التأسي


التأسي


يسعى الإنسان للتأسي بشخصية محددة أو عدد من الشخصيات للخروج بنموذج فريد لشخصيته. وقد يبدأ التأسي من نعومة الأظافر إلى وقت متأخر من العمر. فكلما وجد الإنسان نفسه يرتكب أخطاء أو يحقق نجاحات قد يتغير للأفضل و في أحيانا أخرى للأسواء فالتأسي حركة مستمرة بإستمرار العمر. 


السؤال الذي يتبادر لذهني دوماً، ماهو الضابط للتأسي؟ 


السلوك المحيط يجعلنا نغير من بعض السلوكيات حتى نستطيع أن نتماشى مع النسق العام السائد. وهذا في نظري أمر نسبي يضبطه عدة أمور، فمثلاً من غير المقبول أن نتأسى خارجياً بمظهر الملتزم وقد تأسينا داخلياً بشخصية منحرفة أو على الأقل غير ملتزمة. هذا الخليط مخيب للآمال و مزعج جداً. 


في سعينا لبناء الشخصية، أول من نتأسى به هو المصطفى صلوات الله عليه فكلما كانت الأخلاق و الأفعال والأقوال أقرب للمصطفى صلوات الله عليه كلما كنا في أفضل صور التأسي. فمن الممكن أن نجد من يتأسى بمظهر المصطفى الخارجي ولكن أخلاقه بعيدة عن أخلاق المصطفى صلوات الله عليه، وربما تجد من يتأسى بأخلاقه صلوات الله عليه ولكن تجد مظهره بعيد عن التأسي بمظهره صلى الله عليه وسلم. هنا يقفز أمامي سؤال يبحث عن إجابة، أيهما أهم التأسي بالمظهر أم التأسي بالمخبر؟ قطعا التأسي بالمخبر هو الأكمل و الأمثل و قد قال تعالى في وصف نبيه: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) فقد وصفه سبحانه بأخلاقه، بمخبره، ولم يصفه بمظهره.


إن التوافق بين ما نظهره و ما نبطنه أمر صعب وليس مستحيل، ولكن نسعى دوما لجعل هذا التوافق في أقرب صوره. 

من أقوالهم: 

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت… 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *