” صيّر مصيرك “


” صيّر مصيرك “


تتوالف ظروف الحياة لتصنع لك قدراً يقف أمامك كفرصة كصدفة كحظ جميل أو وبيل
ثم يأتي اختيارك أنت  ليصنع تضاريس قدرك ،
 وصنيعك به هو ما يرسم حدوده ويشكل ملامحه ..
.
منا من لا يبالي فتضيع من أمامه فرص عديدة قد لا تعود ، وتذهب من أماله مشاريع حياتية قد لا تتكرر  .. ومن منا يحسن امتحان القدر قبل أن يمتحنه .
وهذا المحك المصيري المتعلق بحسن الاختيار وصنع القرار لا يتعلق فقط بالأمور المادية  بل هو أيضاً يتعلق بشكل  كبير وأساسي بالجزء الروحي النفسي والشعوري الذي يؤثر مباشرة على الحالات النفسية المتعددة التي تتولد لدينا من خلال تعاطينا مع مجتمعنا وعلاقتنا بمن حولنا .
.
فحسن اختيار الصديق سيكون له الأثر الكبير على دينك وعقيدتك وسلوكك وأخلاقك قناعاتك واتجاهاتك ، كما قال صلى الله عليه سلم ” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ”  وقيل أيضاً  ” قلي من تجالس أقل لك من أنت “
.
ثم أن ذلك أيضاً سيعود عليك بالأثر الرجعي النفسي القلبي الحميد منه والغير ذلك ..
كذلك الحال مع اختيار شريك الحياة عندما يكون القرار زواج .. والمصير ( حياة مشتركة ) هانئة كانت أم هي حياة الغصص والمآسي المترتبة عليها …!
وأمور أخرى كثيرة يؤول بنا القرار فيها إلى حياة مصيرية لا يمكن التراجع عنها أحياناً .
و لن يكون اختيار التخصص الدراسي المناسب لميولنا وطموحنا وقدراتنا وظروفنا بأقل أهمية من ذلك
حين نقف على حافة الدرب الذي سيصلنا بمستقبلنا والذي سيؤدي بنا مباشرة للمستوى العلمي والمهني الذي سنكون عليه غداً
فالاختيار هنا مفصل والقرار يصنع القدر ..
.
فإن كنا سنستشرف مستقبلنا علينا أن نضع له لبنة القرار السليم .
وهناك نقطة مهمة يتوجب ذكرها عند اختيار القرار أن ندرك أن لكل قرار خلفية  نفسية  ( حاجة أو رغبة )  ودوافع شعورية مختلفة وأن علينا نتجنب اللحظية منها ذات النزعات الهوجاء أو المتهورة .
فنقف قليلا قبل أن نقرر نتريث .. نفكر .. نضع الاحتمالات ماذا لو ؟  هل يمكن التراجع ؟ كيف ؟
ونعرف ( كيف ) إن كنا سنقدم ..  و ( متى ) إن كان علينا أن نحجم  .. ثم نستخير ..و نستشير  .
و نضع في حسباننا أن كل اختيار هو مشروع هناء أو عناء قادم .
.
.
اختر بعقلك واستفتِ قلبك وعاطفتك دون أن تصطحب المشاعر السلبية أو المؤججة المؤقتة
 خاصة تلك التي قد تسلبك حنكة التفكير وحكمة القرار
.
.
ضع نصب عينك أنك تعيش الحياة بكبد  فليس بالضرورة أن تكون الخيارات جميعها سهلة أو مريحة ،
ولن تأتيك أمنياتك وسعادتك على متن غيم ينتظر استسقاءك ليمطر
.
.
ستصيّر مصيرك بنفسك
حين تصنع قرارك بحكمة ثم تتعامل مع أقدارك برضا

1 ping

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *