أعطاك إذ كفاك


أعطاك إذ كفاك


‏.
‏حين نرى نعم الله تعالى وفضله على بعض العباد، وتقلب الكثير منهم في رزقه وماله، ثم نقارن آمالنا أمام أموالهم، وإعسارنا أمام إسرافهم و استغنائهم ، وتبدأ النفس المحتاجة فينا بالتساؤل والتذمر ، لِمَ لم نؤتَ ما أوتي فلان ولم نُعْطَ ما أعطيت فلانة، فتتوالى الهواجس و يظلّ هذا التفكير هو حديث النفس في اليقظة، وكوابيس المنام!

.

ثم نبدأ باستصغار النعم وتقللِ الرّزق دون أن نفطن أن الرزق ليس مالًا فقط!
‏فالعافية رزق وهي نعمة قد كفانا الله بها مواعيد المستشفيات ومصاريفها، ورحلات السفر للعلاج وتكلفتها، قد حُرمَ منها المرضى من الأغنياء وأنفقوا لاستعادتها الملايين التي لا نملكها ، فعادلت تلك الملايين عافيتنا وصحتنا.

.

ودّوا أولئك لو أنهم فقراء على كونهم معلولين معاقين فارقتهم العافية، وفقدوا التلذذ بالنعم التي هم فيها.

.

والولد أيضًا رزق وُهبَ لك و حُرم منه آخر ، قد وُهبت له الدنيا بكل ما فيها ، وهو الذي سيدفع بكل ذلك من أجل أن يرى بعضًا منه يمشي على الأرض ويعمرها ويُبقي له نسلًا وذكرًا.
‏ثم تأمل المصائب من حولك وما يتخطف الناس ويتجاوزك ، سلمت من البلاء والفجيعة، والحروب والكوارث ، فبتّ آمنًا في أهلك لا فاقدًا ولا مفقودًا ، هذا الاطمئنان والأمان تدفع الأمم من أجله الأموال والأنفس، وقد كان لك ولم يكن لغيرك!

.

تفكّر الآن .. وابدأ بحساب كلّ النعم التي أنعم الله بها عليك وستدرك أن الله لا يظلم الناس شيئًا، آتاك مالم يؤت غيرك ، ووهبهم ما سيعوضك عنه في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما معًا ، فكلّ شيء عنده بقدرٍ ومقدارٍ وحكمة .
‏.

.

اذكر ربك واشكره، وادعه واستغفره، وانتظر لطفه وفرجه وكرمه ونعمائه .
‏قال تعالى ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) – سورة نوح


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *