يَعتزلون أو يُتوفون، لكنهم يبقون متشبثين بصدارة لائحة الرياضيين الأكثر ثراء، فعائدات العقود وإتاوات الوكالات لا تزال تنهمر عليهم سيلاً من ملايين الدولارات سنوياً. بالتالي، لا عجب في ما أوردته مجلة «فوربس»، لدى نشرها «القائمة» السنوية للنجوم الأكثر دخلاً، من أن الخمسة الأوائل كدّسوا أكثر من 7 بلايين دولار خلال مسيرتهم، وفي مقدّمهم نجم كرة السلة الأميركي مايكل جوردان (1.85 بليون دولار)، يليه مواطنوه أبطال الغولف تايغر وودز (رغم تخبطه في مشكلات أخلاقية خطفت الكثير من بريقه، ومعاناته من إصابات) وجاك نيكلاوس وأرنولد بالمر (توفي في أيلول 2016)، وأسطورة سباقات فورمولا واحد الألماني مايكل شوماخر.

هكذا يتضح أن المداخيل مستمرة وتفوق أحياناً مجموع ما حصّله كُثر في أوج نشاطهم التنافسي. لقد حصد جوردان (54 سنة) 93.8 مليون دولار من عقوده مع فريقي «شيكاغو بولز» و»واشنطن ويزاردز» خلال 15 موسماً، علماً أن عقده لموسم كامل خلال خوضه دوري البايسبول بلغ 4 ملايين دولار.

منذ سنة 1984، كان جوردان صورة إعلانية «جذابة» لعلامات تجارية، مثل «غاتوريد» و»هانس» و»أكلي» و»أم سي اي» و»أبر تيك» وغيرها الكثير، فضلاً عن تمثيله الدائم لشركة الألبسة الرياضية «نايكي» (ارتبط بعقد معها مدته 5 سنوات في مقابل 2,5 مليون دولار) التي بلغ رقم أعمالها 3,5 بليون دولار، بزيادة 13 في المئة عن العام الماضي، ونمو قُدِّر بـ800 مليون دولار خلال موسمين. أما إيراداته الخاصة خلال سنة 2017، فتُقدّر بـ140 مليون دولار.

ويتأتى الدخل الأعلى الذي يحصل عليه جوردان حالياً من حصة يملكها في فريق «شارلوت هورنتس» الأميركي لكرة السلة، والتي تقدر بـ500 مليون دولار، كما يملك 7 مطاعم ومعرضاً لبيع السيارات. وكان جوردان أعلن اعتزاله عام 2003 بعدما وصل عدد المباريات التي شارك فيها إلى 1072 مباراة، محققاً 32292 نقطة، بمعدل 30.1 نقطة في كل مباراة (رقم قياسي). كما حصد لقب الدوري 6 مرات، إضافة إلى إنجازاته مع المنتخب الأميركي وألقاب شخصية بالجملة.

وتشمل تقديرات أرباح «فوربس» أيضاً الرواتب والمكافآت والجوائز المالية والتصاريح والتراخيص والماركات المسجلة، إلى الرسوم من الكتب (مذكرات وغيرها)، وتصاميم ملاعب الغولف والظهور في مناسبات.

ويمّثل الرياضيون الـ25 الأعلى أجراً ومداخيل على مرّ التاريخ، رياضات الغولف وكرة السلة والملاكمة وسباقات فورمولا واحد، فضلاً عن البايسبول والتنس وكرة القدم، بمجموع 19.4 بليون دولار. ولا تحتسب المجلة مداخيل الاستثمارات الخاصة في التصنيف وترتيب الثروات، لكنها تلحظ تعديلات آخذة في الاعتبار التضخم المسجّل.

وتظهر كرة القدم في مرتبة «متدنية» نوعاً ما، فنجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو، حامل الكرة الذهبية للمرة الخامسة قبل أيام، يحتل المركز الـ12 بمداخيل مقدارها 725 مليون دولار، ويتقدّم عليه البريطاني المعتزل «نجم الشو بيز» ديفيد بيكهام (المركز السابع بـ800 مليون دولار). ويقبع نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي في المركز الـ16 (600 مليون دولار)، إذ يتفوّق عليه الملاكم الأميركي مايك تايسون (700 مليون دولار)، ونجم التنس السويسري روجيه فيدرر (675 مليوناً).