روسيا تباشر تشكيل قواتها «الدائمة» في سورية


روسيا تباشر تشكيل قواتها «الدائمة» في سورية



في ضربة كبيرة لمساعي موسكو جمع أكبر تمثيل ممكن لفصائل المعارضة السورية في مؤتمر سوتشي نهاية الشهر المقبل، أعلن نحو 40 فصيلاً وجماعة من المعارضة رفض حضور المؤتمر المتوقع أن يناقش الدستور والانتخابات ووقف العمليات العسكرية. واتهمت المعارضة في بيان مشترك ليل الإثنين- الثلثاء، موسكو بالسعي إلى الالتفاف على مسار «جنيف»، وبارتكاب «جرائم حرب» في سورية. وأكدت أن «روسيا لم تساهم في تخفيف معاناة السوريين، ولم تضغط على النظام، وهي تزعم أنها ضامنة التحرك في أي مسار حقيقي لإيجاد حل».

في موازاة ذلك، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بدء تشكيل «قوات دائمة» في قاعدتي طرطوس وحميميم في سورية، بعدما صادق مجلس الاتحاد الروسي على توسيع القاعدتيْن. وأشار مسؤولون عسكريون إلى استكمال ترتيبات تثبيت وجود واسع ودائم للأسطول الحربي الروسي في المتوسط. وقال النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدفاع أندريه كراسوف، إن «روسيا تعمل على تعزيز حضورها في الشرق الأوسط، وهذه منطقة غير هادئة في الوقت الراهن».

وقال شويغو في اجتماع مع قيادات وزارة الدفاع، إن الرئيس فلاديمير بوتين صادق الأسبوع الماضي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة الروسية، على خطة اقترحتها الوزارة تتضمن هيكلية القاعدتين الأساسيتين في طرطوس وحميميم وكوادرهما. وأشار إلى أن مهمة القوات الروسية التي ستنتشر في شكل دائم تختلف عن طبيعة المهمات العسكرية التي نفذتها روسيا خلال العامين الأخيرين بعد التدخل العسكري المباشر في سورية أواخر أيلول (سبتمبر) ٢٠١٥. ولفت إلى أن العمل على تشكيل مجموعة القوات الدائمة الوجود «بدأ عملياً».

وأوضح شويغو أن العملية العسكرية في سورية لمحاربة الإرهابيين «إحدى المهمات الرئيسة التي كانت تقوم بها القوات المسلحة خلال عام 2017، خصوصاً القوات الجوية والشرطة العسكرية ومشاة البحرية ووحدات الطيران من دون طيار والأسطول»، مضيفاً أن «القوات كافة شاركت بالعملية في شكل أو آخر».

وفي إشارة إلى تراجع أولوية هدف مكافحة الإرهاب ووضع تصورات جديدة لمهمات القوات الدائمة في القاعدتين الروسيتين في سورية، قال النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدفاع إن «روسيا تعمل على تعزيز حضورها في الشرق الأوسط، وهذه منطقة غير هادئة في الوقت الراهن». وأضاف أن «قاعدة طرطوس هي معقل أساسي لتوسيع إمكانات الأسطول الروسي، وسيكون لأسطولنا وجود دائم في البحر الأبيض المتوسط».

ووفق المسؤول، توجد حالياً بالمنطقة في شكل دائم مجموعة من سفن الأسطول البحري الحربي الروسي، تضم نحو 10 سفن وغواصات، بما فيها الغواصات التي شاركت بنشاط في العمليات العسكرية في سورية وانطلقت منها صواريخ من طراز «كاليبر» الباليستية التي استخدمتها روسيا بكثافة في معارك حلب وحماة وغوطة دمشق وغيرها.

وكان مجلس الفيديرالية (الشيوخ) الروسي أقر قانوناً سبق أن صادق عليه مجلس الدوما، تناول إبرام اتفاقية مع الحكومة السورية تتيح لموسكو استخدام قاعدة طرطوس وتوسيعها لتصبح قادرة على استقبال الغواصات والسفن الكبيرة. وورد في نص القانون أنه يلبي مصالح روسيا ويساهم في تعزيز حضورها العسكري في المنطقة وضمان أمن الإقليم.

وتتيح الاتفاقية التي دخلت حيّز التنفيذ فور توقيعها مطلع العام، لروسيا ضمان تحركات سفنها وأساطيلها وقواتها في المياه الإقليمية السورية، واستخدام الموانئ مجاناً من دون الخضوع للقوانين السورية. كما تمنح الاتفاقية، على غرار اتفاقية حميميم التي وقعها الطرفان في وقت سابق، العسكريين الروس وأفراد عائلاتهم حصانة كاملة خلال وجودهم في سورية، وتسمح بوجود 11 سفينة حربية، بما في ذلك نووية، لمدة 49 عاماً، مع إمكان التجديد التلقائي ٢٥ سنة في كل مرة.

إلى ذلك، رفضت فصائل سورية معارضة، بينها «جيش الإسلام» و «حركة أحرار الشام»، وأخرى مدعومة من واشنطن، بينها «لواء المعتصم» الناشط شمال حلب، مبادرة روسية لعقد مؤتمر حوار في سوتشي في 29 و30 كانون الثاني (يناير) 2018. وأعلن نحو 40 فصيلاً معارضاً «رفضنا المطلق المؤتمر الذي تدعو روسيا لعقده في سوتشي»، و «محاولات روسيا الالتفاف على مسار جنيف».

وقال القيادي في «لواء المعتصم» مصطفى سيجاري لوكالة «فرانس برس»: «في البداية، قلنا إن من يريد أن يلعب دور الوساطة والضامن في المسألة السورية، يجب أن يتمتع بالحياد والإنصاف والصدق في دعم الانتقال السياسي، وهذا ما لا يتحقق في الجانب الروسي». وأضاف: «هم شركاء في قتل الشعب السوري وداعمون لإرهاب (الرئيس السوري بشار) الأسد».

ميدانياً، أكد التلفزيون السوري سقوط طائرة حربية استهدفها مقاتلون من المعارضة في ريف حماة الشمالي حيث تخوض القوات النظامية معارك ضارية بهدف التقدم نحو محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة، مشيراً إلى مقتل الطيار. وكان فصيل «جيش إدلب الحر» التابع لـ «الجيش السوري الحر» أعلن إسقاط الطائرة باستهدافها بالمضادات الأرضية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *