أيام قلائل ، وتتراءى العيون هلال رمضان بعد تمحقه وولادته ، وإعلانه من جهات الشأن والاختصاص ، فيتباشر الناس بشهر الله الفضيل ، تهنئة وتبريكا ، وسؤالا للتوفيق والإعانة والقبول ، ومع ذاك الزمن المقدس بنص الوحييين المقدسين ، سيتغير فيه سلوك البشر لمن يتأمل ، بداية بالعبادات المشروعة فيه من الصيام والقيام والإنفاق وتلاوة القرآن والزيارات والصلات والمسارعة في الخيرات … إذ ستلحظ فرقا واضحا، وبونا شاسعا في السلوك والمسالك ، والشعور والمشاعر ، ولعل سبب ذلك هو رحمة الله بنا في أن تسلسل فيه الشياطين الماردة ، وتفتح فيه أبواب الجنة الباردة ، وتغلق فيه جهنم وأشوابها وأبوابها ، وبثنائية تأمل أخرى ، سينال التغيير بعض العادات الاجتماعية التي ستتغير حتما مع ذاك الزمن المقدس ، فعادة النوم الصحي الليلي قد تودع في هذا الشهر الفضيل ليحل محلها السهر المضر وتأجيل نوم الراحة إلى وقت النهار بداية من إشراق شمسه ! ، خاصة وضيفنا هذا العام سيكون في جو قائظ ، سمومي الهواء ، لاهب الحرارة ؛ لحكمة يريدها الله في المكان والزمان ؛ إذ التدبير والتقدير بيده – سبحانه – وهو العليم الحكيم ، فبعض البلاد من أرض الله في هذا العام ساعات صيامها تصل لإحدى وعشرين ساعة ، وفي بلاد أخرى يكون مقدار صيام الشهر فيها عشر ساعات ، وفي بلدان أخرى يتوسط مقدار ساعات الصيام إلى خمس عشرة ساعة ، مما يتوجب هنا المصادقة مع الفرش الوثيرة ، ومجاورة أجهزة التكييف في نهار ذلك الزمن الفضيل في كل مكان توجد فيه تلك الأجهزة ولو بعضا من الوقت ، فالنفس له حق مع الحقوق الأخرى تجاه الخالق وتجاه المخلوق ، والحمدلله على كل نعمة تيسير ، وبثلاثية تأمل وتفكير أخرى ، تدرك بأنه سيتغير طعام المسلمين وشرابهم مع هذا الضيف المبارك مما رزقهم الله من الحلال الزلال ، بظهور أطعمة وأشربة غابت عن العين بعض زمن . أطعمة وأشربة تعددت ألوانها ، واختلفت أذواقها ، وازدانت الموائد بها ، إذ لكل وجود طلب ، ولكل مذاق شهوة ، ولكل عينين منظر ، وبرباعية تأمل ونظر ، ستظهر مناظر جميلة في مجتمعات المسلمين تسر الناظرين ، وتبهج المخلصين ، محققة بأن شهر رمضان شهر بركة وبر وإحسان ، إذ هي مشروعات تفطير الصائمين ، في البقاع الفسيحة حول الأسواق ، ومجامع الناس ، وفي المساجد وربما على حافة الطرقات ، إذ تمد السفر والموائد لله رب العالمين ، نيلا لرضاه ، ورجاء للقياه في يوم الجزاء والدين ، إذ ترى الناس تتسابق لخدمة بعضهم بعضا قبيل الغروب ، في منظر تنكسر فيه النفس غاية الانكسار ، بتواضعية منهج ليته يدوم مع كل نبضة قلب ، وزفير وشهيق نفس ، إذ اللحظة هذه كافية ؛ لتعرف النفس حقيقتها بهدوء وتأمل ، إذ هي لحظات تغيب فيها العنصريات ، والجنسيات ، واللغات ، لتبق رابطة الأخوة الإسلامية فوق كل اعتبار ؛ ( إنما المؤمنون إخوة ) ، وهي الحقيقة التي تغيب عن بعضنا ، بجهل منا ، أو غفلة ، أو بتلبيس عدو البشرية الأول إبليس المارد وأعوانه . في لحظات الغروب ، تنكسر النفس ، بعد أن ذاقت ألم الجوع والعطش ، وأحست بما يحس به الفقراء وذوو الحاجة ولو بجزء من الزمن يسير، حيث إن ألم الفقر عند الفقراء ربما طويل هو ، وفي منهجية استمرارية أيضا ؛ إن لم نع وندرك حقيقة واجبنا تجاههم ، من البذل والعطاء والإحسان والسخاء ، فعجبا للإنسان الذي لا يعطف على أخيه الإنسان ، في شهر رمضان ، وهو يتلو القرآن ! . إن شهر رمضان شهر مبارك ، له عظمته ، وفضائله ، وأسراره ، فبركته محسوسة ، في الإيمان ، والإحسان ، والإنسان ، فإنسان رمضان في إيمانه وإحسانه فرق كبير عن إنسان الشهور الأخرى ، ولاغرابة ؛ فالقدوة هو محمد بن عبدالله – عليه الصلاة والسلام – فقد كان أجود الناس وكان أجود مايكون في رمضان ، فكونوا حسن الاتباع لنعم القدوة ، وأخيرا هاهي همسة محب لمن يحب : رمضان سيأتي ، وبلوغنا إياه غيب عند الله ، فلنكثر من سؤال الله بلوغه ، والتوفيق للعمل الصالح فيه وقبوله ، فكم من نفس سيجتمع المسلمون عليها بصلاة لاركوع فيها ولاسجود قبل إدراك الشهر وإعلان دخوله ، رحماك رحماك يارب ، بلغنا شهرنا ، وأعنا على صيامه وقيامه ، واجعلنا فيه من المقبولين ، ولنعلم أن وقت الصالحات مستمر حتى آخر نبضة قلب ، وانقطاع نفس ، وشخصة بصر ، وتيقن رحيل ، فهيا للصالحات قبل تلك اللحظات .
مقالات
خيارات القراء
- نوفمبر 21, 2023خطوات إلى الصحراء
(311) - نوفمبر 26, 2021إحباط 7 محاولات لتهريب أكثر من مليوني حبة “كبتاغون” عبر منفذ الحديثة مخبأة في إرسالية “طحين نشا”
(1366) - نوفمبر 26, 2021النصر والأهلي “كلاسيكو” فارق النقطة.. والفيحاء طوق نجاة التعاون للهروب من القاع
(1140) - نوفمبر 26, 2021الهلال الأحمر بالمدينة: 4 وفيات و48 إصابة إثر تصادم حافلة وشاحنة بطريق الهجرة
(1240) - نوفمبر 26, 2021رياح نشطة على الرياض والقصيم يمتد تأثيرها إلى الشرقية
(1230) - نوفمبر 26, 2021الجامعة السعودية الإلكترونية تفتح بوابة القبول للفصل الدراسي الثاني
(1279)
- ديسمبر 13, 2017الحزم للنزاهة والإصلاح
(14033) 14 - مايو 23, 2020تحول تحت شمس الفكر
(6147) 12 - أكتوبر 10, 2018دبلوماسية المكاشفة
(9178) 11 - يونيو 24, 2016فرع أحوال حفرالباطن النسائي خارج القطر
(15649) 11 - سبتمبر 7, 2016نقطة افتراق الأمة
(9266) 8 - مايو 15, 2018وظائف الاجر اليومي .. والمجهول القادم ..
(9905) 8
- الجوهرة :91 عام ( مجد وتقدم )
- فهد التركي :91 عام ( مجد وتقدم )
- محمد السالم المطيري :91 عام ( مجد وتقدم )
- عقاب نايف :عمار يادار .
- ابو عمر :عمار يادار .
- نشمي بن فرحان الخمعلي. - (PDF) Selected Date Student Names List ( PMAT001 -A07 ... :أول تعليق من الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان بعد تعيينه وزيرا للثقافة
اخبار التقنية
أكتوبر 21, 2021 “ترشيد” تنهي المرحلة الأولى من استبدال 80 ألف مصباح بشوارع الطائف
استكملت الشركة الوطنية لخدمات كفاءة الطاقة "ترشيد" المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيل مصابيح إنارة شوارع الطائف؛ حيث استهدف المشروع استبدال 80,000 مصباح. وأوضح العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة "ترشيد"…
1016- بأمر ملكي.. ترقية 378 من أعضاء النيابة العامة على مختلف المراتب1781
- زوهو تتعاون مع “تقدّم” لتمكين الشركات الناشئة في السعودية رقمياً2483
- أخبار التقنية: ريلمي تطلق رسميا جهاز realme 8 5G في السوق السعودي2714
- أخبار #التقنية : أندرويد 12 يحول هاتف Pixel إلى مفتاح سيارة .3313
- OPPO# تعيّن إيثان تشيوي رئيساً جديداً لها في منطقة #الشرق_الأوسط و #أفريقيا17364
أخبار المجتمع
أكتوبر 2, 2021 مدیر مجمع درب الابل التعليمي يهنئ مدير مركز النظيم بمناسبة صدور الموافقة على تعيينه رئيساً له
حفرالباطن :هنأ الدكتور عبيد بن عمش بن طواله مدير مجمع درب الإبل التعليمي الاستاذ ثامر بن نايف الوجعان بمناسبة تعيينه رئيساً لمركز النظيم واوضح الطواله بأن حرص القيادة على اختيار الكفاءات الشابة والمؤهلة التي تخدم مدن ومحافظات وهجر ومراکز المملكة هو…
2591- العبدالواحد مدير عام مراسم إمارة الرياض للثالثة عشرة9053
- مبادرة مجلس المسؤولية الاجتماعية بحفرالباطن ( الفاء )6883
- مطلق الخمعلي “خليفة الوزير “غازي القصيبي .18707
- الزميل / رياض الزهراني : #محمد_بن_سلمان الشهم ابن الشهم13337
- عدد سكان العالم سيصل إلى 9.8 مليارات نسمة بحلول 205012495
1 ping