عيد في زمن كورونا


عيد في زمن كورونا


علي بن سعد الفريدي
علي بن سعد الفريدي
   
كاتب صحفي - مهتم باللسانيات وآدابها

إقرأ المزيد
خطوات إلى الصحراء
عمار يادار .
عيد في زمن كورونا
رحلة إلى لقاح
زمان ينجب أبطالا .
التفاصيل

أقبل العيد بطلته ، وأفراحه ، وانشراحه ،وجماله ، وكماله ؛ لتنتعش النفوس بالعيد الكبير السعيد أنسا، وسعادة ، وأكلا ، وشربا ، وتعبدا ، وذكرا ، وقربانا .


أهلا بالعيد السعيد ، أهلا بعودته ، وبركته ، أهلا بصلاته، وتكبيراته،ولذاذته ، أهلا بقبلاته ، وأكلاته ، وأضحياته ، أهلا بحلاواته ،ودعواته ، وزياراته .


في العيد تسمو الأرواح ، ويعلو الانشراح .


في العيد تبتهج الأنفس ، وتصدق المشاعر ، وتفيض لغة الحب ، وتجمل العبارات والكلمات ، وتزهر النفوس بمنطوق التهاني والدعوات والتبريكات .

يالجمال هذه الأيام ! ، إنها وقت الاجتماع والإمتاع ، إنها زمن القداسة والهيبة والذكر والقربات ، إنها جديد المظاهر والمخابر ، إنها لذاذة السلوك الإنساني بالالتئام والالتحام ، إنها أيام فرحة تبين عنوانا بارزا على تلك النفوس النقية التقية صغارا وكبارا .

العيد عودة السعادة ، وشفافية الروح ، ونقاء السريرة ، وجمال الكلم ، عجيب أمر العيد في تنقلاته بين الفصول الأربعة صيفا وخريفا،وشتاء،وربيعا ؛ راسما لنا السعادة في جميع الأعوام ، والأزمنة ، والفصول،والأحوال ، والظروف .
يعود العيد بثبات وسعادة، وتبقى تحيته (كل عام وأنتم بخير) ، (عيدكم مبارك ) ، (عيد سعيد )، هي طاقته الإيجابية،وكفى بها دعاء صادقا مقبولا يفيض بها كل لسان .


يبقى العيد فرحة عمر عامرة ، لاتحجبه الدموع ، ولايستوقفه الألم .


إذ العيد من ثوابتنا الثابتة ، ولكونه كذلك إلا أنه من عناصر التغيير الملطف المنعش في ديننا الإسلامي ، يدفعنا للإيجابية،والدافعية ، والتفاؤلية، والصحة ،والراحة،والسماحة ، وتلك سنة نبينا -عليه الصلاة والسلام – في تلوين حياته وتجديدها على أية حال ،وتحت كل ظرف ، بما يبعث روح الحياة،وحيويتها،وتوازنها في جميع جهاتها ، واتجاهاتها .

يمر عيد الأضحى المبارك هذا العام ١٤٤٢ هجرية ؛ ليكون تحت ظرف استثنائي مؤلم بتقدير العزيز الحكيم العليم ، فيصبح العيد الرابع في زمن كورونا الجائحة بكل مستجداتها وتحوراتها ، لكنها الأنفس المتفائلة برحيل ذاك الداء الجائح من عالمها الإنساني ، الواثقة بعطاء ربها في كل أحوالها ؛ إذ كما أعطاها شريعة عيدها ؛ لإسعادها ، أن يماثلها بعافيتها ، وصحتها برفع الداء عنها ، فالصحة الإنسانية فرحة كبرى تشبه فرحة العيد تشاكلا وتماثلا . وقد بدت بوادر الفرج والفرح والله أكبر .

نحتفل بعيدنا بكل كمال وجمال ، ونتقرب إلى الله بما شرع وفق سنة متبعة إلى يوم الدين . متفائلين ، متواصلين ، فرحين ، ذاكرين ، صابرين ، شاكرين . فالأمل بالله كبير ، ولا ألم مع الأمل . كيف والأمل هو روح الحياة وراحتها ، بل هو لبها ، ولبابها .

مع سماع تكبيرات العيد في صلاة العيد ( الله أكبر ) تبدأ صفحة جديدة من الألق ، والإيمان ، والبسمة ، والرضى ، والتفاؤل ، والتسامح ، والسرور ، وفيض المشاعر الإيجابية ناطقة بالسعادة، والإسعاد في كل اتجاه .

أهلا بالعيد السعيد ، لتقفز فيه مشاعر القلب حبا ، ولتدرج حينه خطوات الأقدام صلة وتواصلا ، ولتتفاعل معه وسائل التواصل وتطبيقاتها سعادة، ودعاء، وتبريكا .

العيد فرحة الكل للكل ، فرحة عامة للأصحاء وللمرضى ، للصغير وللكبير ، للمواطن وللمقيم فرحة كبرى بعيد الله السعيد .
نحتفل مع أسرتنا وأقاربنا وجيراننا وأصدقائنا مع أخذ احتياطاتنا الوقائية في عادات التحايا والسلام ، والأكل والهدايا والإطعام ، فيكفي السلام نظرا ، والقلوب شواهد . والظنون السيئة مداسة بالأقدام .


ولاتنسينا فرحة العيد عن تلك الأجساد المكرونة المعزولة ، فلها واجب الصلة والتواصل ، ولها حق من نصيب إدخال السعادة عبر سطور التطبيقات الذكية ، باعثين من خلالها سطور المشاعر الصادقة ، وزهور الكليمات الرقيقة ، وأريج الدعوات المخلصة . فالحياة كلمة ، وكم من كلمة أسعدت حياة إنسان ، وباتت ذكرى سعادته كلما تذكر .

كل عام وأنتم بخير ، بوركت أعيادكم ، بعافيتكم ، وقبول أعمالكم .


عيد أضحاكم سعيد . تقبل الله منا ومنكم .


1 ping

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *