عندما يغيب النقد


عندما يغيب النقد


الحقيقة تقول: لكل غياب عقاب وليس لكل حضور زهور، أما غياب النقد فهو أمر خطير، وصعب وكبير، فالناقد هو مراقب وملاحظ ، وهو طبيب لبيب، يساعد الصديق ،ويعالج الحبيب، ويأخذ بيد القريب ، فغياب النقد البناء من الأمور التي لها عواقب وخيمة وعظيمة، ومن أهمها التعثر والسقوط في جب الكوارث والملامات ،والحوادث العظيمات، لذلك قيل ( رحم الله من اهدى إليّ عيوبي )


والواقع يقول أن للنقد مجالات كثيرة ومتعددة ومتنوعة ، ومنه ما يكون في السياسة أو الرياضة أو الإجتهادات الدينية والشرعية أو الشعرية والأدبية إلى أخره ، فالنقد إن كان من مختص فهو دائماً يوجه نقده لإصلاح عمل أو قول أو فعلٍ ما حتى يستقيم ذلك الجهد ، أو نقول هو تنبيه لصاحب الفعل أو العمل ومحاولة لمساعدته حتى يكون المنتج على أكمل وجهٍ ممكن ، فالمفروض أن يُعامل الناقد كما يُعامل الناصح المحب ، لا كما يعامل الحاسد الحاقد ، لأن بذلك ستكثر الفواجع والكوارث ،في كل مجال يمنع فيه المختصون من النقد أو بإخافتهم من أن ينقدوا لأي سبب كان ، لابد أن يكون مجال النقد مفتوح للمختصين مع مراعات الجوانب الشرعية والأخلاقية والأعراف السائد في المجتمعات المختلفه،
والغريب أننا نمر في وقتٍ ومرحلة لا نرى فيها الا المطبلون الذين استمرؤوا التطبيل والرقص فالملاحظ في الأونة الأخيرة غياب النقد عموماً وحضوره خصوصا في اتجاهين معينين وهما نقد الكورة ( الرياضة) ونقد الدين والشريعة ، وهذا نذير شر وخطر عظيم والعياذ بالله فأصبح عند بعض الناس والغير مختصين من السائغ والسهل نقد الشرع والدين ومخالفة كل ما هو شرعي بسبب وبغير سبب!

وهؤلاء النقاد الغير مختصين يغمضون أعينهم عن الأمور التي يجب أن تنتقد و تدرس وتدقق، والبعض لا يعرف النقد إلا بين العوام وفي المجالس الخاصة ، ومن عظائم الأمور والتي تُنْبِئُ بكثرة الشرور وارتفاع الفسق والفجور ! أن كل من هب ودب وكل علماني وليبرالي اصبح يتجاوز على الدين، وعلى ثوابت الأمة ، بتحليل ما حرم الله ، وبتحريم ما أحل الله، يحكمون بأهوائهم، و بإنحراف عقولهم، فالدين له خصوصية وله علماء ، وله أدلة وضوابط ، لا يجب أن يلج فيها كل غاوي وكل مخالف وكل منحرف ،لأن ذلك سبب لوقوع العقوبات ، لذلك يجب أن يكون الناقد طبيب ، يشخص المرض ،ويضع يده على الجرح، ويصف العلاج، لكي لانضيع في غياهب جب الضلال والظلام.

والله المستعان وعليه التكلان


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *