الخِبُّ


الخِبُّ



تُمارس المنظمات المتميزة أقصى درجات الصدق والوضوح في تعاملاتها الداخلية و الخارجية وذلك لكي تبني سمعة متميزة في أوساط المتعاملين ولكي تحقق مكاسب و نجاحات في أعمالها. على مستوى المنظمة الكذب مدمر تمامًا لسمعتها و يجعلها في أدنى مستوياتها الممكنة، فبذلك تدخل في نفق مظلم من التعقيدات و الإشكاليات التي لن تنتهي إلا بجعل الصدق عقيدة و الوضح مبدأ . ينسحب ذلك أيضاً على الآحاد فتجد ان التعاملات مع الصادقين و الواضحين مريح جدًا . وبالعكس تمامًا نجد أن التعاملات مع الكاذبين مزعج إلى أبعد حد، لذلك نمر بتجارب يومية تكشف لنا و تعلمنا كيف نتعامل مع الأنماط المتعددة من البشر، مع الصادق و الكاذب و بين هذا وذاك المتلون. يتبادر أحيانًا سؤالا إلى اذهاننا مالذي يجعل المنظمة أو الفرد يكذب؟

أهم أسباب الكذب هو الخوف ولكن مما يخافون؟ المنظمات تخاف من ردات فعل المتعاملين الخارجيين و الأفراد يخافون من فقد مكانة أو حضوة وبجهل كبير لا يعلم هؤلاء ان الخسائر التي تجنيها كذبه واحده كبيرة جدا أهمها فقدان الثقة التي يعد بناءها من أصعب المراحل في العلاقات البشرية. يحكي لي أحدهم ان هناك جهة حكومية علاقاتها الخارجية متعددة جدا، ولأهمية الصدق و الوضح و المكاشفة في عملهم يعقد إجتماع سنوي صريح جدا تطرح فيه جميع المواضيع العامة و الخاصة على طاولة النقاش وتطرح معها الحلول أيضاً.

ان من أهم معاول الهدم في أي منظمة أو علاقة بين الآحاد هو الكذب فبكل تاكيد يصنع حاجزا و يودي إلى نتائج لا تسر جميع الأطراف، لذا كن صادقاً لا تخف من عواقب الحدث تكلم بشفافية ووضوح فإن اخطأت فاعتذر فخطأك غير مقصود. تذكر قبل ان تكذب ان الاسلام أمر بالصدق و ان مقولة الفاروق لست بالخِبّ… ليس دليلا على جواز الكذب بل على الذكاء.

شكر:
منك نتعلم جراءة الصدق و الوضوح و الشفافية، باركك الرب .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *