شبابنا والتفحيط


شبابنا والتفحيط


مع بداية الإجازة الصيفية تبدأ لدى شبابنا مظاهر الفرحة والاغتباط بها وبالفراغ المنتظر بعد الاحتقان القسري الذي خلفته ضغوطات الدراسة والدوامات ، ولا يخلو هذا الفرح من كثير من الحيرة والتململ في ظل غياب وسائل الترفيه المناسبة ، وإن وجدت فليست إلا بعض التجمعات العائلية والأسرية أو برفقة الأصدقاء في المقاهي والاستراحات أو بالطلعات البرية .
وهذا الكبت الذي تنوء به طاقة الشباب وحيويتهم يتجه بهم للتنفيس عنه بأمور أخرى مخالفة ومنها التفحيط في الشوارع والعربدة في الطرقات أمام المنازل وفي الباحات والمنافسات المتصاعدة فيها وما يخلفه ذلك من ما لا يحمد عقباه .
الأمر الذي يعرض حياتهم وحياة من حولهم للخطر .. والذي لا يعيرونه بالاً فضلا عن أن يأخذوا عظة وعبرة مما يرونه من نتائج هذه المخالفات والأرواح التي حصدتها مسبقاً .

وهنا لابد أن تكون كلمة الفصل للمسئولين وقبل أن يضعوا العقوبات الرادعة التي نطالب بها جميعاً نهيب بهم لدراسة الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة التي تتصعد ولا تكاد تنتهي عاماً بعد عام .

وأن يضعوا البديل المناسب بتوفير وسائل ترويح مناسبة وممتعة يستطيع الشاب من خلالها تفريغ طاقاته بما ينفعه أو يمتعه دون أن يلحق ضرراً بنفسه أو بمن حوله .

ولا ننس دور الأسرة الفاعل في تهذيب السلوكيات الخاطئة لدى أبنائهم بالاحتواء والحوار والنصح وخلق البدائل الممكنة للترويح عنهم بما يناسب ظروف وإمكانات العائلة

نسأل الله أن يهدي شبابنا إلى ما فيه خير وصلاح ، وأن يبلغنا وإياكم رمضان غير فاقدين ولا مفقودين .


1 ping

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *