مرض غامض خيم على العالم البشري بأسره ، يدعى ( كورونا كوفيد ١٩) ومازال يمتد زمنا ، وحصدا للأرواح ، بقدرة الله وتدبيره .
سارعت بلاد العالم أجمع في مدافعته ، وتخفيف آثاره بإجراءات احترازية وقائية ، وتوعوية ، وصحية ، منها استجلاب بعض لقاحاته المصنعة المستجدة .
ومما قامت به بلادنا الكريمة ممثلة بوازرة الصحة بقيادة وزيرها الموفق / توفيق الربيعة ، ومن معه من الجيش الأبيض اللطيف في تذليل صعوبات المصابين بهذا الداء من المواطنين والمقيمين على حد سواء .
كل ذلك كان تطبيقا لتوجيه قيادي عال المستوى ، وخطاب ملكي يفوح أبوة وإنسانية ، ومسؤولية واعية .
بادرت وزارة الصحة في دعوة الأصحاء من مواطني البلد ومقيميهم ؛ لأخذ اللقاح التطعيمي ، في مراكز منشأة حديثا ، مبرمجة تقنيا ، سهلة الوصول ، متكاملة الخدمات ، متوزعة على خريطة البلد جغرافيا ، عن طريق حجز مسبق متقن ، عبر تطبيقات ذكية يبرز ذكاؤها في أسئلتها الدقيقة عن الوضع الصحي ، ومواعيد الحجز المؤرخة تنظيما .
حجز الموعد ، وتوجهنا لأخذ اللقاح التطعيمي ، باقتناع تام ، برفقة أحد الأصدقاء الذين سبقونا في أخذ التطعيم الوقائي ، كان المركز يبعد ستين كيلا من محل إقامتنا الدائم ، فكانت المسافة فرصة سانحة للصديق في شرح أعراض تطعيمه ، وإحساس جسده بتلك الأعراض ! .
كانت الأعراض على حد قوله بسيطة لاتذكر ، علما بأن تطعيمه كان من نوع ( فايزر ) ، وربما تخلل بعض حديثه ضحكات وقهقهات متعمدة ؛ حرصا منه على دفع القلق الطبيعي عن صديقه قبيل أخذ الإبرة الموعودة .
وصلنا للمكان التطعيمي المعد ، ورأينا تنظيما رائعا ، وخدمات تفوق الوصف ، بدأت من فحص حرارة الجسد عبر آلة تقف أمامها لتستنطق حرارة الجسد استشعارا .
كتبت المعلومات ، واستنطقت الإجابات ، ودونت الكلمات ، وحدد المكان بتوجيه تقني ورقي منظم ، واستقبال تمريضي رائع ، وخدمة صحية امتيازية النهج ، وخصوصية مكان أروع ؛ تعينك على أخذ راحتك في توجيه الأسئلة ، واستقبالها من ذوي التخصص العارفين ، وتلهمك في أخذ النصائح لما بعد أخذ الإبرة بفهم وإدراك ويقين .
اقتربت الإبرة اللقاحية التطعيمية لكتفي الأيسر ، حدقت بها متأملا ، شاكرا ربي ، وحامدا له ، في تسخير بعضنا لبعض خدمة وتطبيبا ، ومستشعرا أهمية العلوم الصحية ، والتطبيب البشري ، وأهمية أبحاثه في كل مجالاته ماضيا ، وحاضرا ، ومستقبلا .
استأذنت الممرض لتوثيق هذه الإبرة السببية بصورة ملتقطة ؛ لعرضها في وسائل التواصل الاجتماعية الخاصة ؛ تشجيعا لغيري ، ودعوة له في أخذ اللقاح ، فأذن لي بابتسامة تعلوها اللطافة والمحبة ، وشكرته بصدق ، ودعاء أصدق ، تسلل رأس الإبرة إلى العضل ، وأفرغت حقنتها بضغطتين ، عن طريق أصبع ممرض ماهر ، ثم ودعناه والانشراح يعلو وجوهنا ، فما لبث إلا أن طلب منا الجلوس في الاستراحة المعدة لخدمة مابعد اللقاح ، ومراقبة أعراض الإبرة المبدئية ، والتدخل السريع في كل مستجد لاقدر الله .
مضت الدقائق بتأمل عميق داخلي ، وهدوء لطيف أعمق ، انتهت الدقائق المجدولة لآخذي اللقاح ، وثقنا بعض المعلومات من مكان وخز الإبرة ، ونوعية الإبرة ، وتحديد الموعد القادم للجرعة التالية ، كان ذلك من خلال أسئلة موجهة من عناصر بشرية صحية مدربة .
مشينا ، والابتسامة تعلو وجوهنا ، والصديق يبادل صديقه التهنئة ، والدعوات الصادقة .
بعد الساعة الثانية عشرة من أخذ الإبرة بدأت أسرار الجسد تتبادل عملا مع هذا الزائر الغامض داخل الجسم بعروقه الممتدة ، وبدأت الأعراض تبين إحساسا .
وبدأ الإحساس الألمي يتصاعد ، والأعراض الجسدية تبين نطقا ، ولكل جسد أسراره، ومناعته .
وكانت الأعراض المتعبة حتى لحظتها :
١- حرارة مرتفعة ، تتطلب استعمال الكمادات المبردة ، والعلاج الفيفادولي المعطى .
٢- آلام في الأكتاف والفقرات ، والحوض العظمي ، تتطلب خدمة تمريضية مباشرة كان بطلها الزوجة الوفية .
٣- وجع شديد استوطن في الركب والقدمين والساقين .
٤- صداع شديد يخف ، ويعود .
٥- قشعريرة مزعجة نتيجة ارتفاع حرارة جسد .
٦- ثقل جسمي عجيب ، يحتاج إلى استناد بشري أثناء المشي .
خفت هذه الأعراض بعد ثلاثين ساعة زمنية من أخذ تلك الإبرة الوقائية ، وثقت ذلك عبر تطبيق ( صحتي ) وأرسلتها للمسؤولين من خلال ذلك التطبيق الرائع ؛ الهادف لجمع المعلومات حول أعراض تلك الإبرة المعطاة ، ومؤشرات حيوية تلك الأجساد المطعمة .
أدركت بتأمل عميق ، وتفكير أعمق بعض آلام المصابين بذلك الداء الغامض ، وبعض إحساسهم الجسدي المؤلم .
داعيا الله أن يشفي تلك الأجساد المكرونة ،وأن يرحم موتاها .
ومدركا بوعي عميق ، ومسؤولية أكبر أهمية هذا اللقاح التطعيمي ، داعيا الأقرباء ، والأصدقاء ، لأخذه في أسرع وقت ؛ وصولا لحياة اجتماعية طبيعية سعيدة .
أدركت بحق ملامح تطورنا التقني الرقمي عبر البرامج الذكية الموثقة والتي تساعد البشر ترتيبا ، وتنظيما ، فتطبيق توكلنا ، وتطبيق صحتي ، منارة تقنية إبداعية عالية التفوق ، تؤرشف فيها المعلومات أولا بأولا ، وتوثق بمنهجية رائعة يحق لك الاطلاع عليها ، والانبهار من ذلك الإبداع التقني الرقمي العصري المتسارع .
كانت تلك الأحرف رحلة إلى لقاح تطعيمي وقائي ، عشتها بتجربة صبورة ، والتجربة برهان ساطع ، والصبر منهجية الحياة الأجمل وفلاحها القريب .
الحمدلله أولا وآخرا .
شكرا ، يابلد .
شكرا ، يا أبطال .