مناشدة من وراء قضبان !


مناشدة من وراء قضبان !


علي بن سعد الفريدي
علي بن سعد الفريدي
   
كاتب صحفي - مهتم باللسانيات وآدابها

إقرأ المزيد
خطوات إلى الصحراء
عمار يادار .
عيد في زمن كورونا
رحلة إلى لقاح
زمان ينجب أبطالا .
التفاصيل

خالد بن محمد الفريدي الحربي ، اسم ببلاء مبتلى ، ونفس وراء قضبان سجن تعيش أملا ، طالب ثانوية قبل ثلاثة عشر عاما يعيش حياته كما يعيشها البشر ، تحت قضاء الله وتقديره ، وانتظار فرجه ، وماقدر الله على خلقه نافذ لامحالة ، فالفرج من الله وحده ، والبشر أسباب فرج يهيئها الله ، ابتلي خالد بدم ، فحكم عليه بالقصاص من قضائنا العادل ، وهذا شرع الله المرضي عند المسلمين، حكما ومصلحة وسلوكا ومبدأ ؛ وفق عقيدة راسخة، وحكم شريعة ثابت ، لايتغير مع تغير الزمان والمكان ، تذهب الحياة سنة بعد سنة ، فيكمل خالد عامه الثالث عشر وراء قضبان سجن يحبس السعادة ، ويجلب الكآبة ، ونبضات قلب تتسارع من خيال مؤذ لترقب النهاية ، فحياة السجون حياة أخرى بخصوصية خاصة هي أشبه بالحرف الأول من كلمة ( سجن ) ، والذي يحاكي منشارا يقرض السعادة صبيحة كل يوم ، إذ لها شعور خاص ، يعلوها الألم ، ويطحن مشاعر أهلها الهدوء ، وينفس لهم الأمل ، فالأمل هو الحياة لو شعر البشر ، وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ! ، هنا تأتي البشرى الأولية ، بقدرة قادر ، وبسبب شفاعة بشر مأجورين ، ونبل قيم عند أصحاب الدم ، في طلب الفداء بعشرة ملايين ريال ، مصدقة من محكمة شرعية معتمدة ، ومقيدة بشرط سبعة أشهر زمنا ، وإلا سيف العدل بين خالد وأصحاب الدم شرعا يمشي على الجميع .
.

ومن خلال نظرة حكمة ، وصوابية رأي ، وطلب فداء، ونشدان عفو ، وتفريج كربة ، وتنفيذ حكم.

.

أناشد من به ذرة إيمان وفزعة وبر وإحسان ، أناشد أخوة الدين والنسب والوطن ، أناشد من استقبل القبلة من كل جهة من جهاتها ، أناشد من هلل وكبر واستغفر وحوقل ، أناشد من يندى جبينه إذا قيل له تكفى يا فلان ويا أبا فلان ، أناشد من تعيش في جيناته النخوة والفزعة والأصالة ، أناشد من يقشعر جسده عندما يسمع قول الله :

.

( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) ، أناشد القبائل والحمائل والعوائل الأصيلة النبيلة الجزيلة في كل مكان ، أناشد من يمتلك الإحساس ، ويعرف الإمساس ، أناشد من يتربع على كرسي الوفاء والنقاء والصفاء وبياض السلوك ، أناشد من يتحسس الألم ويستطعم الأمل ، كيف وقد اجتمع الألم والأمل في زمن مقدر ثلاثة أشهر باقية تقريبا ، آه آه من شعور المعاناة ولو كانت دقيقة ، فكيف بثلاثة عشر عاما سجنا ، وثلاثة أشهر باقية لجمع الفداء المالي زمنا .

.

هاهو خالد عفى عنه ذوو الدم ، وأصحاب الحق ، – جزاهم الله مثوبة وخيرا لاتحصى بعدد ، ولاتحد بحد – ، وبقي فداؤه المالي ، عشرة ملايين ريال سعودي ، فأين أين من نبتت في سويداء قلوبهم بذرة العطف و الرحمة ؟ ! ، وأين أين من تزججت أعينهم دمعا يرجون رحمة الله في بذل أموالهم ؟ ! ، وأين أين من يدرك مشاعر الأمومة والأبوة التي تعيش تحت هذا الضغط الرهيب ؟ ! ، وأين أين من تفوح من أموالهم رائحة الإنسانية والصدقة والبر والإحسان ؟ ! .
خالد سعادته ضمة والديه في بيته العامر ، فهي عيده ، بل عيده الثاني فك قيد حديده ، حينها سيكون العيد عيدين ، فمن يصنع تلك السعادة ياسادة ! .
.

خالد يناشد أصحاب الأموال المخلصين المحسنين ، من شباب وشيوخ وأمراء باذلين ، من قرابة وجوار وإخوة في الدين ومسؤولين .
.

كم هي فرحة سيعيشها خالد عندما تكتحل عينه في أسرته وقرابته وجيرانه وإمام مسجده ومعلمي مدرسته … ، ذهب من المدة شهران ، ومازال الوالدان يترقبان ، ونحن في زمان مبارك ، وبرجاء رحمة الرحيم الرحمن ، فأين ذوي الإحسان والعرفان ؟ ! .
من لهذا الفداء ؟ أين الأتقياء الأنقياء ؟ .
.

إن الحياة فانية ، لكن المبادئ والمثل ومظاهر الإحسان والمعروف لاتفنى و لاتموت

.

( والله يحب المحسنين ) ،( إِنَّ رَحْمَة الله قريب من المحسنين ) ، (إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) ، ( وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ) .

.

إن المعروف لايسقط أهله أبدا على مدى التأريخ ، وسيدون التأريخ أسماءهم نقشا في القلوب ، قبل شيكات المحاكم المصدقة ، ولاتخفى على الله خافية ، فمثقال الذرة من الإحسان العملي أيا كان ، سيراه المؤمن خيرا يوم يلقى الله ، ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) .
.

فمن بماله يميل سيف الحق عن خالد ؟
، أمال الله عن ذريته الشر إلى يوم الدين ، ورزقه فرحة تعشعش في صدره وفي عقبه أبد الآبدين . لذا هذه أحرفي مكلومة ، لكنها تعيش أملا إذا تذكرت أنها في وطن دينه الإسلام ، وسلوك أهله البر والإكرام ، فالقبلة واحدة ، والرب واحد ، ونبينا المتبع واحد ، والوطن واحد ، واللغة واحدة ، والجد واحد ( آدم ) ، والأم واحدة ( حواء ).
هي قضية مال ، وهذا واجبها ، وقد فتح الحساب المعتمد من قبل إمارة منطقة القصيم ، ذو الرقم : 340608010405503
كما أن رقم الآيبان هو :
SA1080000340608010405503

.

بموافقة وزارة الداخلية واعتماد مؤسسة النقد السعودي والبنك المسؤول ، علما بأن الحساب المعتمد يحمل اسم إمارة منطقة القصيم – تبرعات دية عادل بن محمد البرادي ، فهيا للبذل والبر والإحسان ، فخير البر ماعجل ، لاسيما ونحن في أشهر مباركة شهور الحج بعد رمضان كلها بركة زمان ، فأين المبارك من بني الإنسان ؟! ، إن البركة من الله ، وهذه القضية ومثيلاتها سبب بركة لو أدرك البشر ، وأخيرا ، هاهي نظرة تدبرية لأي القرآن الكريم عندما قال ربنا سبحانه :

.

( فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة ) . ، فمن هذا التخفيف والرحمة انطلقت أحرف هذا المقال اتباعا للمعروف ، وأداء الإحسان إلى ذويه ، فهيا هيا يامحسنون .

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *