عربة خضراء في جامعة ناشئة.


عربة خضراء في جامعة ناشئة.


علي بن سعد الفريدي
علي بن سعد الفريدي
   
كاتب صحفي - مهتم باللسانيات وآدابها

إقرأ المزيد
خطوات إلى الصحراء
عمار يادار .
عيد في زمن كورونا
رحلة إلى لقاح
زمان ينجب أبطالا .
التفاصيل

في عهد مضى استبشرت محافظة حفر الباطن بإعلان جامعتها من الديوان الملكي ، فحل البشر على وجوه الأهالي وأبنائهم ، واعتلت البهجة محياهم ، وابتسمت الشفاه بهذا الخبر السعيد ، حينها فرحت مع من فرح ، وسطرت مقالاً في وقتها بعنوان : عروس أعلن زفافها ، واليوم والجامعة قد فتحت أبوابها معلنة عن موعد تسجيل وقبول الطلاب والطالبات ، وداعية للتقديم في وظائفها الأكاديمية المعلنة في موقعها الرسمي وحسابها التويتري ، ومن خلال قراءة سريعة في ملامح الوضع ، وجدت شؤماً قد حصل ، وولادة أخطاء قد تتجذر في الجامعة إن لم نتدارك الوضع في مهده ، ونستأصل الشر ببذرة الحق والحقيقة ، إذ تلقيت شكاوي عدة تطالبني أن أكتب عن الحاصل أو بعضاً منه ؛ ليكون على مسمع ومرأى جهات القرار ومعتمديه ، خاصة ونحن في عصر حزم وعزم ، لايرضى فيه وجه الحزم الأول في البلاد الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – بكل ظلم يقع على نسمة سعودية واحدة ، كيف والأمر يتعلق بجامعة وطن ؟ ! ، ومستقبل جيل ، وزارعة مثل ، وباذرة ثمر ، وإنتاج عقول ، ومصنع رجال ، ومحاضن تربية ، إن ما أعنيه هنا:
هو ماتفعله جامعة حفرالباطن من التعسفات التي تشترطها في قبول المعيدين والمحاضرين وذوي الشهادات العالمية العالية ( الدكتوراه ) من شروط ليست معتمدة في وزارة التعليم بكل جامعاتها ، من ذلك اشتراط عمر الثامن والعشرين للمعيدين ، والخامس والثلاثين للمحاضرين وذوي الشهادة العالمية العالية ( الدكتوراه ) ! ، فشهادات العلم ليست شهادات تطعيم يكون فيها السن شرطا معتمداً ! ، فالتعقيد في قبول الكوادر العلمية في المنطقة ممن هم من أبنائها ، ويطمحون لخدمتها، ولديهم شهاداتهم المعتمدة من الجامعات المعترف بها أمر يثير الاستغراب والدهشة ! ، فأين الشفافية والواقعية والوضوح ؟ ! ، وأين نقاط المفاضلة في الترشح والترشيح التي يتم القبول بها ؟ ! ، وأين إعلانها ؟ ولماذا يتم الإعلان بأن تقديم الملفات يتم بشكل يدوي ؟ ! هل هي إشارة لأمر ما ؟ ! ، ناهيك من أن وضع البلد محتاج لفتح كليات أدبية وشرعية وتربوية ، فلماذا تصر الجامعة على الاكتفاء بالكليات العلمية فقط ؟ ! ، والمصيبة الأدهى في ذلك كله ، من أن مقاعد الجامعة المتاحة لهذا العام للطلاب مقاعد قليلة جداً ، قيل : إنها أربعة مئة مقعد ، والمتخرجون والمتخرجات من ثانويات المحافظة وحدها يقرب أكثر من خمسة آلاف ، فأين سيذهب الباقون ؟ ! ،

خاصة والأعداد المعلن لقبولها في الجامعة لم تتغير عما كانت عليه حين كانت كلية تابعة لجامعة البترول والمعادن . إننا بحاجة ماسة لفتح كليات شرعية ، وأدبية ، وإدارية ، وعلمية ، وتربوية للطلاب خاصة ، وأن نتوسع في ذلك قدر المستطاع ، مما يسمح باحتواء الأعداد لأجيال قادمة ، ولو على مستويين دراسيين في العام الواحد ، وأن تكون لدينا خطة استيعابية لقبول الطلاب والطالبات قصيرة المدى ، ومتوسطة المدى ، وطويلة المدى ، عبر دراسات الجدوى والتخطيط ، فالمال متوفر ، والعقول موجودة ، ولم تخلق عبثا ، والمسؤولية أمانة تكليف لاتشريف ، كما أن مما يؤسف له أن الجامعة ليس لها أثر في المحافظة ، لا علمي ، ولا توعوي ، فكأنها لم تنشأ بعد ! ، ثم إنه يحز في الخاطر أيضا ، ويثير علامة الاستفهام التعجبي ! مما يشاهد من وجود فوضى في الترتيب الإداري في الجامعة ، وتضارب في الصلاحيات بين منسوبي جامعة الدمام ومنسوبي جامعة البترول ، ولايوجد في المقابل دمج حقيقي بين الموظفين ، ولا وضوح في العمل ، وعندما تصبح الجامعة كذلك ، حينها نقول : حفرت للمجتمع حفرة ، استوطنت باطنها جامعتنا ، فدفنت معها المبادئ والمثل ، والأماني والأمنيات ، وضاع المستقبل للأجيال بنفوذ ورؤى شخصيات ليست حكيمة بكل تصرف ! ، لكن الأمل بالله ، ثم بقيادتنا الرشيدة ، وأهل الشأن وجهات الاختصاص أن تعيد الأمور إلى نصابها ، وأن تسل سيف الحزم على كل من يستفز البشر ببعض تصرفاته المقيتة الفاسدة ، خاصة ذلك المنظر البشع وغير اللائق ، والذي التقطت صورته من محيط الجامعة ، تلك العربة الاسمنتية الخضراء وقد حملت بأوراق تسجيل الطلاب ، يدفعها عامل وافد بقوة ، مما يعطي إشارة إلى أن عدد الطلاب المتقدمين للجامعة عدد كثير ! ، علما بأن هناك أكثر من طريقة تربوية حضارية لائقة لنقل الملفات والأوراق بغير هذه الصورة إن أردنا ، ومع هذا فإننا متفائلون لتحقيق ماذكر أعلاه ؛ لأننا في وطن رايته خضراء ، تعاقب عليها سيفا العدل والإنصاف والحكمة ، وازدانت بكلمة الحق والحقيقة والشرع والشريعة ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ) بكل بياض سلوك ناصع ، وصفاء شرع نقي .

أ – علي بن سعد الفريدي


6 pings

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *