أينما وجد الجنس البشري في أي بقعة من الأرض فلابد أن يكون هناك نوع من أنواع الفساد ظاهراً كان أو خفياً ، فلا نعرف مجموعة من البشر قابعة في غياهب التاريخ لم يكن لديهم نوع من أنواع الفساد ، كثر ذلك الفساد أو قل ، زاد أونقص ، ربما يكون الإختلاف نوعي أو شكلي ، فأبليس والنفوس الأمارة بالسوء متوفرون وحاضرون في كل زمان و كل مكان ، ولكن يقل نشاطهم في بعض الأزمنة ويزدهر في أزمنة أخرى ، و أحيناً يصبح الزمان زمان المفسدون ، ولا مكان للشرفاء ، والحمدلله لم نصل لهذا الزمان رغم شعورنا بوجود بعض المفسدين ،
فالفساد أنواع بعضه يرى بالعين المجردة و بعضه تُشم رائحته من مسافات شاسعة ، وبعضه يحتاج إلى مجهر و خبراء ليجدوا هذا الفساد وهذا المفسد المندس ، من جميل وعجيب ما قرأت بعد سقوط الرئيس
الأوكراني فكتوريانوكوفيتش وبعد هروبه إلى منفاه ، وبعد دخول قصره الذي يعد قلعةً من الجمال والإبهار ، وجد معارضوه شيء يفوق الخيال من البذخ ومن اللعب بالمال العام تحف ولوحات وأطباق من ذهبٍ وفضه وجدوا ما لو صرف على دولة فقيرة لأنعش اقتصادها ، فقررت الحكومة الأوكرانية جعل ذلك القصر المشيد المكلل بالتحف والزينة ولوحات الجمال المذهبة إلى متحف يروي للشعب قصة ذلك الرئيس المفسد وليكون هذا المتحف شاهد على عصرٍ كثر فيه الفساد ، وساد فيه المفسدون ، وأطلقوا على ذلك المتحف إسماً غريباً وهو متحف الفساد ،
تتوقعون كم متحف نحتاج في محافظتنا الصغيرة أو في بلادنا الكبيرة ، أنا حقيقة يعجبني كذا مبنى أولها مبنى البلدية ، يصلح أن يكون متحف نقضي فيه بعض الأوقات ولكن لن نجد فيه من الجمال بل ربما نجد فيه أكوام من الملفات العلاقية ، وأكوام من القرارت الفاشلة ، وأكوام من
التخبطات العشوائية لذلك نحتاج لمتاحف فساد والله يستر على الصحيفه وعلى رئيس تحريرها وعلى العبد الفقير من زعل المدير لكن ليس بكبير فإن الكبير هو الله .
وللعلم خادم الحرمين الشريفين فتح باب النقد البناء بل وقال رحم الله من أهداني عيوبي .
ياكثر عيوب البلدية والله لا يهين مستشفى الوالادة المتهم بالفساد من احد أهم كوادره والله المستعان .
اللهم احفظ بلادنا وأمننا يا سميع يا حكيم.