال البدون : لا يُزوج ولا يؤخذ من كريماته وإن درس لا يتوظف في تخصصه إذاً ماذا يفعل ؟ أين يسكن ! من يأوية ؟ تلك الاسئله تتردد على أفواههم جميعاً إلى أين سيصل بهم الحال ! إلى متى سيغلبهم الرعب والخوف وتسلب أبسط حقوقهم كـمن ينسبون الى دولة معينه وولآة معروفين بعد الله سبحانه .. هل تظنون حقا انهم اخفوا جنسياتهم ليبحثوا عن غيرها ! هل تظنون بأن إنسان يسعد بالاهانه لاجل ” هوية” أو لكي يُنسب الى دولة ؟
‏ليسوا قلة من نتحدث عنهم هم مجتمع بحد ذاته , قد يستفاد منهم كثيرا في عمارة هذا الوطن الكريم ولو حسّنَ مركزهم في هذه الدوله لرأينا منهم مالم ترآه دولة . هم فئه فعاله ومثابره وقادرون على التغلب على ذاتهم .
.
‏دعاءهم في جوف الليل ومناجات ربهم لكي تفرج عليهم , فقرهم وحاجتهم ذنباً سيأتي يوما نحاسب عليه .
‏لأنه بدون !
‏ لا يباع ارض ولا يباع منزل ولا تسجّل أملاكه باسمه هل هذه مزحة ؟
.
‏ هل حقا سيعيش هذه المأساة أجيال قادمة ؟
.
‏تعاسة تسود المكان بينهم , وفرجا قادما من حيث لا يعلمون فُتحت ابواب السماح بالحج ل 1000 شخص من البدون بأذن من خادم الحرمين الشريفين على حساب الدولة وتلك بداية مبهجه لهم , ولكن هنالك أسئلة ليس لها أي تفسير سوى بأن الفئه المضطهده المسلوبه اغلب حقوقها بحاجه الى داعم يفك أسرهم مما يعيشون به . حان وقت الحلول الجذريه حان وقت الانصات للقهر الذي يقطن بين اضلعهم انتهت اوقات الصمت والتفكير هؤلاء ابناءنا هم من يعمرون البلاد معنا ويعيشون بيننا كفى صمتاً ساعدوهم هل من مجيب !!
‏ يرثى هو حال البدون , طوبى لكم أيها الصابرون .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *