رصاص بحضرة علم وأدب .


رصاص بحضرة علم وأدب .


علي بن سعد الفريدي
علي بن سعد الفريدي
   
كاتب صحفي - مهتم باللسانيات وآدابها

إقرأ المزيد
خطوات إلى الصحراء
عمار يادار .
عيد في زمن كورونا
رحلة إلى لقاح
زمان ينجب أبطالا .
التفاصيل

عائض بن عبدالله القرني ، علم بهذا الاسم ، بعيدا عن كل لقب ينكر شخصه ، اسم فاعل ، وشيخ فاضل ، وأديب بارع ، وداعية صادق هكذا نحسبه والله حسيبه ، ولانزكي على الله أحدا ، أسلوبه الدعوي مؤثر ، يهتم بالدعوة فهي تجري في دمه ، وتسري في عروقه ، بعلم رصين ، وقول ثمين ، يطور نفسه بنفسه ، في أساليب تجديدية ، ففي خطابه فصاحة ، ولعباراته بلاغة ، ولكلامه ثمن ، ولنبرات صوته شجن ، هو قارئ نهم ، له في كل مجال مقال ، و في الحكمة له شيء كبير غزير ، يزداد مع الزمن تألقا ، متواضع قريب من البشر ، قدوته محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام ، له مع الكتاب قصة لاتوصف ، قراءة وتأليفا ، يحفظ القرآن ، وأمات كتب السنة ، وآلاف شعر العرب ، نشأته جنوبية ، ومسكنه نجدي ، وصدره شمالي ، هو مدرسة متنقلة ، أنار صدره نور الوحيين ، ابتسامته أنيسة مشرقة ، وروحه سعيدة متدفقة ، وقلمه سيال يذرف أحيانا ، ويضمد أخرى ، ويعالج آحايين كثيرة ، إذ إن موضوعات كتبه ناطقة بما أقول ، لكن كتابه الأشهر ( لاتحزن ) جعلني أنظر إلى القرني أنه قصة نجاح تمشي على الأرض ، هو فخر لقبيلته وأسرته وطلابه ومشائخه ووطنه وأمته ، يعجبني عنده فقه الاختلاف فيما يقبل الاختلاف ، وسعيه لجمع كلمة المسلمين على الحق ونبذ الخلاف ، تجربته الحياتية تستحق التأمل ، إذ هو عاشق للحكمة ، فمبادئه ثبات ، ومجالسته حياة ، ونصائحه قيم ، وحديثه شيم ، وفكره نير ، وسلوكه خير ، له مع الابتلاء مواقف صبر ، في كل عصر ومصر ، أعداؤه كثيرون ، ومحبوه أكثر ، وعلى قدر نجاح الإنسان ينقسم البشر تجاهه ، وعلى تميزه يكون نقده ، والشائد والناقد والحاسد والفاسد في الأرض ، والعادل وحده في السماء ، والمرجع إليه والحساب عليه، تجربة الشيخ القرني مع وسائل التواصل الاجتماعي المجتمعي فريدة رشيدة ، فهي قال الله ، قال الرسول عليه السلام ، قال الشاعر في قصيدة ، دعته جامعة فلبينية ليصدح صوته بين جنباتها ، فلبى الدعوة ، وحدث الإخوة ، وأعلنت إحدى الحاضرات إسلامها ، فلقنها الشهادة بصوت متهدج ، حشرج في صدره نطقها ، أثر وتأثر ، ونصح وحذر ، ودعاهم للتوحيد والإيمان ، والإسلام والإحسان ، وودعهم بسلام ، وتقدير واحترام ؛ لكن الشر له أعوانه ، وإبليس له من الإنس إخوانه ، فتسللت نسمة فاجرة ، مطلقة رصاص الغدر والخيانة ، على شيخ الأدب وأديب المشايخ ، لكن الحافظ الله ، فسلم الله الشيخ عائض ومرافقيه ، إذ دخل الجامعة بوعيه ، وخرج منها مغشيا عليه ، فلما أفاق في مشفاه قال : الحمدلله أبشركم أنا بخير ، إي والله بشارة ، عندما يكون المسلم بخير في كل زمان ومكان .
هاتفه ملك البلاد ، فطمأنه أنا بخير ، أنا بخير فاطمأن وأشاد ، وكلف بنقله جوا إلى بلد العز والوفاء والأمجاد ، فكم ترى الحسابات التويترية تتابع أخباره ! ، وتتداول أذكاره ، وتدعو الله أن يشافيه ويعافيه ، فهذه الدنيا دار ابتلاء ، والحظيظ من عمرها علما وعملا ودعوة وصبرا وإحسانا ، فهنيئا لصاحب كتاب لاتحزن هذا القبول والحب ، ومزيدا من الحياة السعيدة الرغيدة له ولجميع المسلمين في منهجية أنس ولذاذة وطمأنينة وإبداع وإمتاع ، جمالها عبادة الله وفق شرعه ، ولذاذتها نفوس ذات صفاء تشاطرك أحزانها وأشجانها ، إلى نهاية آخر شهيق وزفير كتبه الخالق في قادم زمن .


1 ping

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *