طلبوا الحياة فاستجاب الموت .


طلبوا الحياة فاستجاب الموت .


اتصلت أخته تستغيث به لإنقاذ أمها التي ترقد في غرفة العناية المركزة حيث لا حيلة لها في حملها لخارج المستشفى بعد نشوب الحريق فيه وانتشار الدخان الأسود في أروقته ، استطاع برفقة أخيه أن ينقذ أمه في حين كانت أخته قد قضت نحبها اختناقاً وهي ترقب فقط أن تبقى أمها على قيد الحياة .. !
جاءوا مرضى تهالكت بهم العافية يلتمسون الشفاء وتوديع الآلام والأوجاع فوضعوا آلامهم وأرواحهم في أيدٍ سقمت أمانتها بوباء اللامسؤولية والتخاذل ، طلبوا الحياة فاستجاب الموت ، لأنه الأقرب والأسهل في ظل تلك المخالفات الصحية واللامبالاة الإدارية والغفلة الرقابية وانعدام أدنى معايير الأمان ، فضاعت تلكم الأرواح حين ضيّعت هذه الأمانات
مستشفيات جازان والحالات المأساوية المطّردة عاماً بعد عاماً بالرغم من كونها على الحدود الجنوبية الملتهبة !! التي يترصد العدو أمنها و أرضها وأبناءها ومنشئاتها ما يخوّلها لأن تكون على أهبة الاستعداد لاستقبال الاستهداف المحتمل والإصابات الطارئة و الحوادث المفاجئة والحالات المرضية المختلفة ولكن الحال كما نرى من تلك الإدارات العتيقة الضالعة في الإهمال حين جندت نفسها لخدمة الحياة بوسائل مميتة فلم تدخر وسعاً من التفريط والتهاون ، والفوضى التنظيمية والاستهتار الأمني بأرواح المرضى والمصابين بداية من ضعف الإمكانات وسوءها و نهاية قد لا تنتهي بإهمال تطبيق أدنى معايير السلامة والدقة في الحالات العاجلة الطارئة أو الخطيرة .. وليست حالة رهام الحكمي عن ذلك ببعيد .،!
والآن يتراشقون الاتهامات بين هذا وذاك وكلهم في الفساد سواء ، فلو أنهم وضعوا نصب أعينهم أرواح هؤلاء المرضى كأرواح أحبتهم وأقربائهم لما وجدنا هذا التراخي والتساهل من الجميع .
سيحملون أوزارهم و وزر الموت الذي حمل تلك الأرواح البريئة بتقصيرهم ، وليجزي الله الذين أساءوا بما عملوا ولو بعد حين .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *