في محافظة حفر الباطن ( عاصمة الربيع ) يقام تمرين عسكري ضخم هو الأكبر منذ عاصفة الصحراء ١٩٩١م ، يشرف حفل ختامه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورؤساء عشرين دولة مشاركة ، حفظهم الله لما فيه خير البلاد والعباد ، ليعلن خلالها أن أمن البلاد وأهلها خط أحمر ، إذ إن الأمن هو الحياة ، فهو ضرورة دين وعقل ومبدأ ، بل هو واجب سلوك ، ووعي فكر ، وحكمة نظر .
إن الحياة تدبيرها بيد خالقها ، لكن بذل أسباب الأمن في كل مجال منها أمر قد أمرت به الشريعة ، ومنهجية عيش متطلبة تستوجبها الفطر الإنسانية ، وتحث عليها العقول الواعية ، والوقاية دائما خير من العلاج ، وما تمرين رعد الشمال إلا من هذا القبيل .
إنه من السعادة بمكان عندما ترى التعاون بين بلاد المسلمين على جميع الأصعدة على أشده ظاهرا ، في سبيل تحقيق حياة مثلى تتسم بالكرامة والقيم والمبادئ والتى كفلتها الشريعة الغراء ، إذ تدرك بيقين أن نهاية التعاون والتآزر فلاح ونجاح بإذن الله ، كيف والأمر في ذلك رباني المصدر ، سماوي التنزيل ( وتعاونوا على البر والتقوى ، ولاتعاونوا على الإثم والعدوان ) ، إن رعد الشمال هو ردع لكل من يحمل في نفسه وفكره سواد غيمة شريرة ، ملقحة بأهواء مسمومة ، بأن صدها غيوم رعدية نقية ، تتلاسب بروقها وتتكاشف من كل جهة ، شروحا ووضوحا ، وتجلجل وتزلزل هيبة وعزا ومجدا ، وما أقرب المطر للرعد ! ، أو هما سيان غالبا من خلال تأمل حياة ، إن أمن الأوطان مسؤولية الجميع ، أفرادا ، وشعوبا ، وحكومات ، وحياة بلا استقرار لاقيمة لها ولا اعتبار .
فهاهي جهتنا الجنوبية تعصف بحزم ، وتدك كل من خان الجوار ، وانتهج الدمار ، وأراد ببلادنا وبلاده الشر والأخطار ، حيث عاصفة الحزم تعصف به عصفا ، وتقصفه قصفا ، والأخبار تعلن قرب الانتصار بإذن الله ، وإن جهة بلادي الشمالية هاهي أيضا ترعد لتردع ، وتتدرب لتتدرع ، وتتمرن لتحسب و تكسب .
فتحية وفاء وتقدير لجهة القرار المسؤولة ، وتحية مثلها لكل جنودنا البواسل في كل جهات بلادنا برا وبحرا وجوا ، وقبلة حب على جباه تحرس بلاد التوحيد ولازالت ، ورحمة وغفران على من قضى نحبه على حدودها ، مدافعا عن دينه ووطنه .
وشكر وافر عاطر لكل من شارك ويشارك تمرين رعد الشمال خدمة لبلاد الحرمين الشريفين ولبلاد المسلمين جمعاء ، تجنيبا لها من لكل شر وخطر ، والحافظ الله في حياتنا أجمع .

طباعة مقالة

1 4974