الروس يتمنون على بوتين تخفيف« الانتصارات» وزيادة الرواتب


الروس يتمنون على بوتين تخفيف« الانتصارات» وزيادة الرواتب



 

يودع الروس عام ٢٠١٧ بمشاعر متناقضة، و «يتندرون بمجريات العام وهم يستعدون لاستقبال آخر بجيوب فارغة وآمال متواضعة»، كما يقول السياسي المعارض دميتري دولغوف.

وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي انشغلت أخيراً بحساب تكلفة وجبة ليلة رأس السنة للعائلة الروسية، ونشرت لوائح لافتة، فأتت الأرقام متفاوتة جداً وفق المدينة ولائحة الأصناف التي يود كثيرون أن تُزين موائدهم، وتتراوح من ١٠٠ دولار في الشيشان التي تفوّقت في «رخص الأسعار» كما في إثبات قدرتها على التكيّف مع التطورات، إلى آلاف الدولارات بالنسبة إلى أصحاب المحافظ السمينة ممن يحجزون وجبات الكافيار الفاخر والسمك المدخن من كامتشاتكا في أقصى الشرق، لتصلهم طازجة في طائرات خاصة.

هكذا يرى بعضهم المقارنات في روسيا حالياً، بينما المجتمع منقسم بقوة في شأن توقعات العام المقبل الذي سيكون حافلاً باستحقاقات مهمة، بينها انتخابات الرئاسة، وبرامج التطوير العسكري الضخمة، وخطط التطوير الشامل للبنى التحتية التي تعهد الرئيس فلاديمير بوتين إطلاقها. وسط كل هذا، ينشغل الروس بهموم حياتهم اليومية، وحساب الزيادات المتوقعة على الضرائب ورسوم الخدمات العامة.

ولا تخلو تعليقات المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعي من حس فكاهي يفاخر كثيرون بأن الروس لم يخسروه حتى في أصعب الأوقات، إذ عكست التعليقات على خطاب بوتين أخيراً أمام ناشطي حزب «روسيا الموحدة» الحاكم كماً لا سابق له من التندر على أحوال البلاد. ورداً على عبارة بوتين عن ضرورة أن «نبني روسيا الشابة»، لاحظ مدوّن أن «رجلاً يتوجه لولاية رئاسية خامسة وعمره ٦٥ سنة يتحدث عن شباب البلاد». وعن إشارة الرئيس إلى ٢٠ مليون روسي تحت خط الفقر، كتب آخر أن «روسيا عادت بهذه النسبة إلى عام ٢٠٠٦، ما يجعلنا نتساءل ماذا فعل بِنَا الرئيس منذ عقدين»؟، رابطاً هذه العبارة بتعهد بوتين أن تغدو روسيا بين أكبر خمسة اقتصادات في العالم. وتساءل: «أين سيكون الآخرون»؟.

أما إعلان بوتين عن خطة تطوير شاملة، فانعكس مخاوف من أن المقبل قد يكون أسوأ على جيوب المواطنين، باعتبار أن «من نجا من الاستقرار سيأكله التطوير»، في إشارة تهكمية إلى أن موازنة العامين الماضيين حملت عنوان شد الأحزمة من أجل المحافظة على الاستقرار. ومثّل ذلك التعليق على عبارة بوتين أنه «راضٍ على أداء الاقتصاد الروسي»، ملمحاً إلى أن «المشكلة التي لم يتنبه لها الرئيس هي أن الروس ليسوا راضين».

ولم يسلم النصر في سورية من التهكم. ورداً على عبارة الرئيس أن روسيا ماضية «من نصر إلى نصر»، كتب أحدهم متمنياً «تخفيف الانتصارات وزيادة الرواتب»، فيما علق آخر: «أمتنا الروسية عجيبة لأن مشكلة زيادة الرواتب التقاعدية لا تدخل ضمن أولويات مصالحها العليا، مثل الدفاع عن حاكم لم نكن نعرف حتى اسمه في الشرق الأوسط».

وظهرت على شبكات التواصل تعليقات ساخرة تربط الحرب في سورية مع الأحوال المعيشية المتردية في روسيا منها: «العجائز يناقشون على طابور الجمعية مجريات الحرب بدلاً من الانشغال بزيادة أسعار الغاز». وأفادت مدونة بارزة بأن «التدخل في سورية زاد نفوذ روسيا وتأثيرها في شكل كبير»، لكنها أعربت عن خشية من أن «دروس التاريخ أظهرت أننا عندما نبلغ ذروة عظمتنا، نبدأ سريعاً بفقدان الخبز في الأسواق».


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *