” مضايا_تموت “


” مضايا_تموت “


حين تجتمع قسوة الطبيعة وضراوة البشر ويتوالف البرد والجوع والخوف والموت في كأس واحد ، وظمأ اللاشي سواه يجبرك حتماً أن تحتسيه ..
تلكم هي مضايا ، وذلكم هو الموت الذي يلتقط أنفاس الحياة الفارّة منها .
اشتد بهم زمهرير البرد وطال بهم الشتاء العربي وصوت الإنسانية المتجمد ، ٤٢ ألف نسمة تلتصق جلودهم بجلودهم وتعتصر أكبادهم بِكَبدهم جوعاً وبرداً وخوفاً وكثيراً من غضب وعتب ..
في الوقت الذي يدركون بهم عجزهم وقلة حيلتهم ، هم يعلمون أيضاً أن أمتهم العربية والإسلامية ومجالس الأمن والأمم واتحاداتها وجمعيات الإغاثات وحقوق الإنسان والصلبان الحمراء وأهلّتها عاجزين أيضاً أمام مراوغة هذا النظام وطغيانه وهيمنة إيرانه إلا ببعض الشجب والإنكار وبعض التدخلات التي لا يرتد صداها ولا يستجاب نداءها كمن يضرب في حديد بارد ،
فصمتوا عن النداء والصراخ والإستجداء
وقصدوا السماء حيث الأبواب التي لا تغلق والدعاء الذي لا يرد والرحمة التي وسعت كل شي .
ونحن أيضاً نعلم أن لا قدرة لنا على نصرهم أو أو تحرير حصارهم إلا بالترحم والدعاء وزهيد من العطاء إن كان سيصلهم .
لكننا سنظل معهم بقلوبنا ودعائنا وحسن ظننا بمولانا ، لا نكف عن رفع الأكف في صلواتنا وخلواتنا ، والضراعة لمن بيده الحول والطول أن يرفع عنهم ما أصابهم وينصرهم على من عاداهم وأن يجعل لهم من عباده أولياء وناصرين ، من يجتثهم من ويلات هذه الحرب وهذا النظام والطغيان ويعيد عليهم أمنهم واستقرارهم وعزهم وكرامتهم إنه ولي ذلك والقادر عليه .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *